![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنكم تعرفون جيدًا أنه ليس من السهل أن تُحِبُّوا الأعداء، فكم بالأكثر محبة أبناء الأعداء. كثيرون عند موت أعدائهم يصبُّون الغضب على أبنائهم. لم يكن هذا الإنسان النبيل هكذا، بل اهتم بعدوِّه وهو حيّ، وعند موته قدَّم شهادة لأبنائه عن إحسانه له. أيّة مائدة أكثر قُدْسِية من هذه، فهي تفيض بالبهجة الصالحة وبركات كثيرة هكذا؟ فالمُضِيف ملاك أكثر منه كائن بشري، يحتضن ويحب نسل ذاك الذي وضع مكائد كثيرة لاصطياد حياته، وانتهت أيامه واحتل مكانه. لتفعلوا هكذا مثله أيها الأحباء الأعزاء، تهتمون بأبناء أعدائكم وهم أحياء وعند موتهم. وهم أحياء تربحون آباءهم بهذا، وباهتمامكم بنسل الراحلين تربحوا الكثير من إحسان الله، وتتزيَّنون بأكاليل بلا حصر، وتكونون موضوع صلوات كل أحدٍ، ليس فقط الذين يتمتَّعون بإحساناتكم، بل والذين يشاهدونكم. هذا سيكون لنفعكم في ذلك اليوم، وسيكون الأعداء مدينين لكم بالدفاع عنكم بفيضٍ في وقت الدينونة. ستُكَفِّرون عن الكثير من خطاياكم، وتتأهَّلون للمكافأة. فإنكم وإن كنتم تفشلون مرات بلا حصرٍ في رفع الصلاة المشهورة: "اغفروا لأعدائكم، فيغفر لكم أبوكم سقطاتكم"، فإنكم بكل ثقة تنالون غفرانًا لكل خطاياكم، وتعيشون هنا برجاءٍ صالحٍ، ويكون كل أحدٍ ودودًا نحوكم لصالحكم. أخيرًا، كيف أن هؤلاء الذين يرونكم مُحِبِّين لأعدائكم ولأبنائهم لا يطلبون منكم أن يكونوا لكم أَحِبَّاء وأصدقاء، ويعملون كل شيء لأجلكم؟ وعندما تتمتَّعون بهذا الإحسان العظيم من الله، ويُصَلِّي كل أحدٍ معًا لصالحكم، فأي تعبٍ يحلُّ بكم، ومن تكون له حياة أكثر طوباوية مما لكم؟ القديس يوحنا الذهبي الفم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هذا هو الأب الرحوم الذي يحتضن بنيه ويربيهم |
ومن ثم يأتيك العوض الذي يحتضن أنكسارك |
(سيراخ 11: 31) فإن مكائد الغشاش كثيرة |
لا شك أن ذلك الشخص كانت له أخطاء كثيرة فى حياته |
مكائد وحيل ابليس كثيرة ومتنوعة |