رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشر: يقول الكتاب «مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هَذِهِ» (إش45: 7). ليست هناك صعوبة في فهمنا لخلق الله للنور والظلمة والسلام، لكن قد تبدو هناك صعوبة، كيف يخلق الله الشر وهو القدوس الذي عيناه أطهر من أن تنظرا الشر؟ لكي نفهم هذه المعضلة علينا بالرجوع إلى الكتاب الذي يُخبرنا بأن هناك نوعين من الشر: 1- الشر الأدبي (الخطية الفعلية)، وليس هذا هو المقصود هنا، فهذا لم يخلقه الله، لكن إرادة الإنسان الحرة هي التي اختارت التمرد والعصيان. وهذا النوع من الشر هو الذي يذكره الكتاب في تكوين6: 5 «وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ»، وفي يونان1: 2 «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي». 2- الشر القضائي: وهذا النوع من الشر هو الذي خلقه الله كما يقول الكتاب في إشعياء45: 7 «خَالِقُ الشَّرِّ». وفي عاموس3: 6 «هَلْ تَحْدُثُ بَلِيَّةٌ فِي مَدِينَةٍ وَالرَّبُّ لَمْ يَصْنَعْهَا؟»، وهنا يقول عن هذا الشر إنه «بلية أو مصيبة»، وفي يونان3: 1 «فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ، نَدِمَ اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ». هذا النوع من الشر هو ما نراه في المجاعات والكوارث الطبيعية والزلازل والفيضانات والصواعق. والله يسمح بذلك لحكمته العظيمة، بسبب دخول الخطية إلى العالم. وإن كان الله يسمح بالمصائب في العالم لكنه يتحكم فيها بالنسبة للمؤمن إذ يجعل «كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ» (رو8: 28). |
|