لقد نجح الشيطان في أن يُغلق شهية الناس عن كلمة الله، ويفتحها بشدة على المواد العالمية وما تبثُّه وسائل الإعلام والفضائيات. وكما حدث مع إسرائيل قديمًا في البرية حيث اشتهى اللفيف الذي في وسطهم طعام مصر الأول، فسئم الشعب من المَنْ وتذمَّروا عليه. هكذا في المسيحية لا يطيقون كلمة الله ويقنعون بالفتات مع أكبر قدر من التسليات. لكن الخادم الأمين يظل يكرز بالكلمة مُدركًا أهميتها وتأثيرها الحي، وحاجة النفوس الحقيقية إليها. إنه يُقدِّمها كما هي بالحقيقة ككلمة الله. وهذا ما كان يفعله بولس إذ قال: «لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ» (2كو 17:2)، أي يُقدِّمها دون تخفيف أو تحوير أو حذف أو إضافة. وهذا ما علَّمه لتيموثاوس وأوصاه به.