* آلام الجسد نعمة عظيمة لا بُد أن يدركها المريض، فهي تطهر من الآثام، وتحد من الخطايا التي يمكن ارتكابها. كذلك يعاني العقل من الجراح القاسية الاحتمال التي تتسلط عليه من ضربات خارجية. لذلك يقول الكتاب المقدس: "حُبُرُ جُرْحٍ منقيةٌ للشرير، وضرباتٌ بالغةٌ مخادِعَ البطن" (أم 20: 30). نعم إن حُبُرُ الجراح تنقي من الشرور؛ أي أن آلام التطهير تنقي من الشرور، سواء التي بالفكر أو بالفعل. البطون تشير عادة إلى العقول، لأنه كما تستهلك البطون الطعام يتمثل العقل الهموم بالتأمل والتفكير فيها. إننا نتعلم أن العقل يشار إليه بالبطن من العبارة المكتوبة: "نفس الإنسان سراجُ الربِ، يفتش كل مخادعِ البطن." (أم 20: 27)، أي أن سراج الوحي الإلهي يدخل إلى النفس البشرية فينيرها كاشفًا لها كمرآةٍ. لأنه قبل حلول الروح القدس كانت النفس تلهو بالآثام، ولكنها لم تعرف كيف تُقَدِر أخطارها.