منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 12:50 PM   رقم المشاركة : ( 175721 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,263,143

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




اُومن به في العالم

المسيح؛ الذي «ظهر في الجسد»، وأكمل العمل،
هو مقدَّم الآن، كموضوع الإعلان، وغرض الإيمان.
وقد أتت النعمة بكثيرين من الأمم،
ودعاهم الله من الظلمة إلى نوره العجيب.
كما أن الإيمان بالرب يسوع قد أخرج اليهودي من خِرق اليهودية
البالية، وجعل الأممي واليهودي إنسانًا واحدًا جديدًا
 
قديم اليوم, 12:51 PM   رقم المشاركة : ( 175722 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,263,143

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




رُفع في المجد

وهذه العبارة تسبق، تاريخيًا، الكرازة بالمسيح والإيمان به، لكن الروح القدس أبقاها للآخر، لكي يُحوِّل قلوبنا وأبصارنا إلى المسيح الممجَّد الآن فوق جميع السماوات، وفيه يتركز الحق، وهو وحده غرض القلب. فالذي اتضع بالنعمة، ونزل بالمحبة، قد ارتفع وتمجد بالبر (أع2: 17،36؛ 3: 35).

إن الإيمان يراه الآن مُكلَّلاً بالمجد والكرامة في عرش الله، والنظرة إليه تُنشئ فينا كل تقوى. وشخصه المجيد هو لنا الترياق الواقي ضد عدوى الضلال الذي ينتشر حولنا. وقد قال أحدهم ”إن الذي رُفع في المجد لم يُرفع وحده، بل الله أقامنا معه وأجلسنا (معًا فيه)، وسوف يأتي يوم مجد سيدنا، ومجدنا معه. عندئذ سيتحقق الغرض الكامل من «سر التقوى» وحياة التقوى“. فهيا بنا يا أخي الفاضل نسجد له من القلب. ونحيا حياة التقوى التي تشبع قلبه. فهي لنا تجارة عظيمة الآن، وربحها يمتد إلى المستقبل إذ «لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة».
 
قديم اليوم, 01:03 PM   رقم المشاركة : ( 175723 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,263,143

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الابن الأزلي




نحن نؤمن أن المسيح هو ابن الله، ونؤمن أيضًا أن بنوة المسيح لله لم تبدأ وقت مجيئه إلى العالم بالتجسد والولادة من العذراء، لكن بنوته أزلية.

فالله باقانيمه الثلاثة أزلي

الآب أزلي
والابن أزلي
والروح القدس أزلي

والمسيح «بروح أزلي قدَّم نفسه لله بلا عيب» (عب9: 14)، كما أن الآب والابن ألقاب نسبية ولا يمكن وجود الواحد دون الآخر.

الله هو الآب منذ الأزل، فهو لم يَصِِر أبًا عندما خلق الملائكة أو العالم أو البشر، لكنه أب أزلي. فتُرى كيف كان يمارس أبوّته أزليًا؟ والإجابة: مع «الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب» (يو1: 18).

والله محبة؛ هذه طبيعته منذ الأزل، وهو لم يصبح محبة حين خلق أي شخص أو أي شيء. فتُرى كيف كان يمارس محبته قبل أن خلق العالمين؟ وفى أي مجرى كانت تسير؟ والجواب: مع الابن الحبيب «الآب يحب الابن».

وحقيقة البنوة الأزلية تملأ صفحات الكتاب المقدس كله، بعهديه القديم والجديد. ففي العهد القديم يطالعنا المزمور الثاني بالقول: «إني أخبر من جهة قضاء الرب. قال لي: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك» (مز2: 7).

أنت ابني منذ الأزل
أنا اليوم ولدتك عند ولادته بالجسد

فوجوده كالابن وجود أزلي قبل مجيئه إلى العالم.

وفى المزامير أيضًا هناك النص المشهور الذي استخدمه الرب في إفحام الفريسيين «قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك» (مز110: 1)، فإن كان داود يدعوه ربًا فكيف يكون ابنه؟ (مت22: 45). والجواب على هذا السؤال في لاهوت الابن وأزليته؛ فهو رب داود كالخالق، وابن داود كمن وُلد ولادة عجيبة من العذراء مريم. إنه أصل وذرّية داود.

والحكيم في الأصحاح الثامن من سفر الأمثال يتحدث عن المسيح كالحكمة قائلاً: «منذ الأزل... كنت هناك أنا... كنت عنده صانعًا، وكنت كل يوم لذته فرحة دائمًا قدامه، فرحة في مسكونة أرضه ولذاتي مع بني آدم» (أم8: 23-31).

