اليوم, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 178561 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* تهبني حكمتك، فأحمل روح التمييز، لا أخلط بين فضيلة ورذيلة! ولا أمزج بين النور والظلمة. * من يهبني روح الأمانة سواك، من يسندني في جهادي غيرك. بك أكون أمينًا في كل شيء! |
||||
اليوم, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 178562 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التدقيق في الحياة الإنسان المسيحي وقد تمتع بالحرية الداخلية، وصار قلبه ملتصقًا بالله، كل ما يشغله أن يكون سفيرًا للسيد المسيح، يلزمه أن يكون مدققًا في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ ليصير على صورة خالقه. 1. آداب الجلوس على مائدة حاكم 1 إِذَا جَلَسْتَ تَأْكُلُ مَعَ مُتَسَلِّطٍ، فَتَأَمَّلْ مَا هُوَ أَمَامَكَ تَأَمُّلًا، 2 وَضَعْ سِكِّينًا لِحَنْجَرَتِكَ إِنْ كُنْتَ شَرِهًا. 3 لاَ تَشْتَهِ أَطَايِبَهُ لأَنَّهَا خُبْزُ أَكَاذِيبَ. إِذَا جَلَسْتَ تَأْكُلُ مَعَ مُتَسَلِّط،ٍ فَتَأَمَّلْ مَا هُوَ أَمَامَكَ تَأَمُّلًا [1]. يفرح كثيرون أنهم ينالون نعمة لدى الحاكم، ويدخلون معه في علاقة شبه أسرية، ويشتركون معه على مائدته. لكن جدير بالإنسان مهما توطدت علاقته بالحاكم أن يدرك حدوده، فإن جلس معه على المائدة، يتأمل أنه في حضرة حاكم، فلا يستغل محبته، بل يعطي الكرامة لمن له الكرامة (رو 13: 7). يرى القديس أوغريس أنه إن كان يلزم أن يكون الإنسان مدققًا عندما يجلس مع إنسان حاكم، فبالأولى به أن يدقق عندما يقرأ الكتاب المقدس يكونه المائدة الملوكية، فيتأمله بطريقه روحية عقلية، لأن فهمه بطريقة حرفية لا يُقدم لنا الحق. ويرى كثير من الآباء أن هذه المائدة هي مائدة الإفخارستيا. * "إذا جلست تأكل مع الرئيس، فأفهم بتعقل ما هو أمامك". سبق أن أُعلن عن المسيح بكونه الرئيس، مائدته وطعامه هما كلمات تعليمه عن الخيرات الأبدية. من يفهم بتعقل ما يعلمه يسوع بأعماله وكلماته يمد يده التي تعني أعماله ويبدأ أن يظهر أنه يتمثل بالمسيح، فيصير متواضعًا، مسالمًا، محبًا للجميع، صبورًا في التجارب. من لا يفعل هذا، بل عوض هذا يتطلع بشغفٍ نحو ملذات العالم يلزمه أن يكف عن الرغبة في الخيرات الزمنية سمة الحياة الباطلة، ومن يحبها لن ينعم بالمقتنيات الأبدية. القديس يوحنا الذهبي الفم إن جلست على مائدة هذا الرسول صاحب السلطان لتفهم بتعقل ما هو الموضوع أمامك، أي تفهم روحيًا ما يقوله. العلامة أوريجينوس القديس جيروم * أنتم تقتربون من مائدة الحاكم. أنتم المؤمنون تعرفون أية مائدة تقتربون إليها. أية مائدة ملوكية تقتربون إليها. الموضوع أمامكم ليس مائدة من صنع مهارة الطباخين. المسيح نفسه يضع مائدته، ويشبعكم. كونوا فقراء فتنالوا شبعكم. * بالتأكيد هي مائدة عظيمة، حيث يكون رب المائدة نفسه هو الوليمة. لا يُطعم أحد ضيوفه بنفسه طعامًا. لكن المسيح الرب