![]() | ![]() |
|
![]() |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() قيادة إلهية 1 وَعَصَى مُوآبُ عَلَى إِسْرَائِيلَ بَعْدَ وَفَاةِ أَخْآبَ. 2 وَسَقَطَ أَخَزْيَا مِنَ الْكَوَّةِ الَّتِي فِي عُلِّيَّتِهِ الَّتِي فِي السَّامِرَةِ فَمَرِضَ، وَأَرْسَلَ رُسُلًا وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا اسْأَلُوا بَعْلَ زَبُوبَ إِلهَ عَقْرُونَ إِنْ كُنْتُ أَبْرَأُ مِنْ هذَا الْمَرَضِ». 3 فَقَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ لإِيلِيَّا التِّشْبِيِّ: «قُمِ اصْعَدْ لِلِقَاءِ رُسُلِ مَلِكِ السَّامِرَةِ وَقُلْ لَهُمْ: أليس لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلهٌ، تَذْهَبُونَ لِتَسْأَلُوا بَعْلَ زَبُوبَ إِلهَ عَقْرُونَ؟ 4 فَلِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنَّ السَّرِيرَ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتًا تَمُوتُ». فَانْطَلَقَ إِيلِيَّا. 5 وَرَجَعَ الرُّسُلُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا رَجَعْتُمْ؟» 6 فَقَالُوا لَهُ: «صَعِدَ رَجُلٌ لِلِقَائِنَا وَقَالَ لَنَا: اذْهَبُوا رَاجِعِينَ إِلَى الْمَلِكِ الَّذِي أَرْسَلَكُمْ وَقُولُوا لَهُ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَليسَ لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلهٌ أَرْسَلْتَ لِتَسْأَلَ بَعْلَ زَبُوبَ إِلهَ عَقْرُونَ؟ لِذلِكَ السَّرِيرُ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ، لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتًا تَمُوتُ». 7 فَقَالَ لَهُمْ: «مَا هِيَ هَيْئَةُ الرَّجُلِ الَّذِي صَعِدَ لِلِقَائِكُمْ وَكَلَّمَكُمْ بِهذَا الْكَلاَمِ؟» 8 فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّهُ رَجُلٌ أَشْعَرُ مُتَنَطِّقٌ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ جِلْدٍ عَلَى حَقْوَيْهِ». فَقَالَ: «هُوَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ». أخطر عدو للإنسان هو أن ينسحب قلبه وفكره عن أعماقه الداخلية والحياة الحقيقية إلى المظاهر الخارجية. سقوط أخزيا من الكوة التي في عليته، وما سببه له ذلك من جراحات خطيرة كان كفيلاً أن يجعله يهتم بأبديته، وينتفع من أخطاء عائلته، ويطلب مشورة القدير وعونه، عوض الالتجاء إلى الآلهة الباطلة. بعث إرسالية إلى بعل زبوب يسأله. أما إيليا رجل الله، فقد تدرَّب أن يكون قائده ومرشده هو الرب نفسه، لذلك أرسل له الرب ملاكًا يطلب منه أن يصعد ليلتقي برسل ملك إسرائيل، ويبعث رسالة إلهية له يوبخه على التجائه إلى بعل زبوب. وَعَصَى مُوآبُ عَلَى إِسْرَائِيلَ بَعْدَ وَفَاةِ أخآب. [1] موآب التي يومًا ما أخضعت إسرائيل (قض 3: 12-14) فتحها داود (2 صم 8: 2). وربما استقلت عند موت سليمان. ثم أخضعها عمري ملك إسرائيل، كما علمنا من الحجر الموآبي، وهو نصب تذكاري اُكتشف عام 1869[2]. وكان الموآبيون يؤدون الجزية لإسرائيل (2 مل 4:3). وربما بعد تشتت الجيش بعد أن مات أخآب انتهزت موآب الفرصة وَعَصَت إسرائيل (2 صم 8: 2؛ 2 مل 3: 4). تمرُّد موآب غالبًا ما يُقصد به تمرُّد ميشا Mesha ملك موآب