وفى سفر الأمثال أيضًا يسأل أجور ابن متقية مسا «من صعد إلى السماوات ونزل؟ من جَمَع الريح في حفنتيه؟ من صَرّ المياه في ثوب؟ ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت؟» (أم30: 4).

أما ميخا فإنه يتنبأ عنه قائلاً «أما أنت يا بيت لحم افراته وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلّطًا على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل» (مي5: 5). فالذي وُلد في بيت لحم هو الأزلي قديم الأيام.

أما في العهد الجديد فإن الشهادات عن بنوة المسيح الأزلي لا تقع تحت حصر.
هو نفسه شهد عن هذا الحق بأوضح العبارات. ولنسمعه في خطابه الوداعي لتلاميذه في الليلة التي أُسلم فيها يقول «خرجت من عند الآب، وقد أتيت إلى العالم، وأيضًا أترك العالم وأذهب إلى الآب» (لو16: 28). لقد جاء من عند الآب (كشخص) إلى العالم (كمكان)، وها هو مزمع أن يترك هذا العالم ليعود إلى الآب. ومن هذا لنا أن نفهم أن نسبة الآب كانت موجودة قبل أن يخرج الابن من عنده، وقبل أن يبدأ إرساليته بالتجسد.

ثم لنسمعه يقول لنيقوديموس هذه الآية الرائعة: «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية، لأنه لم يُرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلِّص به العالم» (يو3: 16،17). إذًا قبل أن يرسله الله إلى العالم، كان هو الابن الوحيد الذي يملأ حضن الآب منذ الأزل.

وهذا ما قاله المسيح أيضًا في مثل الكرّامين «فإذ كان له ابن واحد حبيب إليه، أرسله أيضًا أليهم أخيرًا قائلاً إنهم يهابون ابني» (مر12: 6).

ثم لنستمع إليه أخيرًا، وهو يخاطب الآب قبيل عمل الصليب قائلاً: «أنا مجّدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته، والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم» (لو17: 4،5). فالمسيح هو الابن الواحد في المجد مع الآب قبل كون العالم.

على أن أقوى الشهادات لبنوة المسيح الأزلية نجدها في كتابات الرسول يوحنا، ولو لم يكن لدينا سوى الأصحاح الأول من إنجيله لكفانا ذلك دليلاً. فهو يبدأ بافتتاحية رائعة، يرجع بنا فيها إلى الأزل السحيق، البدء الذي لا بداءة له، قبل أن يبدأ أي شيء، فإذ المسيح «الكلمة» موجودًا «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله» (يو1: 1). ففي هذه الديباجة المركَّزة نقرأ عن أزليته، وتمييز أقنوميته، وعن لاهوته؛ فهو لا يتركنا لنستنتج ذلك، لكن يعلنها بوضوح «وكان الكلمة الله».

بعد ذلك نقرأ في عدد 14 من نفس الأصحاح «والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا». فهو موجود مع الآب ومعادل له منذ الأزل، ولكن في الوقت المعيَّن جاء إلى العالم متجسِّدًا، مُرسَلاً من الآب، ومولودًا من العذراء مريم. ثم يذكر لنا أن مجد الكلمة الأزلي، الذي رأيناه عندما حل بيننا، هو مجد «وحيد من الآب». فكما أن الكلمة أزلي، ومجده أزلي، هكذا مجد الابن الوحيد مجد أزلي، وبالتالي فإن بنوته أزلية.

أما مكانه ومكانته، كالابن الأزلي، فهو يعبِّر عنها بالقول «الابن الوحيد الذي هو في حِضن الآب هو خبَّر». إنها علاقة أزلية تسمو عن كل إدراك بشري.

ثم ينبِّر الرسول يوحنا في رسالته الأولى على تعليم البنوة الأزلية حينما يشير إلى «الحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا» (1يو1: 2).

أما رسائل الرسول بولس فإنها تذخر أيضًا بهذا الحق الثمين، فهو يخبرنا في رسالة غلاطية أنه «لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه، مولودًا من امرأة» (غل4: 4).

وفى رسالة كولوسي يصرّح بأن الابن هو «صورة الله غير المنظور»، ويشير إلى أزليته وقدرته على كل شيء بالقول «فيه خُلق الكل، ما في السماوات، وما على الأرض... الكل به وله قد خُلق، الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل» (كو1: 16،17). إن خالق أطراف الأرض، كما يخبرنا النبي إشعياء، هو «إله الدهر الرب» (إش40: 28)، فمن ذا الذي يكون قبل كل شيء ويخلق كل شيء وفيه يقوم الكل إلا الله الأزلي؟

وفى الرسالة الثانية إلى تيموثاوس نقرأ: « الذي خلّصنا ودعانا دعوة مقدّسة، لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية، وإنما أُظهرت الآن بظهور ربنا يسوع المسيح» (2تي1: 9).

