من منّا لم يمر بتخبطات مرحلة الشباب، بل وما زال يمر بها، كل ما نريده في هذه المرحلة هو شخص يؤمن بنا ويقر بحقنا في التجربة واختيار ما نريد حتى لو كان اختيارنا خطأ في البداية، وغالبًا ما قد يكون كذلك.
للأسف، ينسى أحدنا حقه في الاختيار أمام العائلة والمجتمع والواجب ورد الجميل، فيختار الأشياء من أجل الآخرين لا من أجل نفسه، فيعطيه هذا شعورًا مؤقتًا بالرضا، وبأنه بذل نفسه من أجل شخص آخر.
ولكن سرعان ما تزول هذه المشاعر وتفقد الأشياء بريقها الأول ويعتاد الإنسان عليها، فيستيقظ يومًا ويتساءل عن جهده وعمره الذي يمر من بين يديه كالرمل على شيء لم يرغب فيه يومًا! تبدأ مرحلة التخبط وفقدان الهدف وسؤال ما الجدوى، ويقف الفتى أو الفتاة أمام مفترق طرق؛ أيكمل في الطريق الذي رسمه أبواه أم يخرج عن المسار المرسوم، ويتحمل عواقب اختياره وعبارات اللوم والتأنيب التي ستنزل فوق رأسه؟
إن كل شخص منا بداخله حجر كريم يحتاج إلى من يبحث عنه ويصقله ويهذبه ليظهر جوهره الحقيقي، ومن الغريب أن من عليه القيام بهذه العملية هو أنت، وهي عملية ليست سهلة أو سريعة، بل تحتاج صبرًا ودعمًا نواجه بهما أوقات الفشل واليأس.