فعل هذا، بكونه هو نفسه المُضيف، وهو نفسه الطعام والشراب. القديس أغسطينوس يليق بالإنسان ألا يكون شرهًا، إنما يأكل لكي يعيش، ولا يعيش لكي يأكل ويتلذذ بالطعام. فكم بالأكثر حين يجلس على مائدة حاكم، فإن جلوسه مع الحاكم أسمى وأكثر لذة من شهوة الطعام. إن كان هذا بالنسبة للجلوس مع الحاكم، فكم حين تكون في حضرة ملك الملوك ورب الأرباب، فإنه ليس من لذة لطعامٍ أو شرابٍ أو انشغالٍ بملبسٍ فاخرٍ أو ترفٍ أو ضحكٍ طائشٍ يسحبنا من عذوبة الجلوس معه. * لتسمعوا إذن يا أحبائي الذين أكتب إليكم، أعني ما يخص المتوحدين والرهبان والبتوليين والقديسين. قبل كل شيء يليق بالإنسان الذي وُضع عليه النير أن يكون ثابتًا في إيمانه. وكما كتبت إليكم في الرسالة الأولى أنه يجب أن يكون غيورًا في الصوم والصلاة، حارًا في محبة المسيح، متواضعًا وديعًا وحكيمًا. ليكن حديثه هادئًا مبهجًا، وفكره مخلصًا مع الجميع. ليزنْ الكلمات التي ينطق بها، ويصنع سياجًا لفمه يصرفه عن الكلمات المضرة، ويبتعد تمامًا عن الضحك الطائش. ليته لا يحب بهرجة الثياب، ولا يليق به أن يطيل شعره ويزينه ويدهنه بعطور. ليته لا يجري وراء الولائم، ولا يرتدي ثيابًا فاخرة. لا يتجاسر ويشرب المزيد من الخمر. القديس أفراهاط يعطينا دانيال ورفقاؤه الشبان الثلاثة أمثلة حيَّة لعدم اشتهاء أطايب الملك. فإذ لم ينغمسوا في الأطايب "أعطاهم الله معرفة وعقلًا في كل كتابة وحكمة، وكان دانيال فهيمًا بكل الرؤى والأحلام" (دا 1: 27). * لا توجد حدود للنهم الذي يمارسه هؤلاء الناس. بالحق في الاختراع المستمر لكثرة من الحلويات الجديدة والبحث عن وصفات للأطعمة، يتحطمون وسط الفطائر والكعك بالعسل والحلويات... إن إنسانًا من هذا النوع (نهم) ما هو إلا فم ضخم... أما بالنسبة لنا نحن الذين نطلب الطعام السماوي، فيلزمنا أن نضبط بطوننا، ونحفظها تحت مراقبة السماء. القديس إكليمنضس السكندري أنبا أنطونيوس الكبير القديس الأنبا إشعياء القديس الأنبا بيشوي يوحنا تلميذ القديس برصنوفيوس 4 لاَ تَتْعَبْ لِكَيْ تَصِيرَ غَنِيًّا. كُفَّ عَنْ فِطْنَتِكَ. 5 هَلْ تُطَيِّرُ عَيْنَيْكَ نَحْوَهُ وَلَيْسَ هُوَ؟ لأَنَّهُ إِنَّمَا يَصْنَعُ لِنَفْسِهِ أَجْنِحَةً. كَالنَّسْرِ يَطِيرُ نَحْوَ السَّمَاءِ. لاَ تَتْعَبْ لِكَيْ تَصِيرَ غَنِيًّا. كُفَّ عَنْ فِطْنَتِكَ [4]. يحسب البعض أنه من الفطنة أو الحكمة أن يبذل الناس كل جهدهم أو طاقاتهم لكي يكونوا أغنياء، فيجمعون مالًا بشرهٍ، وليس من شبع داخلي. هؤلاء يجعلون من الثروة إلهًا يتعبدون له، كما أن الشرِّهين يجعلون من بطونهم آلهة. هؤلاء وأولئك يتعبون بلا راحة، ويستخدمهم العالم بدلًا من أن يستخدموه. هَلْ تُطَيِّرُ عَيْنَيْكَ نَحْوَهُ وَلَيْسَ هُوَ؟ لأَنَّهُ إِنَّمَا يَصْنَعُ لِنَفْسِهِ أَجْنِحَةً. كَالنَّسْرِ يَطِيرُ نَحْوَ السَّمَاءِ [5]. يشَّبه الحكيم الجشعين بمن يقيمون أجنحة للثروة، لا لكي تطير بهم إلى الراحة، بل لكي تطير عنهم وتختفي، فلا يجدون ما قد جمعوه. بينما الإنسان القانع والمستخدم العالم حسنًا يحمل جناحي الروح ليطير كما إلى السماء، إذا بالجشع يطير منه كل تعب يديه، ويبقى ملقيًا في العالم في عوزٍ شديدٍ! إذ أُستعبد جيحزي تلميذ إليشع النبي لمحبة المال جرى وراء نعمان السرياني يأخذ منه شيئًا (2 مل 5: 2)، فنال ضعف ما طلبه، لكن التصق به برص نعمان وبنسله أيضًا (2 مل 5: 27). وإذ طمع عخان بن كرمي في رداء شنعاري نفيس ومائتي شاقل فضة ولسان ذهب (يش 7: 21) حلّ غضب الله على الشعب كله بسببه. * لا يمكنك أن تعيش حسب الله، إن كنتَ تحب المال والمسرات الأرضية. القديس أنبا إيسيذورس * إنني أقول لك، يا ابني، إنّ كل عملٍ رديء هو في هذين الأمرين: الزنى ومحبة المال، مع أنّ الزنى رديءٌ جدًّا، وبعد وقتٍ قليل يُشيح الإنسان بوجهه عنه ويشمئز منه بسبب رائحته الكريهة. أما محبة المال فتأتي من التكديس، وعندما تأتي تكون حلوةٌ لك، لأنها شرهة لا تشبع، لأجل هذا يجب أن يختم الإنسان أبواب كنيسة البرية وأبواب الأموات بالخوف من قوات هذا الزمان، لأنه في الحقيقة سيقوم أناسٌ معينون يبحثون ويستقصون عن ميراث الذين يرقدون ناسين هذا المكتوب: "إذا أتى الغِنى فلا تضعوا عليه قلوبكم" (مز 62: 10) LXX، وهذا ما يقول عنه الرسول: "محبة المال أصلٌ لكل الشرور" (1 تي 6: 10). القديس مقاريوس الكبير 6 لاَ تَأْكُلْ خُبْزَ ذِي عَيْنٍ شِرِّيرَةٍ، وَلاَ تَشْتَهِ أَطَايِبَهُ، 7 لأَنَّهُ كَمَا شَعَرَ فِي نَفْسِهِ هكَذَا هُوَ. يَقُولُ لَكَ: «كُلْ وَاشْرَبْ» وَقَلْبُهُ لَيْسَ مَعَكَ. 8 اللُّقْمَةُ الَّتِي أَكَلْتَهَا تَتَقَيَّأُهَا، وَتَخْسَرُ كَلِمَاتِكَ الْحُلْوَةَ. 9 فِي أُذُنَيْ جَاهِل لاَ تَتَكَلَّمْ لأَنَّهُ يَحْتَقِرُ حِكْمَةَ كَلاَمِكَ. لاَ تَأْكُلْ خُبْزَ ذِي عَيْنٍ شِرِّيرَةٍ، وَلاَ تَشْتَهِ أَطَايِبَهُ [6]. مع محبتنا لكل البشرية من كل القلب، يلزم أن تكون هذه المحبة في الرب، نمارسها بروح الحكمة، فتكون لبنياننا وبنيان الآخرين. أما من يصادق الأشرار ليشاركهم ملذاتهم وشهواتهم، فإنه يدفع بحياته نحو الهلاك. * حكيم هو هذا الذي يمنعنا من أن نأكل في صحبة إنسانٍ حاسدٍ، وفي إشارته إلى هذه الصحبة على المائدة، ينطبق هذا على كل علاقة اجتماعية أخرى أيضًا. فكما يجب أن نكون حذرين في الأمور المادية التي يمكن بسهولة أن تلتهب، فنبتعد قدر المستطاع عن النار، هكذا يليق بنا أن نكف ما استطعنا عن إقامة صداقة في كل الدوائر التي يكون فيها الحاسدون أعضاء. بفعلنا هذا نُبعد أنفسنا عن مجال رماحهم. فإننا نُصطاد في متاعب الحسد فقط عندما نقترب منه. القديس كيرلس الكبير يَقُولُ لَكَ: "كُلْ وَاشْرَبْ" وَقَلْبُهُ لَيْسَ مَعَكَ [7]. يدعونا الحكيم إلى الهروب من مائدة الشرير، لأنه وهو يقدم لك الأكل والشرب لا يحمل في داخله حبًا حقيقيًا، إنما ما يشغله هو تكلفة المائدة التي قدمها لك، أو كيف يستغل تقديم الوليمة