أما رسالة العبرانيين فإنها تستفيض في الكلام عن هذا الحق، خاصة في الأصحاح الأول منها، حيث نجد أن «الله كلّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه». ثم يردف الرسول قائلاً «الذي به أيضًا عمل العالمين». فمنذ خلق العالم، إذًا، كان الابن موجودًا وكان خالقًا.

إن الأدلة على بنوة المسيح الأزلية لا تقع تحت حصر، وهي ليست عقيدة لاهوتية فحسب، لكنها تقود النفس إلى المعرفة الحقيقية الاختبارية بشخص الابن المبارك؛ لأنه مكتوب «هذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته» (يو17: 3)، ثم هي تقود النفس، قبل ذلك وبعده، إلى السجود، بكل هيبة وخشوع، لمن هو مستحق؛ ولأن الموضع الذي نحن واقفون عليه أرض مقدسة.

 
قديم اليوم, 01:07 PM   رقم المشاركة : ( 175724 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,263,143

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فالله باقانيمه الثلاثة أزلي

الآب أزلي
والابن أزلي
والروح القدس أزلي

والمسيح «بروح أزلي قدَّم نفسه لله بلا عيب» (عب9: 14)، كما أن الآب والابن ألقاب نسبية ولا يمكن وجود الواحد دون الآخر.

الله هو الآب منذ الأزل، فهو لم يَصِِر أبًا عندما خلق الملائكة أو العالم أو البشر، لكنه أب أزلي. فتُرى كيف كان يمارس أبوّته أزليًا؟ والإجابة: مع «الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب» (يو1: 18).

والله محبة؛ هذه طبيعته منذ الأزل، وهو لم يصبح محبة حين خلق أي شخص أو أي شيء. فتُرى كيف كان يمارس محبته قبل أن خلق العالمين؟ وفى أي مجرى كانت تسير؟ والجواب: مع الابن الحبيب «الآب يحب الابن».

وحقيقة البنوة الأزلية تملأ صفحات الكتاب المقدس كله، بعهديه القديم والجديد. ففي العهد القديم يطالعنا المزمور الثاني بالقول: «إني أخبر من جهة قضاء الرب. قال لي: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك» (مز2: 7).

أنت ابني منذ الأزل
أنا اليوم ولدتك عند ولادته بالجسد

فوجوده كالابن وجود أزلي قبل مجيئه إلى العالم.

وفى المزامير أيضًا هناك النص المشهور الذي استخدمه الرب في إفحام الفريسيين «قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك» (مز110: 1)، فإن كان داود يدعوه ربًا فكيف يكون ابنه؟ (مت22: 45). والجواب على هذا السؤال في لاهوت الابن وأزليته؛ فهو رب داود كالخالق، وابن داود كمن وُلد ولادة عجيبة من العذراء مريم. إنه أصل وذرّية داود.

والحكيم في الأصحاح الثامن من سفر الأمثال يتحدث عن المسيح كالحكمة قائلاً: «منذ الأزل... كنت هناك أنا... كنت عنده صانعًا، وكنت كل يوم لذته فرحة دائمًا قدامه، فرحة في مسكونة أرضه ولذاتي مع بني آدم» (أم8: 23-31).

وفى سفر الأمثال أيضًا يسأل أجور ابن متقية مسا «من صعد إلى السماوات ونزل؟ من جَمَع الريح في حفنتيه؟ من صَرّ المياه في ثوب؟ ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت؟» (أم30: 4).

أما ميخا فإنه يتنبأ عنه قائلاً «أما أنت يا بيت لحم افراته وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلّطًا على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل» (مي5: 5). فالذي وُلد في بيت لحم هو الأزلي قديم الأيام.
 
قديم اليوم, 01:09 PM   رقم المشاركة : ( 175725 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,263,143

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




في العهد الجديد فإن الشهادات عن بنوة المسيح الأزلي لا تقع تحت حصر.
هو نفسه شهد عن هذا الحق بأوضح العبارات. ولنسمعه في خطابه الوداعي لتلاميذه في الليلة التي أُسلم فيها يقول «خرجت من عند الآب، وقد أتيت إلى العالم، وأيضًا أترك العالم وأذهب إلى الآب» (لو16: 28). لقد جاء من عند الآب (كشخص) إلى العالم (كمكان)، وها هو مزمع أن يترك هذا العالم ليعود إلى الآب. ومن هذا لنا أن نفهم أن نسبة الآب كانت موجودة قبل أن يخرج الابن من عنده، وقبل أن يبدأ إرساليته بالتجسد.

