معاداة الله
وصل الأمر إلى ذروته. لقد أنكر الإنسان وجود الله، وحاول اسقاطه من تفكيره، أو تجهيله، أو تحجيمه، أو إرضاؤه شكليًا؛ إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل لأنه «لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ» (أع 14: 17)، في الطبيعة وفي الضمير وفي كل مكان وزمان. ولأن الإنسان بطبيعته لا يطيق مقاييس الله ويريد أن ينفض عنه نيره بأي شكل؛ فقد وصل الأمر بالبعض أن «يَقُولُونَ ِللهِ: ابْعُدْ عَنَّا، وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَ نُسَرُّ. مَنْ هُوَ الْقَدِيرُ حَتَّى نَعْبُدَهُ؟ وَمَاذَا نَنْتَفِعُ إِنِ الْتَمَسْنَاهُ؟» (أي21: 14). لقد وصل الأمر إلى العداء السافر. فكأن صاحب هذه الفلسفة يقول لله: أعرف أنك موجود وتملأ الوجود، أعرف الكثير عنك وعن صفاتك، ولن أُسقطك من حساباتي بل سأحسبك عدوًا! والعداء لله على الأرض يتزايد يومًا بعد يوم، وسيصل إلى ذروته قريبًا، حتى يضع الله حدًّا لكل شيء.