لدفعك للشر, اللُّقْمَةُ الَّتِي أَكَلْتَهَا تَتَقَيَّأُهَا، وَتَخْسَرُ كَلِمَاتِكَ الْحُلْوَةَ [8]. إذ يكتشف الإنسان أن الصديق الشرير يقدم مائدته لا قليه، وأن كلماته المعسولة تخفي مشاعر سيئة لا يطيق الطعام المُقدم له بل يتقيأه. * لا تُفسد وصية الله من أجل صداقة أحدٍ. القديس أنطونيوس الكبير القديس مار أفرام السرياني * لنتبع الصداقات التي حسب الروح، لأنها قويَّة ويصعب حلها، وليس الصداقات التي تقوم حول المائدة. القديس يوحنا الذهبي الفم * لا ترتبط بصداقةٍ مع أي إنسانٍ إلاّ مع إخوتك الفقراء، لا تُسرع نحو أي إنسان لكي يعمل لك خيرًا، بل أسرع إلى الله وحده واهتم بخدمته، إنه هو الذي يضمّك في أحشاء أبوّته. أما أنت فاحترس من الدالّة مع الناس، ولا تكن دالّتك كلها إلاّ بينك وبين الله. لا تُسرع نحو أي إنسانٍ لكي تستمتع بالراحة في دالّتك معه، لا تكن لك دالّة على مسكنه، ولا تمكث عنده دون أن تتلقّى أمرًا بذلك حتى لا تكون ثقيلًا عليه. يا أخي، إذا أردتَ أن تكون في راحةٍ كل حياتك، وأن تكون أفكارك متحدةً بالله كل ساعةٍ، اِحترس من الدالّة مع الناس. القديس مقاريوس الكبير لأَنَّهُ يَحْتَقِرُ حِكْمَةَ كَلاَمِكَ [9]. الإنسان الأحمق المُصر على حماقته في عنادٍ، يسد أذنيه عن الاستماع لأية مشورة، لهذا يليق بالحكيم ألا يفسد وقته بتقديم نصائح له. وكما يقول السيد المسيح: "لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها، وتلتفت فتمزقكم" (مت 7: 6). * يمكننا أن نفهم القُدْس والدُرَر على أنها شيء واحد، دُعي قُدسًا بسبب الالتزام بعدم إفساده، ودُررًا بسبب الالتزام بعدم الازدراء به. فالإنسان يفسد ما لا يرغب في إبقائه سليمًا، ويزدري بما يحسبه تافهًا ومنحطًا. لذا يُقال عن الشيء المحتقر أنه مدوس بالأقدام. يقول الرب: "لا تعطوا القدس للكلاب"، لأن الكلاب تهجم على الشيء لتمزّقه، حتى وإن كان هذا الشيء لا يمكن تمزيقه أو إفساده أو تدنيسه. . إذن لنفكِّر فيما يرغبه هؤلاء المقاومين للروح بعنف وعداء شديد. إنهم يرغبون في تدمير الحق الذي لا يُمكن تدميره. أمّا الخنازير فتختلف عن الكلاب، فهي لا تهاجم لتمزّق بأسنانها، لكنها تدنّس الشيء إذ تدوسه بأقدامها في طياشة... إذن لنفهم أن "الكلاب" تُشير إلى مقاومي الحق، "والخنازير" إلى محتقريه. القديس أغسطينوس الأب نسطور لاَ تَنْقُلِ التُّخْمَ الْقَدِيم،َ وَلاَ تَدْخُلْ حُقُولَ الأَيْتَامِ [10]. لأَنَّ وَلِيَّهُمْ قَوِيٌّ. هُوَ يُقِيمُ دَعْوَاهُمْ عَلَيْكَ [11]. من يظلم الأرامل والأيتام والضعفاء والعاجزين عن الدفاع عن أنفسهم، يتحدى الله نفسه خالقهم ووليهم الحي. فهو يقيم دعواهم، ويدافع عنهم، ويرد لهم حقوقهم. قتلت الملكة إيزابل المسكين نابوت اليزرعيلي، وورثت كرمه (1 مل 21)، وظنت أنه ليس من يقدر أن يدافع عنه، لكن الكلاب أكلتها في ذات حقل يزرعيل الذي اغتصبته (2 مل 9). 