ظنت نينوى أنها سيدة العالم الجميلة التي تقتنص الأمم بسحرها وزناها، فيخضع الكل للعبادة لآلهتها، ويمارسون الرجاسات معها. لكن إذ يبغض الله الشر، يتعامل معها كزانية، ويفضح فسادها، فتكون كمن تعرَّت من ثياب الزنا الجذابة للفساد. هذا ما تنبأ عنه إشعياء النبي أيضًا عن بابل التي فيما بعد سلكت ذات مسلك نينوى: "لأنك لا تعودين تُدعين ناعمة ومترفهة... اكشفي نقابك، شمري الذيل، اكشفي الساق، اعبري الأنهار؛ تنكشف عورتك وتُرى معاريك" (إش 47: 1-3). إنها لا تفقد جمالها الغاش فحسب وسحرها، بل تبدو في خزي وفضيحة، كريهة وقبيحة. تنفضح ألاعيبها للأمم، وتنكشف خططها الشريرة، ويظهر ضعفها وفسادها. "وأري الأمم عورتك، والممالك خزيك" ]5[.
يدرك الكل أنها ليست قوية ولا سيدة العالم كما كانت تزعم.