المعروف. وَسَقَطَ أَخَزْيَا مِنَ الْكُوَّةِ الَّتِي فِي عُلِّيَّتِهِ الَّتِي فِي السَّامِرَةِ فَمَرِضَ، وَأَرْسَلَ رُسُلاً وَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا اسْأَلُوا بَعْلَ زَبُوبَ إِلَهَ عَقْرُونَ إِنْ كُنْتُ أَبْرَأُ مِنْ هَذَا الْمَرَضِ. [2] بدأ الحديث عن أخزيا في (1 مل 22: 51) واستمر الحديث عنه هنا كتكملة للسفر السابق. كانت البيوت في إسرائيل غالبًا ما تتكون من طابقٍ واحدٍ، أما القصور والبيوت الفخمة فتتكون من طابقين. لعله سقط من كوة على السطح أو خلال درابزين (سور) يحيط بسقف البيت[3]. جاء النص [نافذة شبكية]. إلى عصر قريب، كان كثير من النوافذ في مصر مزودة بشبكية خشبية، يدعوها البعض أرابسكو، وإن كانت منقولة عن الفن القبطي. بقوله "مرض": يعني لازم الفراش بسبب جراحاته. "بعل زبوب": اسمه الأصلي بعل زبول، أي رب الحياة، وكان أكبر جميع آلهة الفلسطينيين. كان هيكله في مدينة عقرون، وكان يُظَن أن له قدرة على التنبؤ كقوةٍ سريةٍ خارقة. ولما كان الذباب من أخطر ضربات بني البشر، وهو يتولد في الأقذار، وينقل جراثيم الأمراض، يظن البعض أن هذا الإله هو أحد أصنام الفلسطينيين المستخدم لغرض طبي، كما يمنع عنهم الذباب، ويحميهم من الموت والمرض. ربما كان في هذه العبادة إشارة إلى خروج الحياة من الموت، والشفاء من المرض. وإذ كان اليهود مُغْرَمين بالتلاعب بالكلمات، فقد غيَّروا اسم هذا الإله عمدًا[4]، دعوه بعل زبوب، أي رب الذباب، في نوع من السخرية[5]. تعني حرفيًا "إله الذباب"، لكن لا يعرف إن كان هذا الاسم أُعطي للتكريم أو للاستخفاف بالبعل الفلسطيني، وهو بهذا يعني إله المزبلة (راجع مت 10: 25؛ 12: 24؛ مر 3: 22؛ لو 11: 15، 18، 19). كان البعض يقرأون بعل زبوب "بعلزبول"، أي سيد الأقذار، ويحسبه اليهود رئيس الشياطين (مت 12: 24). هنا ليس الإله الكنعاني "البعل" الذي عبده أخآب وإيزابل (1 مل 29:16-33)، بل إله آخر مشهور. والعجيب أن اسم الملك أخزيا ويعني: "يهوه يساند"، يلجأ إلى بعل زبوب لكي يشفيه. توجد في Taylor's Calmet صورة مُلفِتة للنظر لقطعة أثرية تُمثِّل رأس جوبتر وله مظهر ذبابة ضخمة. يظن Scaliger أن الاسم الأصلي له هو "بعل زباهيم" Baal-zebahim، أي سيد الذبائح، وبنوع من السخرية دعي "بعل زبوب" أي "رب الذباب"، أي يعجز عن أن يطرد الذباب من الذبائح المُقَدَّمة له. عقرون: إحدى مدن الفلسطينيين الخمس، وموقعها في شمال أرض الفلسطينيين. السؤال من بعل زبوب دليل على عدم إيمانه بالرب واحتقاره له. إرسالية الملك أخزيا لسؤال بعل زبوب إله عقرون عن شفائه تُمثِّل الانطلاق للشُرْبِ من مياه مملوءة بسم الوثنية القاتل، عوض التمتُّع بمياه الله الحية. v يبدو أن هذه المشورة قُدِّمتْ له من إيزابل أمه، هذه التي جعلت ابنيها أخزيا ويورام في كل حياتها عبدين لها، مثل أخآب زوجها الذي كان لها عبدًا. القديس مار أفرام السرياني v بالرغم من وجود دور علوي في بيت الرب، إلا أن فشحور لم يلقِ إرميا إلا في الجب السفلي. أما نحن فإننا نريد أن نأخذ إرميا الآن، ونُصعده إلى الدور العلوي من بيت الرب؛ هذا الدور العلوي أقصد به المعنى الروحي المرتفع[7]، وذلك كما سأوضح من خلال نصوص عديدة من الكتاب