5. طلب الأدب والمعرفة 12 وَجِّهْ قَلْبَكَ إِلَى الأَدَبِ، وَأُذُنَيْكَ إِلَى كَلِمَاتِ الْمَعْرِفَةِ. 13 لاَ تَمْنَعِ التَّأْدِيبَ عَنِ الْوَلَدِ، لأَنَّكَ إِنْ ضَرَبْتَهُ بِعَصًا لاَ يَمُوتُ. 14 تَضْرِبُهُ أَنْتَ بِعَصًا فَتُنْقِذُ نَفْسَهُ مِنَ الْهَاوِيَةِ. وَجِّهْ قَلْبَكَ إِلَى الأَدَب،ِ وَأُذُنَيْكَ إِلَى كَلِمَاتِ الْمَعْرِفَةِ [12]. يرى كيل Kail وديلتيش Deiltesch أن هذا المثل هو مختصر أو صدى لما ورد في (أمثال 22: 17-21)، أما "كلمة "أدب" هنا ففي رأيهما أنها تشير إلى التأديب، سواء من قبل الله أو البشر باعتدال. هذه النصيحة عامة، موجهه إلى الكبار كما إلى الصغار، إلى الذين يحتاجون إلى التعلم أو المتعلمين بالفعل. كلنا في حاجة إلى خطة الله ومعاملاته معنا حتى عندما تبدو حازمة، كما في حاجة إلى آباء مرشدين لنميل بآذاننا إلى كلمات المعرفة بروح التواضع. في حديث القديس غريغوريوس رئيس متوحدي قبرص يشبه هذه المعرفة المقدسة بالناف (الجزء من المحراث الذي يوضع على عنق الثور)، بدونه لن تُحرث أرض القلب لتحمل ثمار الروح. * الناف الذي يكد به هؤلاء الفلاحون القديسون هو المعرفة المقدسة المركبة من ثلاث فضائل إلهية، وهي المحبة والصوم والصلاة، أو الإيمان والرجاء والمحبة، والطريق الذي يسير فيه هذا المحراث لشق الأرض هو التواضع المحبوب عند الله، الذي ترتعب منه جميع صفوف الشياطين، تلك الفضيلة التي لم تستطع الشياطين أن تدخل إليها. القديس غريغوريوس القبرصي القديس إسطفانوس الطيبي للقديس هيبريشيوس الكاهن فردوس الآباء القديس برصنوفيوس لأَنَّكَ إِنْ ضَرَبْتَهُ بِعَصًا لاَ يَمُوتُ [13]. تَضْرِبُهُ أَنْتَ بِعَصا، فَتُنْقِذُ نَفْسَهُ مِنَ الْهَاوِيَةِ [14]. التأديب بحكمة وحب نافع للأبناء، فإنهم وإن تألموا يسيرًا إلى حين، لكن يحفظهم من السقوط في الهاوية. الله في أبوته لنا يؤدبنا، ليس انتقامًا، بل عطفًا علينا، وترفقًا بنا لأجل بنياننا، إذ يقول الحكيم: "لأن الذي يحبه الرب يؤدبه، وكأب بابنٍ يسر به" (أم 12:3). فالحزم في الأبوة يختلف عن القسوة التي بلا أبوة، إذ تنبع عن حب صادق. يلزم أن نضع في اعتبارنا أنه قبل أن نؤدب يتسع قلبنا بالحب كقول القديس أغسطينوس: [التوبيخ يجب أن تسبقه الرحمة لا الغضب.] * الإصلاح بالتأديب، كما يدعى اسميهما (أي الإصلاح والتأديب)، هو ضربات لها تأثيرها على النفس، فتحد من الخطية، وتحرس من الموت، وتقود المُستعبدين بواسطة الرذيلة إلى ضبط النفس. القديس إكليمنضس السكندري القديس باسيليوس الكبير لا تخافوا من انتهارهم وتعليمهم بهيبة، لأنكم لا تقتلونهم إذا علمتموهم بل تحبونهم. 