![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وَصَلَّى أليشع وَقَالَ: يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ. فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أليشع. [17] لم يطلب أليشع من الرب أن يرسل جيشًا ليحميه هو وتلميذه، لأن الجيش كان بالفعل حاضرًا، وإنما طلب أن يفتح الله عيني الغلام. بشفاعة النبي (عب 1: 14) انفتحت عينا تلميذه عندما اهتز إيمانه، انفتحت لرؤية الحضرة الإلهية تحيط به. ليس لدى الله جيوش مادية ومركبات وأسلحة جسدية، لكننا لا نستطيع أن ندرك الروحيات إلا من خلال صور جسدية. كان أعداء إسرائيل غالبًا ما يحاولون أن يرعبوهم بالمركبات (خر 14: 7؛ قض 4: 3؛ 1 صم 13: 5؛ 2 صم 8: 4؛ 10: 18)؛ لكن كيف يمكن لهذه المركبات أن تقف أمام مركبات الله؟! عندما انفتحت عينا جيحزي كطلب أليشع النبي "أبصر، وإذا الجبل مملوء خيلاً ومركبات نار حول أليشع" [17]. تُرسَل الملائكة لخدمة مُعَيَّنة لحساب خائفي الرب الذين يَرِثون الخلاص (عب 1: 6-7). إنه من اللائق بنا جدًا أن نفكر في خدمة الملائكة بفكر سليمٍ مُفرِحٍ، وقد أشار الكتاب المقدس كثيرًا إلى ذلك ([15-17]؛ مز 16: 11؛ لو 16: 22). فإن كان أعداؤنا كثيرين جدًا وأقوياء، لكن هؤلاء الرسل السمائيين هم أكثر في العدد وأعظم في القدرة. توجد جماعة بلا حصر متفوقون في القوة يسندوننا[33]. الله في حبه لنا يسكن في وسطنا بل وفينا ويُقِيم ملائكته حراسًا لنا ضد الشر. أرسل ملاكًا ليُخرِجَ الرسول بطرس من السجن. ويضرب هيرودس مُضطهِده فصار يأكله الدود ومات (أع 12). v يا لإيمان النبي القدِّيس! إنه لا يخاف الخصوم الذين يراهم، إذ يعرف أن الملائكة مع ذاك الذي يؤمن بالله. لا يخشى الخطط الأرضية، لأنه يعرف أن القوات السماوية حاضرة معه. يقول: يوجد كثيرون في جانبنا أكثر من الذين في جانبهم. يا له من أمرٍ ملحوظ! يوجد مدافعون كثيرون من السماء نؤهل لهم بالقداسة، أكثر من المهاجمين على الأرض الذين يأتون بسبب الشر. تطلّعوا إلى استحقاق التطويب! كان النبي يتحدث عن جموع كثيرة بينما كان خادمه غير واثقٍ في الخلاص. كم تتأهل العيون الروحية للتمييز عن العيون الجسدية! واحد يرى حشدًا من المحاربين، والآخر يتمتع بمنظرٍ يشير إلى الحماية. يا للرحمة الإلهية! توهب الكائنات البشرية عونًا غير منظورٍ. أولئك الذين هم في خطرٍ ينالون معونة وهم لا يعرفونها. هذا هو حنو المُخَلِّص؛ إنه يتدخل لأجل الخلاص ولا يدع نفسه منظورًا، حتى يُلمَسَ من خلال معونته، ولا يُميِّز خلال الرؤية. لذلك يُخطِئ من يظن أنه يشن حربًا ناجحة وينتصر بقوته. إنما يلزم أن يعرف أن الخصوم يُهزَمون بالأكثر خلال الاستحقاق أكثر من القوة، ويُقهَرون بالأكثر بالقداسة لا بالقوة. وذلك كما غلب أليشع أعداءه لا بالجيوش، بل بالصلاة. الأب مكسيموس أسقف تورين القديس باسيليوس الكبير v أولئك الذين يشير إليهم النص (نش 5: 7) كحرس المدينة هم الأرواح الخادمة المُرسَلة لخدمة العتيدين أن يرثوا الخلاص... جيد للنفس أن يجدها الملائكة الذين يطوفون حول المدينة (السماوية). القديس غريغوريوس أسقف نيصص v هؤلاء هم الملائكة حراس الأطفال الذين يرون وجه الآب في السماء. v حينما رأت الملائكة ملك الطغمات السمائية يسير في أماكن الأرض، دخلوا الطريق الذي افتتحه، وتبعوا ربهم، وأطاعوا إرادته، ذاك الذي وزعهم على المؤمنين لحراستهم. الملائكة في خدمة خلاصك... إنهم يقولون فيما بينهم: "إن كان قد أخذ (المسيح) جسدًا قابلاً للموت، فكيف نقف نحن مكتوفي الأيدي؟ تعالوا أيها الملائكة، لننزل جميعًا من السماء". هذا هو السبب الذي لأجله كانت جموع الطغمات السمائية تمجد الله وتسبحه عند ميلاد المسيح. لقد امتلأ كل موضع بالملائكة. v إن كان ملاك الرب يعسكر حول خائفيه وينجيهم (مز 33: 8)، فيبدو أنه متى اجتمع عدد من الناس لمجد المسيح، يكون لكل منهم ملاكه يعسكر حوله، إذ هم خائفو الرب. كل ملاك يرافق إنسانًا يحرسه ويرشده، وبهذا متى اجتمع القديسون معًا تقوم كنيستان: كنيسة من البشر، وأخرى من الملائكة. العلامة أوريجينوس ولكن ماذا يعني "مجدًا كما لوحيدٍ من الآب"؟ حيث أن كثيرًا من الأنبياء أيضًا قد تمجدوا، مثل موسى وإيليا وأليشع. فأليشع أحاطت به مركبة نارية (2 مل 6: 17)، وإيليا صعد عليها، وبعدهما دانيال والثلاثة فتية وآخرون كثيرون أظهروا عجائب ومُجِّدوا، وظهرت ملائكة للبشر وأعلنوا جزئيًا لناظريهم نورًا لامعًا يناسب طبيعتهم... بل ظهر لهم حتى الشاروبيم والسيرافيم. يقودنا الإنجيل بعيدًا عن كل هذه، وعن الخليقة، وبهاء العبيد زملائنا، ويضعنا أمام ذروة الأمور الصالحة... السيد نفسه، الملك ذاته، الابن الوحيد الأصيل، رب الكل نفسه، رأينا مجده. تعبير "كما" لا يعني هنا المشابهة أو المقارنة، وإنما لفظة تحقيق وتحديد خالٍ من الشك، كأنه قال: "ورأينا مجده مجدًا كما وجب أن يمتلكه ابن وحيد خالص لإله الخليقة كلها وملكها". القدِّيس يوحنا الذهبيّ الفم القديس أثناسيوس الرسولي القدِّيس أنبا أنطونيوس الكبير |
|