المقدس، تؤكد أن الأبرار يستقبلون الأنبياء في الأدوار العليا. يذكر سفر الملوك أن أرملة صرفة صيدا التي جعلها الرب لإعالة إيليا استضافته عندها في العُليَّة الموجودة في منزلها (1 مل 17: 19). كذلك المرأة الشونمية التي كانت تستضيف أليشع النبي كلما مرَّ بها، عملت له عُليَّة صغيرة لكي يستريح فيها كلما يجيء (2 مل 4: 8-10). وعلى العكس من ذلك، فإن أخزيا الخاطئ سقط من الطابق العلوي (2 مل 1: 2). يوصيك يسوع المسيح أنت أيضًا ألا تنزل من السطح، فيقول: "والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئًا" [راجع مت 24: 15-17]. إذًا الوجود في الأدوار المرتفعة وعلى الأسطح هو أفضل شيء. جاء عن الرسل الأطهار في سفر الأعمال، أنهم كانوا موجودين في العُليَّة حين كانوا مجتمعين للصلاة والتأمل في كلمة الرب، وحين حلَّ الروح القدس عليهم في شكل ألسنة من نار. كذلك الحال بالنسبة للقديس بطرس عندما أراد أن يصلي، "صعد بطرس على السطح ليصلي نحو الساعة السادسة" (أع 10: 9)، لو لم يصعد على السطح، لما استطاع أن يرى "السماء مفتوحة وإناءً نازلاً عليه مثل ملاءة عظيمة مربوطة بأربعة أطراف ومدلاة على الأرض". نفس الشيء يُقال عن المرأة التي كانت ممتلئة أعمالاً صالحة والتي كان اسمها طابيثا، فهي لم تكن في الطابق الأرضي، بل كانت في عُليَّة (أع 9: 37)، حيث صعد إليها بطرس ليُقِيمَها من الأموات. كذلك السيد المسيح حينما كان يستعد ليأكل الفصح مع تلاميذه، وعندما سأله تلاميذه: "أين تريد أن نُعدَّ لك لتأكل الفصح؟"، أجاب: "إذا دخلتما المدينة يستقبلكما إنسان حامل جرة ماء. اتبعاه إلى البيت حيث يدخل، وقولا لرب البيت يقول لك المعلم أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي، فذاك يريكما علية كبيرة مفروشة، هناك أعدَّا" (لو22: 10-12). إذًا مَن يريد أن يحتفل بالفصح مثل يسوع المسيح لا يختار أبدًا الطابق الأرضي. إنما كل من يحتفل بالعيد مع السيد المسيح لابد أن يكون مرتفعًا وجالسًا في العلية الكبيرة، في العلية المفروشة، في العلية المُزيَّنة والمُعَدَّة. إذا صعدت معه لتحتفل بالفصح، يُقدِّم لك كأس العهد الجديد، وخبز النعمة؛ يهديك جسده ودمه. لهذا فإننا ننصحكم بالصعود إلى المرتفعات: ارفعوا عيونكم إلى الجبال. العلامة أوريجينوس فَقَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ لإِيلِيَّا التِّشْبِيِّ: قُمِ، اصْعَدْ لِلِقَاءِ رُسُلِ مَلِكِ السَّامِرَةِ، وَقُلْ لَهُمْ: أليس لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلهٌ، تَذْهَبُونَ لِتَسْأَلُوا بَعْلَ زَبُوبَ إِلَهَ عَقْرُونَ؟ [3] كان آخر ذكر لإيليا النبي حديثه مع أخآب في كرم نابوت قبل هذه الحادثة بحوالي أربع سنوات (1 مل 21: 17-24). اتَّبع أخزيا والديه في عبادتهما للبعل. ربما لم يرسل إلى المعبد الذي في السامرة، خشية أن ينتشر خبر مرضه الخطير. يعلمنا إيليا النبي أن الله يستطيع أن يدخل في حياة شعبه في الوقت الذي يريده[8]. في كل عصر يرسل الله قادة، تتناسب مواهبهم مع الظروف المحيطة، ليكون له شهود منيرون وسط الظلمة. إنه دائم العمل لحساب ملكوته، حتى وإن ظن الإنسان كأن الله قد حوَّل وجهه عن البشرية بسبب فسادها! يبقى الله