|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو الدور الذي يلعبه الإيمان في الحالات التي يغفر فيها يسوع الخطايا في جميع الأناجيل، نرى يسوع يؤكد باستمرار على أهمية الإيمان. غالبًا ما يقول للذين يشفيهم: "إيمانكم قد شفاكم" أو "بحسب إيمانكم ليكن لكم ذلك" (متى 9: 29). هذا الارتباط بين الإيمان والشفاء يمتد إلى غفران الخطايا أيضًا (ماكابرين، 1994). تأمل في قصة الرجل المفلوج الذي كان مفلوجًا (مرقس 2: 1-12). يخبرنا الإنجيل أنه "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: "يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ". هنا نرى أن إيمان الفرد ليس فقط إيمان الفرد، بل إيمان أصدقائه أيضًا هو الذي دفع يسوع إلى التصرف. هذا يذكرنا بالجانب الجماعي للإيمان وكيف أننا مدعوون لدعم بعضنا البعض في رحلتنا نحو الشفاء والغفران (ماكبراين، 1994). في قصة المرأة الخاطئة التي مسحت قدمي يسوع (لوقا ٧: ٣٦-٥٠)، نرى توضيحًا جميلًا لكيفية ترابط الإيمان والمحبة والغفران. يقول لها يسوع: "إيمانك خلّصكِ، اذهبي بسلام". يُنظر إلى أفعالها في المحبة والإخلاص على أنها تعبير عن إيمانها، الذي يصبح بدوره القناة التي تنال من خلالها الغفران((3) وويذرنغتون، 1990)). الإيمان الذي يتحدث عنه يسوع ليس مجرد موافقة فكرية على حقائق معينة. بل هو ثقة عميقة واعتماد على رحمة الله وقدرته. إنه ينطوي على الاعتراف بحاجة المرء إلى الغفران والتوجه إلى يسوع برجاء وانتظار. هذا النوع من الإيمان يفتح القلب لقبول غفران الله ونعمته المحوّلة. يلعب الإيمان دورًا حاسمًا في حياة الغفران المستمرة. يعلمنا يسوع أن نصلي قائلاً: "اغفر لنا ذنوبنا كما غفرنا نحن أيضًا للمذنبين إلينا" (متى 6: 12). وهذا يتطلب الإيمان - الإيمان بأن الله سيغفر لنا، والإيمان بأننا سنغفر للآخرين. من خلال الإيمان يمكننا أن نعيش الغفران الذي نلناه (بورك-سيفرز، 2015). علينا أن نتذكر أيضًا أن الإيمان هو بحد ذاته هبة من الله. وكما يذكّرنا البابا فرنسيس: "ليس الإيمان نورًا يبدد ظلامنا كله، بل هو مصباح يهدي خطواتنا في الليل ويكفي للسير". عندما نناضل من أجل الإيمان، يمكننا أن نصلّي مثل الأب في إنجيل مرقس: "أنا أؤمن، ساعدوا عدم إيماني!" (مرقس 9: 24) (مرقس 9: 24) (فرنسيس، 2015). لنتشجع بأن يسوع لا يطالبنا بإيمان كامل قبل أن يغفر. إنه يقابلنا حيث نحن، ويرعى حتى أصغر بذور الإيمان. تُظهر لنا الأناجيل أناسًا يأتون إلى يسوع بكل أنواع الإيمان - بعضهم قوي، وبعضهم ضعيف، وبعضهم يائس، وبعضهم فضولي. في كل حالة، يستجيب يسوع بالرحمة والقوة. |
|