|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إننا نشتاق إلى التعرف على اسم الرب بصورة خاصة بأن نعرف صفاته وطبيعته، فنحب ما يحب، ونكره ما يكرهه الرب. وهذا الأمر يتطلب منا الخضوع والطاعة واتباع وصايا الرب وأحكامه، كما قال الكتاب «لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ الرَّبَّ»، أو كما جاءت في ترجمة داربي “سنعرف، سنتتبع لنعرف الرب” (هو6: 3). فعلينا أن نتتبع كل ما أعلنه الله عن ذاته في كلمته فنتعلم دروسًا عن شخصه وصفاته من خلال سَرد أحداث وقصص وشخصيات الكتاب، وسياسته مع شعبه القديم ومع الأمم والممالك والإمبراطوريات، فنتعلم دروسًا نافعة عن شخصه، في لطفه وصدقه وقداسته وسلطانه وحكمته السرمدية ومواقيته الدقيقة التي لا تخطئ. ومن خلال العلاقة اليومية مع الرب سننمو في معرفة الله (كو1: 10)، وهذه المعرفة تجعلنا نخاف اسمه ونوقّره كما قال الرب عن لاوي «فَاتَّقَانِي، وَمِنِ اسْمِي ارْتَاعَ هُوَ» (ملا 2: 5)، ونكون مِنْ أولئك الذين يتقون اسم الرب (ملا 4: 3)، بل وأيضًا مِنْ «الْمُفَكِّرِينَ فِي اسْمِهِ» (ملا 3: 16)، ونحب اسمه الكريم (مز69: 36). ومما لا شك فيه أن هذا الأمر سينعكس حتمًا على حياتنا العملية، فنسير في هذا العالم ونحن نعلم اختباريًا من هو الله الذي نعبده، فنختبر كل يوم شيئًا جديدًا عن صلاحه، فنطمئن له ولا نجزع مما تحمله الأيام لنا، وندرك أنه مصدر للخير والصلاح، ولا يفكر من جهتنا إلا كل أفكار الخير والسلام (إر29: 11). ونعيش ونحن واثقون في حكمته التي لا تُخطئ، فهو الإله الحكيم وحده، وفي أمانته التي تجعله لا يغير ما خرج من شفتيه (مز89: 34)، وفي رحمته التي هي لا تزول والمحيطة بنا (مز32: 1؛ مرا3: 23). ونتمتع بثبات محبته في عالم لا يعرف شيئًا عن الثبات والاستقرار. ونراه في نعمته كإله كل نعمه. وفي كل أمور حياتنا - عندما يسمح لنا بصعاب وضيقات - نراه كالإله القدير الذي لا يعسر عليه أمر، والإله كلي السلطان الذي يسيطر على كل الأحداث والأشخاص والظروف، ليُجبرها أن تعمل معًا لخير قديسيه (رو8: 28). ونعيش أمامه كالإله القدوس الذي يكره الشر والنجاسة فنُكمِّل القداسة في خوف الله، ونكون في مخافته اليوم كله. ونحيا بالاستقامة أمامه لأنه بار ويحب الاستقامة (1أخ29: 17)، ويحكم بغير محاباة فنعيش زمان غربتنا بخوف «لأَنَّ الرَّبَّ يَفْحَصُ جَمِيعَ الْقُلُوبِ، وَيَفْهَمُ كُلَّ تَصَوُّرَاتِ الأَفْكَارِ» (1اخ 28: 9)، وهو الذي «يَعْرِفُ خَفِيَّاتِ الْقَلْبِ؟» (مز44: 21). |
|