كان من المفروض أن الرب يسوع الذي لم يأكل لأربعين يوما (من الواضح أن الرب يسوع كان يشرب أي صائماً بماء و لهذا لم يقل الكتاب أنه عطش) أن يشتهي حتى الحجارة و لكن على عكس آدم يسحق الرب يسوع رأس الحية كما وعدنا الله (تك15:3)! لكن يبقى السؤال لماذا فشل آدم الذي كان إنساناً كاملاً لكن سقط و نجح الرب يسوع أن يبقى الإنسان الكامل؟ قد تقول أن الفرق هو أن الرب يسوع صام و بالتالي كان أقوى في التجربة لكنني أود أن أضيف أن الصوم وحده يُضعف الإنسان و يكون أكثر إستعداداً للسقوط إلا إذا كان يتغذى بشكل أخر و هذا هو الفرق و هو أيضاً ما قاله الرب يسوع! إن السر ليس في الصوم بل في التغذية التي كان يتغذى بها الرب يسوع في الصوم و هي كلمة الله لهذا فكان رده على إبليس "مَكْتُوبٌ: أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ"! إن كلمة الله تُغذي الروح و بالتالي يُصبح من يتغذى بها في غنى و لهذا إستطاع الرب يسوع أن يُقاوم إغراء عدو الخير و يسحقه حتى في التجربتين اللاحقتين! لكن آدم الذي لم يكن صائماً و تغذى على الطعام الجسدي و ليس على كلمة الله بقى جائعاً ضعيفاً أمام أي إغراء!