آدم بعد السقوط أصبح كيانه الداخلي مُداناً قضائياً وفاسداً أدبياً. ولكن هذا الكيان الداخلي هو الذي انحدر منه كل الجنس البشري؛ وعليه فقد أصبح الإنسان يولد من بطن أمه وهو مُدان قضائياً وفاسد أدبياً. وهذا ما أشارت إليه شريعة قديمة في الناموس إذ كانت تحتم على أي امرأة تلد أن تظل نجسة (لا12). فلماذا تصبح المرأة نجسة إذا ولدت؟ لأنها أدخلت إلى العالم كياناً جديداً مُداناً قضائياً وفاسداً أدبياً. وهذا ما يقرره الرسول في رومية5: 12،14 إذ يقول «من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع (أي وجد الجميع خطاة)». ويؤكد هذا أيضاً بالقول «قد ملك الموت من آدم إلى موسى وذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي آدم»، أي أن الإنسان محكوم عليه بالموت على الرغم من عدم وجود ناموس يجعل الخطية تعدياً، وذلك لسبب بسيط: أن الإنسان، من قبل أن يفعل الخطايا، هو مولود مُداناً قضائياً وفاسداً أدبياً؛ وكلاهما يستوجب الموت.