* انظر كيف أجابت المرأة المسيح بأوفر دعة قائلة: "يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة فمن أين لك الماء الحي؟" لأنها لم تدعه هنا سيدًا على بسيط ذات التسمية، لكنها كرمته كثيرًا. والبرهان على أنها قالت هذه الأقوال مكرمة إياه، أنها ولم تضحك عليه، لكنها تحيرت بسرعة. وإن كانت لم تفهم في الحال كل ما يجب أن تفهمه عن المسيح فلا تتعجب، لأنه ولا نيقوديموس فهم معنى كلام المسيح.
تأمل ما قاله نيقوديموس: "كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟" (يو 3: 4)، أما هذه المرأة فكانت أوفر توقيرًا من نيقوديموس، إذ قالت: يا سيد لا دلولك والبئر عميقة،فمن أين لك الماء الحي؟"كان يمكنها أن تقول قولًا على سبيل التهجم: "لو كنت تمتلك هذا الماء الحي لما طلبت مني ماءً، بل تعطيه لنفسك أولًا، فأنت الآن إنما تفتخر بذلك". إلا أنها لم تنطق بلفظ من هذه الألفاظ، لكنها أجابت بوداعة كثيرة في ابتداء الخطاب.
القديس يوحنا الذهبي الفم