أمينًا بالرغم من عدم أمانتنا. وكما يقول الرسول: [إن كنا غير أمناء، فهو يبقى أمينًا، لا يقدر أن ينكر نفسه] (2 تي 2: 13). سبق أن قلنا إن أحداث حياة إيليا النبي غالبًا ما تحمل عنصر المفاجأة، كما حدث هنا. ممَّا دفع بعض معلِّمي اليهود إلى الظنّ أن إيليَّا كان ملاكًا، ودُعي في الحجادة Haggadah "طائر السماء"[9]، فهو كالطائر يطير في العالم لتحقيق رسائل سماويَّة[10]. أرسله الله في عصر أخآب أشر ملوك إسرائيل وابنه اخزيا. قال القديس مار يعقوب السروجي عنه: "كان بهيًا وجميلاً وبارًا ولا عيب فيه، فقد ارتفع إلى موضع لا تدخل فيه العيوب"، وذلك بمقارنته مع إخوته في البشرية، وليس كمالاً مطلقًا. لقد حمل رمز السيد المسيح في أمورٍ كثيرةٍ. كما يصوره هكذا: v إيليا الساهر المستعد والمملوء جمالاً، صبر كثيرًا، حتى يخلط نفسه مع الله. دمج كل حياته في الله، وسكن في البرية بدون الأهواء العالمية. اقتنَى إرادة صالحة واحدة مع الله، لئلا يكون له ولله إرادتان (متناقضتان). في كل الأمور التي طالبته أن يحارب ضد الشعب، كان يقوم ليُنَفِّذَ إرادة الرب. لم يكن يشتاق أن يفعل شيئًا بنفسه، لأنه كان مهتمًا أن يُكَمِّلَ كل أعمال الرب. لم يعش لنفسه، ولا تحرَّك ليُنَفِّذَ أعماله لأجله. كل حركات نفسه كانت في الله. v أتى إيليا وصعد في الطريق أمام المرسلين الذين أرسلهم ابن أخآب إلى بعل زبوب. قال لهم: اذهبوا وقولوا لسيدكم الملك، لماذا أرسل إلى عقرون مثل ناقصٍ؟ ألا يوجد رب في الشعب، لترسل وتطلب من إله الفلسطينيين؟ من لا يعرف بأنه يوجد إله لبني يعقوب؟ ومن لم يسمع بأن الرب أعظم من الآلهة؟... في مصر خبره، وجبروته في البحر، وفي حوريب بأسه، وفي شيلوه عزته. سكينته (مسكنه) في سيناء، ومخافته في العالم كله، في الأردن عجبه، وفي أريحا اسمه ظافر. في الشعوب سيفه، وقوسه عالٍ في كل المخاطر، رعبه في فلسطين، وفي الجزر قوته العظمى. من لا يعرف بأنه يوجد إله لبني يعقوب؟ ولماذا الآن يُسخَر منه كأنه غير موجود؟ القديس مار يعقوب السروجي فَلِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنَّ السَّرِيرَ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ، بَلْ مَوْتًا تَمُوتُ. فَانْطَلَقَ إِيلِيَّا. [4] سرير أو أريكة Divan: كان السرير الملوكي كما هو حاليًا في بيوت الشرقيين الأثرياء، عبارة عن أريكة على شكل منبر عرضها حوالي 3 أو 4 أقدام، وتمتد أحيانًا من أول الحجرة إلى نهايتها، وأحيانًا تأخذ ثلاثة جوانب من الحجرة. تُستخدم في النهار كأريكة للجلوس، وكسرير للنوم بالليل. ارتفاعها من الأرض حوالي 6 بوصات إلى قدم. رأى الأستاذ هاكيت Hackett أريكة مرتفعة بحيث تحتاج أن يصعد إليها الشخص بدرجتين أو ثلاث درجات. في قصر الملك يُحْتَمَل أن تكون أكثر ارتفاعًا عن الأريكة العادية، لذلك قيل: "السرير الذي صعدت عليه". كذلك قيل عن داود إنه لا يصعد إلى سريره (مز 132: 3). طلب الملك رسالة إلهية من إله وثني غريب، لكن جاءته الإجابة من عند الله الذي في يده الحياة والموت. ما نطق به إيليا النبي عن الملك: "موتًا تموت"، لم يصدر عنه شخصيًا، إنما عن الله الذي له السلطان على الحياة، في يده الموت والحياة، الذي يقتل ويحيي. هذا الحكم هو ثمرة طبيعية لمن يلجأ للإله الوثني، ويظن أنه قادر أن يشفيه. رجع إيليا إلى مكان إقامته، جبل الكرمل (1 مل 18: 42؛ 2 مل 2: 25). يُقدِّم لنا القديس مار يعقوب السروجيمقارنة مختصرة بين الله الحيّ الذي تجاهله الملك وبعل زبوب إله عقرون الذي التجأ إليه. 1. الإله الحيّ هو واهب الحياة لمن يسأله، فكيف يُطلَب من بعل زبوب الشفاء؟ 