ثم لنسمعه يقول لنيقوديموس هذه الآية الرائعة: «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية، لأنه لم يُرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلِّص به العالم» (يو3: 16،17). إذًا قبل أن يرسله الله إلى العالم، كان هو الابن الوحيد الذي يملأ حضن الآب منذ الأزل.

وهذا ما قاله المسيح أيضًا في مثل الكرّامين «فإذ كان له ابن واحد حبيب إليه، أرسله أيضًا أليهم أخيرًا قائلاً إنهم يهابون ابني» (مر12: 6).

ثم لنستمع إليه أخيرًا، وهو يخاطب الآب قبيل عمل الصليب قائلاً: «أنا مجّدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته، والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم» (لو17: 4،5). فالمسيح هو الابن الواحد في المجد مع الآب قبل كون العالم.

على أن أقوى الشهادات لبنوة المسيح الأزلية نجدها في كتابات الرسول يوحنا، ولو لم يكن لدينا سوى الأصحاح الأول من إنجيله لكفانا ذلك دليلاً. فهو يبدأ بافتتاحية رائعة، يرجع بنا فيها إلى الأزل السحيق، البدء الذي لا بداءة له، قبل أن يبدأ أي شيء، فإذ المسيح «الكلمة» موجودًا «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله» (يو1: 1). ففي هذه الديباجة المركَّزة نقرأ عن أزليته، وتمييز أقنوميته، وعن لاهوته؛ فهو لا يتركنا لنستنتج ذلك، لكن يعلنها بوضوح «وكان الكلمة الله».

بعد ذلك نقرأ في عدد 14 من نفس الأصحاح «والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا». فهو موجود مع الآب ومعادل له منذ الأزل، ولكن في الوقت المعيَّن جاء إلى العالم متجسِّدًا، مُرسَلاً من الآب، ومولودًا من العذراء مريم. ثم يذكر لنا أن مجد الكلمة الأزلي، الذي رأيناه عندما حل بيننا، هو مجد «وحيد من الآب». فكما أن الكلمة أزلي، ومجده أزلي، هكذا مجد الابن الوحيد مجد أزلي، وبالتالي فإن بنوته أزلية.

أما مكانه ومكانته، كالابن الأزلي، فهو يعبِّر عنها بالقول «الابن الوحيد الذي هو في حِضن الآب هو خبَّر». إنها علاقة أزلية تسمو عن كل إدراك بشري.

ثم ينبِّر الرسول يوحنا في رسالته الأولى على تعليم البنوة الأزلية حينما يشير إلى «الحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا» (1يو1: 2).

أما رسائل الرسول بولس فإنها تذخر أيضًا بهذا الحق الثمين، فهو يخبرنا في رسالة غلاطية أنه «لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه، مولودًا من امرأة» (غل4: 4).

وفى رسالة كولوسي يصرّح بأن الابن هو «صورة الله غير المنظور»، ويشير إلى أزليته وقدرته على كل شيء بالقول «فيه خُلق الكل، ما في السماوات، وما على الأرض... الكل به وله قد خُلق، الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل» (كو1: 16،17). إن خالق أطراف الأرض، كما يخبرنا النبي إشعياء، هو «إله الدهر الرب» (إش40: 28)، فمن ذا الذي يكون قبل كل شيء ويخلق كل شيء وفيه يقوم الكل إلا الله الأزلي؟

وفى الرسالة الثانية إلى تيموثاوس نقرأ: « الذي خلّصنا ودعانا دعوة مقدّسة، لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية، وإنما أُظهرت الآن بظهور ربنا يسوع المسيح» (2تي1: 9).

أما رسالة العبرانيين فإنها تستفيض في الكلام عن هذا الحق، خاصة في الأصحاح الأول منها، حيث نجد أن «الله كلّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه». ثم يردف الرسول قائلاً «الذي به أيضًا عمل العالمين». فمنذ خلق العالم، إذًا، كان الابن موجودًا وكان خالقًا.

إن الأدلة على بنوة المسيح الأزلية لا تقع تحت حصر، وهي ليست عقيدة لاهوتية فحسب، لكنها تقود النفس إلى المعرفة الحقيقية الاختبارية بشخص الابن المبارك؛ لأنه مكتوب «هذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته» (يو17: 3)، ثم هي تقود النفس، قبل ذلك وبعده، إلى السجود، بكل هيبة وخشوع، لمن هو مستحق؛ ولأن الموضع الذي نحن واقفون عليه أرض مقدسة.
 
قديم اليوم, 01:27 PM   رقم المشاركة : ( 175726 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,263,143

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



دعوني أن أسند رأسكم على صدري فتستريحوا!��♥ï¸ڈ
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024