![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() اَلرَّبُّ إِلَهٌ غَيُورٌ وَمُنْتَقِمٌ. الرَّبُّ مُنْتَقِمٌ وَذُو سَخَطٍ. الرَّبُّ مُنْتَقِمٌ مِن مُبْغِضِيهِ وَحَافِظٌ غَضَبَهُ علَى أَعْدَائِهِ. [2] جاءت النبوة قاسية وعنيفة، لكنها مملوءة بالحنو والعاطفة على النفوس التي تلتصق بالله. يبدأ بالحديث عن الرب أنه إله غيور. هذه الغيرة يتسم بها الزوج على زوجته، فلا يسمح لأحد أن يمسها أو يعتدي عليها، ويتسم بها الملك على الخاضعين في ولاء له، فيخطط ويعمل لحمايتهم. هكذا غيرة الله على الإنسان، إنما هي من قبيل حبه له. فهو لا يقبل أن ينافسه أحد أو شيء ما ليحتل قلب محبوبه الإنسان. غيرته تقتضي أحيانًا أن يستخدم عصا التأديب على الإنسان، لأن الأخير يجرح علاقة الحب المتبادلة، بإعطائه القفا لله لا الوجه. هذه الغيرة يسكبها في قلوب خدامه الأمناء، فيقولون مع الرسول بولس: "فإني أغار عليكم غيرة الله، لأني خطبتكم لرجلٍ واحدٍ، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2). التهب قلب فينحاس الكاهن بالغيرة على قدسية الشعب وخيمة الاجتماع حين زنى إسرائيل مع بنات موآب وعبدوا آلهتهن الوثنية، وقد تجاسر أحدهم وقدم لإخوته مديانية ودخل بها إلى خيمة الاجتماع. فإنه إذ طعنها الكاهن قال الرب: "قد ردَّ سخطي عن بني إسرائيل بكونه غار غيرتي في وسطهم حتى لا أفنٍ بني إسرائيل بغيرتي" (عد 25: 11). يقول أيضًا إيليا النبي: "قد غرت غيرة للرب إله الجنود لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك، وقتلوا أنبياءك بالسيف" (1 مل 19: 10). "الرب إله غيور ومنتقم" ]2[، فهو غيور على مؤمنيه السالكين في طريقه، المخلصين في حبهم له، والذين يتكلون عليه. إن أخطأوا يؤدبهم لغيرته وحبه الشديد لهم؛ وهو منتقم ليس من أجل ذاته وإنما لحماية أولاده، حاسبًا كل من يأخذ موقف العداوة منهم، إنما يأخذها ضده شخصيًا. لذلك يقول: "حافظ غضبه على أولاده". سمح الله لمملكة أشور أن تسبي شعبه لأجل تأديبهم، لكن أشور ظنت أن أصنامها أعظم من الله، فصارت تسخر منه؛ كما تمادت في إذلال شعب الله. * الله غيور، وهو لا يسخر باستهزاء بأحدٍ. إنه لا يسخر كمن يفتخر بصلاحه هو، بل هو طويل الأناة، لكنه يهدد. العلامة ترتليان * يا إخوتي، مخيف هو الوقوع في يدي الرب. ومخيف هو وجه الرب ضد فاعلي الشر (مز 34: 16)... مخيفة هي أُذن الرب، وهي تسمع لصوت هابيل يتكلم خلال دمه الصامت. مخيفتان هما قدماه اللتان تتخطَّان صنع الشر. مخيف أيضًا ملؤه للمسكونة، حيث يستحيل أن يهرب موضع ما من عمل الله (إر 23: 24)، حتى بالطيران إلى السماء، أو الدخول في الجحيم، أو الهروب إلى الشرق الأقصى، أو باختفائنا في الأعماق، في نهاية البحار (مز 139: 7-8). ناحوم القوشي أمامي مرتعب عندما أعلن عن ثقل نينوى، فإن الله غيور، والرب منتقم في سخطه على مقاوميه. القديس غريغوريوس النزينزي * لاحظوا يا أبنائي المحبوبين كيف أن الرب إلهنا رحوم وبار، كم هو رءوف ولطيف مع الناس، لكنه بتأكيدٍ عظيمٍ "لا يبرِّئ المخطئ" (راجع نا 1: 2). مع أنه يرحب بعودة الخاطئ ويهبه الحياة، ولا يترك مجالًا لأي شكْ هكذا كمن يدين بقسوة ويرفض الآثمة تمامًا، ويرفض أن يقدم لهم نصائح ليردهم إلى التوبة. وإنما على العكس، يقول الله بإشعياء إلى الأساقفة: "عزُّوا، عزُّوا شعبي، أيها الكهنة، تكلموا بحنوٍ مع أورشليم" (راجع إش 40: 1). لذلك يليق بكم عند سماعكم كلماته هذه أن تشجعوا الذين أذنبوا، وتقودوهم إلى التوبة، وتقدموا لهم الرجاء. وليس باطلًا تحسبون أنكم ستشاركونهم معاصيهم على حساب حبكم لهم. اقبلوا التائبين ببهجة، وافرحوا بهم، واحكموا على الخطاة بالرحمة وأحشاء الحنو. فإن كان شخص ما سائرًا على شاطئ النهر، وصار متعثِّرًا، وأنتم دفعتموه وألقيتموه في النهر، عوض أن تقدموا له يد المساعدة، تكونوا قد ارتكبتم جريمة قتل أخيكم. قوانين الرسل |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|