|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قال الرب يسوع فى حديثه الأخير للجموع قبيل الصليب «الآن دينونة هذا العالم» (يو31:12). كان العالم على وشك أن يصلب رب الحياة والمجد بعد رفض واحتقار. والصليب قد أظهر حقيقة هذا العالم وموقفه من المسيح البار. لقد أظهر الخيانة والغدر، والجفاء والهجر، أظهر الجمود والجحود، والجهل والغباء، أظهر الظلم والفساد، والعداوة والشراسة. ولم يحدث أن ظهر العالم بوجهه القبيح مثلما ظهر فى أحداث الصليب. فالصليب قد فضح شرّ العالم بكل فئاته وحكوماته. العظماء والأدنياء، رجال الدين والسياسة، اليهود والأمم بلا استثناء. لقد حوكم رب المجد أمام رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب. فكانوا يطلبون شهادة زور على يسوع ولم يجدوا. ويا للعار! لقد أوثقوه ومضوا به إلى بيلاطس (مت1:27). أخذوا مسياهم مقيَّداً إلى حاكم أممي، وطلبوا أن يصلبه. وأكثر من ذلك أنهم طلبوا أن يوهَب لهم رجل قاتل ورئيس الحياة قتلوه. فيا للغباء! أما بيلاطس ذلك الحاكم الروماني فمع أنه اقتنع تماماً أنهم أسلموه حسداً وأنه لم يفعل شيئاً يستحق الموت وليس فيه علة واحدة؛ قال «أنا أؤدبه وأطلقه» فحكم عليه بالجلد، ولم يستطع أن يطلقه، فأسلمه إليهم ليصلب. ويا للظلم!. هذا ما فعله العالم بالمسيح. لقد رفضه ومايزال يرفضه. والمؤمن المسيحي الذي ارتبط بالمسيح يدرك أنه يتبع مسيحاً مرفوضاً، وأن هذه التبعية ستكلّفه حمل العار والاحتقار لأجل خاطر سيده. إن الصليب الذي يجسِّم كل رموز العار والهوان، قد صار موضوع الفخار والإعزاز للمؤمن. وهذا ما قاله الرسول بولس «أما من جهتى فحاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به قد صلب العالم لى وأنا للعالم» (غل14:6). |
|