رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللـه محـبة لو كان الله نورًا فقط، لكنا هربنا منه، وارتعبنا من حضوره. فالنور يكشف حالتنا، خرابنا وظلامنا. وهكذا أضحى الإنسان في حالته الأدبية الساقطة فاشلاً ويائسًا، خائفًا ومرتعبًا. إنه في هذه الحالة يحتاج إلى مَنْ يُحبه ويترأف بحالته، ويغمره بالنعمة، والتي هي ظهور محبة الله في مشهد شر الإنسان وفساد قلبه «وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رو5: 8)، «لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ» (يو3: 6). لقد ظهرت هذه المحبة في صليب المسيح، محبة دافقة وباذلة، غامرة وليس لها مثيل، محبة بدون مقابل بل ومحبة قوية وصلت إلينا فانتشلتنا من سقطتنا، ومن مزابل العالم كي توصلنا إلى قمة المجد وتجلسنا على العروش. ومن زاوية إلهية، ظهر نشاط هذه المحبة بين أقانيم اللاهوت، لقد أعلن الابن عن محبة الآب له بقوله: «أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ» (يو17: 24)، وأيضا عن محبته للآب «إنِّي أُحِبُّ الآبَ» (يو14: 31)، وخاطب الرسول بولس المؤمنين في رومية قائلاً: «أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ ... بِمَحَبَّةِ الرُّوحِ» (رو15:3)، حقا الله محبة، هذه هي طبيعته. ونحن إذ أدركتنا هذه المحبة، وظهر عملها فينا، لا يسعنا إلا أن نُحبه لأنه هو أحبنا أولاً، وأن نظهر في حياتنا وسلوكنا الدليل العملي لمحبتنا له. ونستطيع أن نبرهن على ذلك عندما نحفظ وصاياه، ونحفظ كلامه، ونحب مجده (يو14: 23،21، 28). «كُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ، وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ» (1يو4: 8،7). |
|