2. الإله الحي صاحب سلطان، قادر أن يهب الحياة بقوته. 3. الإله الحيّ يسمع الصلاة ويستجيب، أما بعل زبوب، فعاجز عن الاستماع للصلاة. v الحياة ليست في يدَيّ بعل زبوب لمن يطلبها منه. الرب هو الذي يحيي، وبما أنك لم تطلب منه، فإنك لن تحيا. الرب هو صاحب سلطان على حياة البشر، ومنه كان يجب أن تطلب الحياة، فيهبها لك. شيطان عقرون لا يستجيب لك، فلا يُسأل، الرب الذي يعرف أجابك: موتًا تموت. القديس مار يعقوب السروجي ورَجَعَ الرُّسُلُ إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا رَجَعْتُمْ؟ [5] رجع الرسل إلى الملك، وهم لا يعرفون من هو هذا الشخص الغريب، الذي يتكلم بنغمة صاحب سلطان، والواثق مما نطق به على الملك. لم يستطيعوا أن يهاجموه أو ينتقدوه. هاجم ملكهم، ولم يجسروا حتى أن يسألوا عن صفته واسمه. كان لحديث إيليا سلطان، فلم يجسر رسل الملك أن يُكَمِّلوا الطريق إلى إله عقرون، بل رجعوا ليُقدِّموا إجابة الله على لسان إيليا النبي. تعجب الملك من رجوعهم قبل الوقت، ربما لأنهم قابلوا إيليا بالقرب من السامرة وهم نازلون من المدينة التي كانت مبنية على تلٍ. غالبًا ما عرفه أخزيا أنه إيليا التشبي. سمع بلا شك عن أعماله العظيمة، وما حدث بينه وبين أبيه أخآب وأمه إيزابل، وربما سبق أن رآه. فَقَالُوا لَهُ: صَعِدَ رَجُلٌ لِلِقَائِنَا، وَقَالَ لَنَا: اذْهَبُوا رَاجِعِينَ إِلَى الْمَلِكِ الَّذِي أَرْسَلَكُمْ، وَقُولُوا لَهُ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَليسَ لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلهٌ، أَرْسَلْتَ لِتَسْأَلَ بَعْلَ زَبُوبَ إِلَهَ عَقْرُونَ؟ لِذَلِكَ السَّرِيرُ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ، بَلْ مَوْتًا تَمُوتُ. [6] سمع أخزيا عن والديه اللذين كانا يرتعبان منه، لأنهما حادا عن طريق الحق. الآن إذ لم ينتفع بخبرة والديه، فكما حلَّ التأديب عليهما، جاءه الصوت النبوي: [لن تنزل من سريرك]. إذ انحرف الشعب إلى العبادة الوثنية مع القادة وراء أخآب وإيزابل ثم أولادهما مثل أخزيا، شعر إيليا النبي بالمسئولية في حث الشعب بالعودة إلى عبادة الله الحيّ. لقد وقف أمام أخآب، تارة جعله يعاني من الجفاف لمدة ثلاث سنوات ونصف، وأخرى سأل أن تلحس الكلاب دمه، وها هو في حزمٍ يعلن لأخزيا أنه لن ينزل من سرير مرضه، بل موتًا يموت. لم يكن ينتقم لنفسه، ولكنه كان كحارسٍ يخشى على هلاك الشعب كله بسبب انحراف الملوك. لقد أراد أن يغلق باب الوثنية، لكي يرجع الشعب إلى عبادة الله الحيّ. v سمع مبعوثو ابن أخآب من إيليا، وعادوا إليه حاملين أخبارًا سيئة. دخلوا وقالوا له كل ما سمعوه من إيليا، وردَّدوا أمامه بأنه لن ينزل أيضًا عن سريره. نقلوا إلى الوثني المريض بُشرَى الموت، وجرحوا قلبه بالكلمة التي سمعوها من إيليا. جُعل النبي مثل حارسٍ لبني يعقوب، وكان توبيخه شديدًا للوثنيين منهم. قَتَلَ أخآب بحُكْمٍ أصدره عليه، وأتى ليلاحق عمليًا أولاده. بقصاصاته الروحية كان النبي مجتهدًا ليقتلع جذور تلك الوثنية من قلب الشعب. قال أمام أخآب: تلحس الكلاب دمك، وأرسل إلى ابنه: سوف لن تنزل من سريرك. كان محاربًا، فحارب ضد الملوك الوثنيين، ووبخهم في حضورهم دون خوفٍ. عندما كانوا يحيدون عن الله إلى الآلهة، كان يلتقي بهم بقوةٍ في كل طرقهم. كان يعطي البعض للكلاب والبعض للموت، ليحرس شعبه بتأديبات الرب الرهيبة. كان يتحين الفرص ليغلق طريق الوثنية، لئلا يسير فيها بنو إبراهيم المختونون. القديس مار يعقوب السروجي فَقَالَ لَهُمْ: مَا هِيَ هَيْئَةُ الرَّجُلِ الَّذِي صَعِدَ لِلِقَائِكُمْ، وَكَلَّمَكُمْ بِهَذَا الْكَلاَمِ؟ [7] فَقَالُوا لَهُ: إِنَّهُ رَجُلٌ أَشْعَرُ مُتَنَطِّقٌ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ جِلْدٍ عَلَى حَقْوَيْهِ. فَقَالَ: هُوَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ. [8] عرف الملك إيليا من وصف رسله له أنه رجل أشعر، وأنه متمنطق بمنطقة من جلدً. يُمكن إدراك مظهر إيليا الخارجي وروحه في القديس يوحنا المعمدان "إيليا الثاني" (مت 3: 4). رجل أشعر إشارة إلى شعره المرتخي، غير أن البعض يُرَجِّح بأن هذا التعبير يشير إلى ثوبه الجلدي، الذي كان لباس الأنبياء الاعتيادي (زك 13: 4). يرى القديس يوحنا الذهبي الفمأن مظهر إيليا يحمل نوعًا من الحياة البدائية، وأنه في تجلي السيد المسيح ظهر موسى وإيليا معه، وكما يقول: [هذان لم يكونا رجليْن بليغيْن. كان موسى ثقيل اللسان، جافًا في حديثه. وإيليا كان ريفيًا، له المظهر البدائي. كان كلاهما يحفظان حياة الفقر الاختياري بدقة. لم يعمل موسى من أجل مكسبٍ عالميٍ، ولم يكن لدى إيليا أكثر من ثوبه الجلدي.] ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الملك بإمكانياته كان محتاجًا إلى إيليا الذي يبدو فقيرًا. v كان الملك في حاجة إلى الإنسان الفقير. ذاك الذي لديه ذهب كثير، مرتهن بكلمات ذاك الذي ليس لديه سوى الثوب الجلدي. هكذا كان الثوب الجلدي أكثر سموًا من الأرجوان، ومغارة البار أعظم من قاعات الملوك، لذلك عندما صعد إلى السماء لم يترك لتلميذه شيئًا سوى الرداء الجلدي. يقول: "بمعونة هذا (الثوب) جاهدت ضد الشيطان، فإنك إذ تأخذه تتسلح أنت ضده!" فالمثابرة سلاح قوي، مسكن للخلود لا يُقاوَم، حصن لا يتزعزع! تسلَّم أليشع الثوب الجلدي كأعظم ميراث، بالحق كان هكذا ثمينًا أكثر من كل الذهب. ترك إيليا ثوبًا جلديَا لتلميذه، وابن الله الصاعد ترك لنا جسده. إيليا بالحق خلع ثوبه قبل صعوده، والمسيح ترك جسده خلفه من أجلنا، لكنه عاد فصعد. v كان إيليا يرتدي (ثيابًا خشنة)، وهكذا كان كل واحدٍ من القديسين، لأنهم في حالة عمل مستمر، فهم مشغولون برحلاتهم أو أمورهم الهامة، يطأون تحت أقدامهم كل زينة، ويمارسون التقشف. أعلن المسيح أمرُا كهذا كأعظم مديح للفضيلة، إذ يقول: "ماذا خرجتم لتنظروا؟ أإنسانًا لابسًا ثيابًا ناعمة؟! هوذا الذين يلبسون الثياب الناعمة هم في بيوت الملوك" (مت 8:11). القديس يوحنا الذهبي الفم كان إرميا النبي مثل إيليا متمنطقًا بمنطقة من الجلد على حقويه، لا يعرف النعومة حتى في ملابسه، وكأنه يشارك شعبه المُحتفِل بعيد الفصح أو كما يوصي السيد المسيح تلاميذه: "لتكن أحقاؤكم ممنطقة" (لو 35:12). يرى القديس جيروم في هذه الوصية دعوة ألا يُسمح للجسد أن يشتهي ضد الروح (غل 17:5). يرى القدِّيس يوحنا الذهبيّ الفم أن التمنطق بمنطقة يشير إلى أن الإنسان دائم الحركة والعمل، سواء في الأسفارٍ أو القيام بمهامٍ ضرورية. v منذ زمن بعيد يُقدِّم لنا القديسون أمثلة عن ضرورة المنطقة. كان يوحنا يربط حقويه بمنطقة من جلد (مت 3: 4). وهكذا فعل قبله إيليا، إذ كُتب كما لو كان هذا النوع من الملبس لائقًا على وجه الخصوص للرجل: "رَجُلٌ أَشْعَرُ مُتَنَطِّقٌ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ جِلْدٍ" (2 مل 1: 8). واضح أيضًا من كلمات الملاك لبطرس أنه كان يرتدي منطقة: "تمنطق وألبس نعليك" (أع 12: 8). ويتضح من نبوة أغابوس أن الطوباوي بولس أيضًا استخدم منطقة: [الرجل الذي له هذه المنطقة هكذا سيربطونه في أورشليم] [راجع أع 21: 11]. وأيضًا أيوب أمره الرب أن يمنطق نفسه (أي 38: 3)، إذ كان ذلك نوعًا من النشاط والاستعداد للعمل. كان من عادة تلاميذ الرب أن يستخدموا المناطق كما يتضح من أنهم مُنعوا من حمل مال في مناطقهم (مت 10: 9). القديس باسيليوس الكبير القديس جيروم v إذ احتقر الطوباوي يوحنا (المعمدان) صوف الغنم بكونه نوعًا من الترف، اختار وبرْ الجمل والتحف به، مُقدِّمًا نفسه مثالاً للاقتصاد والبساطة في الحياة... كيف يستطيع أن يرتدي الثياب الأرجوانية، من ترك أُبَّهة المدن، وانسحب إلى عزلة البرية، ليعيش في هدوءٍ مع الله، بعيدًا عن السعي وراء التفاهات وعن كل مظهرٍ باطلٍ للصلاح، وعن كل الأمور التافهة؟استخدم إيليا ثوبًا من جلد الغنم، وكان يضمه بمنطقة من الشعر. وإشعياء نبي آخر كان عريانًا وحافي القدمين، وغالبًا ما كان يكتسي بالخيش، لباس التواضع (إش 20: 2). إن استدعيتم إرميا لم يكن لديه سوى منطقة من كتان (إر 13: 1). القديس إكليمنضس السكندر |
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سفر عاموس 2 : 2فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى مُوآبَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ قَرْيُوتَ | Mary Naeem | ايات من الكتاب المقدس للحفظ | 0 | 21 - 08 - 2021 07:51 PM |
سفر الخروج 19: 1 فِي الشَّهْرِ الثَّالِثِ بَعْدَ خُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ | Mary Naeem | ايات من الكتاب المقدس للحفظ | 0 | 26 - 05 - 2021 04:29 PM |
سفر ارميا 29 21 هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَخْآبَ بْنِ قُولاَيَا | Mary Naeem | ايات من الكتاب المقدس للحفظ | 0 | 17 - 02 - 2021 01:05 PM |
مُسْتَرِيحٌ مُوآبُ مُنْذُ صِبَاهُ وَهُوَ مُسْتَقِرٌّ عَلَى دُرْدِيِّهِ (إرميا11:48) | sama smsma | أية من الكتاب المقدس وتأمل | 0 | 17 - 05 - 2012 01:05 PM |
حَتَّى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ, وَأَنَا قَدْ رَفَضْتُهُ عَنْ أَنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ | sama smsma | أية من الكتاب المقدس وتأمل | 0 | 17 - 05 - 2012 12:43 PM |