![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الأنساب والرجوع من السبي: تسجيل نهاية الأنساب تاريخيًّا يأتي هذا الأصحاح في نهاية سفر أخبار الأيام الثاني، لكن الكاتب أراد تأكيد أن العودة من السبي هي امتداد للأمة اليهودية، وأن الله في محبته لشعبه يود ألا يضع فاصلاً بين الشعب قبل السبي وبعده! وكما اتَّسمت العبادة في خيمة الاجتماع وفي الهيكل قبل السبي، بالترتيب والدقة مع الفرح والتهليل، هكذا تبقى بعد السبي. وضعه الكاتب هنا ليُظهِرَ اهتمامه بالشعب في عصره وحاجتهم كأمة للرجوع إلى الله حتى لا يحل بهم ما حلّ بآبائهم، إذ سقطوا تحت السبي بسبب عبادتهم للأوثان. لقد خشي الكاتب أن ينشغل العائدون من السبي بالإصلاحات الشكلية مع الاهتمام بالأمور المادية على حساب الطاعة للوصية الإلهية. في الأصحاح السابق رأينا بدء الملكية بحسب الجسد (شاول)، وهنا يرينا الخراب النهائي للشعب، حيث سُبِي يهوذا إلى بابل بسبب خيانتهم لله. بحسب الفكر البشري كانت يهوذا في الطريق ما بين بابل ومصر. كانت في موقع خطير بين دولتين قويتين متنافستين (بابل ومصر). غير أن دمارها لم يكن بسبب موقعها الجغرافي ولا انحيازها لدولة على حساب الأخرى، أو تحالفها مع دولة ضد الأخرى، إنما السبب الحقيقي هو خيانتها لإلهها. يتحدث أيضًا هذا الأصحاح عن عودة بقية ضعيفة إلى أورشليم ويهوذا، ذُكِرَت في أسفار عزرا ونحميا. جاء هذا الأصحاح مرتبطًا بالأصحاح الحادي عشر من سفر نحميا، وإن كان يختلف عنه في مغزاه. كشف الكاتب عما لم يُعْلنه نحميا، فإن بعضًا من بني أفرايم ومنسّى ربما تُرِكُوا في أرض كنعان في زمان سبي أسباطهم، فجاءوا إلى أورشليم وسكنوا فيها مع بني يهوذا وبنيامين. جاء الأصحاح التاسع يربط بين الماضي منذ آدم حتى سقوط أورشليم وسبي إسرائيل، وبين الحاضر حيث عاد البعض من السبي. فإن كان ماضي إسرائيل مجيدًا، فالسبي يعجز عن قتل هذا الماضي. يدخل القادمون من السبي في ذات الموكب المجيد كشعبٍ يلزم أن ينتمي لله سرّ حياته ومجده. يليق بالمؤمنين ألا يُحَطِّمهم السبي بأحداثه المُرَّة، بل يضعوا رجاءهم في الله الذي يرعى شعبه ويعتني به ويسكب الفرح السماوي في قلوبهم. أشار الكاتب إلى أربع مجموعات في الراجعين من السبيّ، وهم: الشعب والكهنة واللاويون وعبيد الهيكل. بين الشعب أشار إلى يهوذا وبنيامين وأفرام ومنسَّى، وقد أكَّد الكاتب حقيقة أن كل إسرائيل مُثِّل في الراجعين. فيهوذا وبنيامين يُمَثِّلان الجنوب، وأفرايم ومنسَّى يُمَثِّلان الشمال بكونهما من أهم أسباط الشمال. أغلب القائمة هنا تظهر مرة أخرى في نحميا 11 بكونها قائمة رؤوس العائلة التي تعيش في يهوذا في أيام نحميا. غير أن القائمة التي وردت في نحميا تجاهلت أفرايم ومنسَّى. في نهاية الأصحاح التاسع ذُكِرَت أنساب شاول مرة أخرى. وهي تشير إلى التحوُّل من الأنساب إلى القصة التي تشغل هذا السفر، وهو قيام مملكة داود التي وإن احتلت مركز القيادة كسبط ملوكي، غير أن اهتمامها الأول هو الهيكل وعبادة الله. وردت قصة شاول دون التفاصيل، لأن غايتها أن حياته انتهت بعظامه الملقاة في عارٍ بواسطة الأعداء، قام بعض الأحباء بجمعها مع عظام أبنائه ليقوموا بدفنها. أخطأ شاول، لأنه لم ينصت لكلمة الله (1 صم 13: 8-15؛ 15: 1-33)، وقام باستشارة الجان (1 صم 28: 7-19). يُقَدِّم لنا السفر شخصيتين في غاية الأهمية: شاول كأول ملك لإسرائيل، مثال أو نموذج لما يجب ألا يكون عليه الملك، مُقَدِّمًا نموذجًا عمليًا لثمر الخطية ونتائجها في حياة الملوك المتأخرين (2 أي 12: 2؛ 21: 10؛ 25: 20). وبرز داود كمثال للملك المثالي[1]، النموذج الحيّ لما يجب أن يكون عليه الملك. يبدأ ببيان عظيم خاص بالحفاظ على سلسلة الأنساب: "وانتسب كل إسرائيل وها هم مكتوبون في سفر ملوك إسرائيل. وسُبِي يهوذا إلى بابل لأجل خيانتهم" (1 أي 9: 1). من الواضح أن سلسلة الأنساب لكل سبط من أسباط إسرائيل كانت محفوظة ومعروضة في الهيكل، وقد سُجِّلت إلى أن ذهب الشعب إلى السبي، ولكن السجلات حُفِظَت وأُعِيدت إلى أورشليم، ولما بُنِي الهيكل على أيدي البقية الراجعة من السبي، وضعوا هذه السجلات فيه، ولما وُلِد السيد المسيح كانت هذه السجلات سليمة، يمكننا أن نتصور بالتأكيد أن أعداء الرب يسوع قد سعوا للتحقق من سلسلة نسبه. فإنجيل القديس متى كتب سلسلة نسب القديس يوسف الذي أخذ منه الرب يسوع اللقب الشرعي لعرش داود، بينما إنجيل القديس لوقا سجل سلسلة نسب العذراء مريم التي أخذ منها نسب الدم لعرش داود. ونحن نعلم أنه لم تحصل أية مهاجمة لهذه السلسلة من الأنساب لأنها كانت دقيقة، وفي متناول الجميع ليفحصوها. من الواضح أن سجلات الأنساب قد دُمِّرَت أثناء تدمير الهيكل في عام 70 ميلادية على يدي تيطس الروماني، ولكن ما يهمنا هو أن سفر الأخبار اقتفى سلسلة الأنساب إلى وقت السبي، وبعد عودة البقية من إسرائيل استمرت سلسلة الأنساب إلى مجيء السيد المسيح، وبعد حياته على الأرض، اختفت السجلات، لأن الله يريد أن يؤكد لنا أنه "إنسان من إنسان (Very man of very man ) وأن الرب يسوع المسيح جاء من نسل آدم، فهو آدم الأخير وليس بعده ثالث، فيسوع هو رأس الأسرة الأخيرة هنا على الأرض، فهناك عائلتان فقط! عائلة آدم وعائلة الله، عائلة آدم مفقودة وكلنا وُلِدنا فيها خطاة ومُتغرِّبين عن الله، وهذه الغربة واضحة عندما ننظر إلى العالم حولنا، فكل العائلة البشرية هي في عائلة آدم "وفي آدم يموت الجميع" (1 كو 15: 22). ولكن لنا أمل في المسيح، آدم الأخير، فهو يرأس العائلة الأخرى، أيّ عائلة الله، يُدعَى آدم الثاني، لأنه يخلق الكثيرين في هذه العائلة الجديدة، وسلسلة النسب هذه ترجع إليه وحده "المولود من الروح"، فهؤلاء الذين يؤمنون بالمسيح المُخَلِّص ووُلِدوا من الماء والروح (يو 3: 5) خلال سرِّ المعمودية المقدسة، هؤلاء يتبعون عائلة آدم الأخير. في هذه العائلة حياة، فالرب يسوع قال: "أنا هو الحياة"، وقال أيضًا "أتيت ليكون لهم حياة ويكون لهم الأفضل" (لو 10: 10)، فالرحلة فيه سوف تنتهي برحلة إلى السماء في صميم حضرته. بقية الأصحاح التاسع يضع تأكيدًا خاصًا على سبط لاوي. الأصحاح التاسع يختم سلسلة الأنساب، وهي أطول سلسلة أنساب في الكتاب المقدس، وليس ما يُماثِلها في الأدب أو تاريخ العالم، فهي تبدأ بآدم الأول، وتنتهي بآدم الأخير ربنا يسوع المسيح. ومن المهم أن نلاحظ بعضًا مما حُذِف من سلسلة الأنساب؛ فمثًلا قايين وأسرته لم يُذكَروا لأن نسله انتهى في الفيضان كما ذُكِرَ في الأصحاح السابع من سفر التكوين. ترك الكاتب أنساب سبط بنيامين في نهاية القائمة حتى يتحرَّك من سلسلة الأنساب إلى قصة هذا الشعب، ويتحدث عن أورشليم التي كانت على الحدود الجنوبية لسبط بنيامين. يصف الكاتب مسئولياتهم المتعددة [23-34]، وقد أعطى اهتمامًا خاصًا بالمُغَنِّين في الهيكل [14-16]، الذين ذُكرت قائمة أسمائهم بعد الكهنة مباشرة [10-13]. أبرز الكاتب التقدير العظيم لخورُس الهيكل، وكان من قادته آساف [15] ويدوثون [16]. يوجد اختلاف في جداول الأنساب هنا عما ورد في نحميا؛ لأن الجداول ذَكَرَت البعض وتركت الآخر في نحميا كما في أخبار الأيام الأول. أما الأعداد فمختلفة لاختلاف الزمان. كان لبوَّابي الهيكل دورهم الهام في حفظ قدسية الهيكل. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأنساب من آدم إلى إسرائيل |
الأنساب ومملكة داود |
أسماء سلسلة الأنساب من آدم حتى نوح |
سلسلة الأنساب |
شجرة الأنساب _ |