6. الصديق يفرح قلب أبيه يَا ابْنِي إِنْ كَانَ قَلْبُكَ حَكِيمًا، يَفْرَحُ قَلْبِي أَنَا أَيْضًا [15]. وَتَبْتَهِجُ كِلْيَتَايَ، إِذَا تَكَلَّمَتْ شَفَتَاكَ بِالْمُسْتَقِيمَاتِ [16]. بعد أن تحدث عن ضرورة تأديب الأبناء، فلئلا يظن الأبناء أن في هذا نوعًا من استخفاف الآباء بهم أو احتقار لتفكيرهم، أو كتم لأنفاسهم، يقدم لنا خبرته الشخصية من جهة أبنائه. إنه يفرح بحكمتهم، ويتهلل قلبه بنجاحهم باستقامة حياتهم. هذه هي مشاعر سليمان من جهة أبنائه، فكم بالأكثر تكون مشاعر الله وفرحه بحكمة أولاده. إنه يهب أولاده الحكمة، ويعود فيفتخر بحكمتهم واستقامة قلوبهم. هنا يحث الأبناء على عدم الغضب حينما يسقطون تحت التأديب الإلهي أو تأديب والديهم. ولماذا نتكلم عن فرح الله والوالدين بالأبناء المستقيمي القلب، فإنه حتى الملائكة تفرح بهم، كما تظهر من رؤيا القديس أنبا أنطونيوس عند انتقال القديس أنبا بولا. * الراهب المصلوب الذي يموت كل يوم يقتني نعمة عظيمة، لأن الملائكة تفرح به عند استقباله في ملكوت السماوات. * يا لفرح الملائكة حين يرون خاطئًا يدخل ملكوت السماوات بتوبته! ويا لبهجة القديسين حين يجدون خاطئًا يرتد عن ضلاله! فبعد أن تقتدي بإيمانهم، اطلب باجتهاد البهجة التي تتبع ذلك. القديس هيبريشيوس الكاهن "السلام للقائك بالقديسين يا بولا رجل الله. تتهلل الملائكة معك. إنك ستفرح في السماوات. تركتَ عنك الظلمة، وانطلقتَ إلى فردوس النعيم. تركتَ عنك الحزن إلى الفرح الذي ليس له انقضاء. تركتَ عنك البكاء، وستمضي إلى الفرح الأبدي. لأنك صرتَ مطوَّبًا في جيلك، وذكرك على ممر الأجيال. أنت رجل الله، طوباك ثم طوباك". فردوس الآباء فردوس الآباء 17 لاَ يَحْسِدَنَّ قَلْبُكَ الْخَاطِئِينَ، بَلْ كُنْ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ الْيَوْمَ كُلَّهُ. 18 لأَنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْ ثَوَابٍ، وَرَجَاؤُكَ لاَ يَخِيبُ. لاَ يَحْسِدَنَّ قَلْبُكَ الْخَاطِئِينَ، بَلْ كُنْ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ الْيَوْمَ كُلَّهُ [17]. يحسد البعض الأشرار الذين ينجحون، لكن من يتمتع بمخافة الرب يدرك أنه نجاح الأشرار مؤقت لا يدوم، وأنهم إن لم يرجعوا إلى الرب يهلكون. أما من يضع رجاءه في الرب بروح التقوى ومخافة الرب فحتمًا يكافأ في حينه. * ثلاثة أشياء يفرح بها القلب: تمييز الخير من الشر، والتفكير في الأمر قبل أن يتم، والبعد عن المكر. وثلاثة أشياء تنير العقل: الإحسان إلى مَنْ أساء إليك، والصبر على ما يحلّ بك من أعدائك، وترك النظر والحسد لمن يتقدّمك في الدنيا. القديس أنبا أرسانيوس * ليس شيء يعلو على مخافة الرب، لأنها تسود على كل شيء، وبخوف الرب يحيد كل واحدٍ عن كل الشرور، فلنقتن لنا هذا الخوف ولنحِدْ عن كل ما لا يريده الله، ونجرِّب كل ما يرضيه ونحفظه ولا نفعل شيئًا يحُزنه، ونعلم أن كلَّ ما نفعله ينظر هو إليه ولا تخفى عليه خافيةً. القديس مقاريوس الكبير القديس أفراهاط وَرَجَاؤُكَ لاَ يَخِيبُ [18]. في الوقت الذي فيه يحذرنا الحكيم من حسد الأشرار على ما نالوه من تقدمٍ أو نجاحٍ أو وفرة خيراتٍ، لأنها أمور مؤقتة، يطلب منا أن نركز أنظارنا على الرجاء في نوال الميراث الأبدي والنجاح الحقيقي والنصرة الدائمة. فالمؤمن الحقيقي يفتح له الرجاء أبواب السماء أمام عينيه، فيعيش متهللًا تحت كل ظروف الحياة، مهما بدت قاسية. إنه واثق في غنى نعمة الله، وإمكانية التمتع بحياة النصرة. * لا تجبن أيها الراهب العمّال بالفضائل، وتقول في قلبك: إن أعدائي قد اصطادوني صيدًا مثل العصفور مجانًا. لتعلم أن غلبة يسوع معك كل حين، واصرخ بالفرح، وقل: الرب عوني ممن أخاف؟ اقرع باب تحننه، فيجيبك سريعًا. أطلب منه سؤالك بإيمان، وهو يعطيك مراحمه أضعافًا كثيرة، ولا تقل إني لا أستطيع العمل. * الذي يجفف كل زروع الشيطان هو الصلاة مع الرجاء بالله. * إن حلّ بهم (بالمؤمنين) شيطان الكآبة فليتعزوا بمواعيد ربنا، وينظروا في رجاء غنى الروح، ويسلموا أنفسهم لمواعيد الفرح. بهذا تعبر عنهم أحزان الكآبة بمعونة الله، ويحل فرحه في نفوسهم. * اهربوا من مشورات شيطان الكآبة ومن قطع الرجاء، واسمعوا بحبٍ لهذه الإفرازات التي وضعناها لكم: المسيح رحوم، فاطلبوه من كل قلوبكم، وتقووا، وهو يشفي أوجاع أجسادكم وأمراض نفوسكم. لا تخف أيها العَمَّال، ولا ترتعب من تهديد الشياطين. فإنهم يتشتتون أمام قوة الفضيلة. يا من غُلب من الشياطين، اعمل وعش، ولا تقطع رجاءك. إن كنت قد أخطأت كاللص، فأصرخ إلى سيدنا: "أذكرني"، فتحيا؛ أو سقطت كالزانية، فاخرج في طلب رحمة ربنا فتدركها. لا تخف ولا تهدأ عن طلب الرحمة أهرب من أفكار قطع الرجاء. القديس غريغوريوس القبرصي 8. شرب الخمر19 اِسْمَعْ أَنْتَ يَا ابْنِي، وَكُنْ حَكِيمًا، وَأَرْشِدْ قَلْبَكَ فِي الطَّرِيقِ. 20 لاَ تَكُنْ بَيْنَ شِرِّيبِي الْخَمْرِ، بَيْنَ الْمُتْلِفِينَ أَجْسَادَهُمْ، 21 لأَنَّ السِّكِّيرَ وَالْمُسْرِفَ يَفْتَقِرَانِ، وَالنَّوْمُ يَكْسُو الْخِرَقَ. اِسْمَعْ أَنْتَ يَا ابْنِي وَكُنْ حَكِيمًا، وَأَرْشِدْ قَلْبَكَ فِي الطَّرِيقِ [19]. بروح الأبوة الحانية يعلن الحكيم أنه لا يطلب حرمان ابنه من شيءٍ، لكنه حين يمنعه من إدمان الخمر أو الإسراف في الملذات الجسدية، إنما بغية أن يسلك ابنه بالحكمة في الطريق المستقيم، لصالح جسده ونفسه وروحه. إنه يحذره من صحبة السكيرين والمنغمسين في الإسراف والملذات، فإن صحبة الأشرار تدفع إلى مشاركتهم شرورهم. لاَ تَكُنْ بَيْنَ شِرِّيبِي الْخَمْر،ِ بَيْنَ الْمُتْلِفِينَ أَجْسَادَهُم [20]. لأَنَّ السِّكِّيرَ وَالْمُسْرِفَ يَفْتَقِرَانِ، وَالنَّوْمُ يَكْسُو الْخِرَقَ [21]. يرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص أنه يليق بالمؤمن أن يطيع وصية السيد المسيح بأن يخلع الثوب العتيق (مر21:2)، الثوب المهلهل الذي يرتديه من يسكر بالخمر والزانية (أم 21:23) لكي يرتدي الثوب الجديد، ثوب النقاوة والخلود، على شبه ثوب السيد المسيح الذي ظهر به في تجليه * قال الآباء:"حيث يكون شرب الخمر... لا توجد حاجة إلى شيطان". * قال شيخ: "جيدٌ أن يوجد اسمك مكتوبًا في بيوت المساكين والأرامل والضعفاء أفضل من أن يوجد مكتوبًا في بيوت باعة الخمر. وجيد أن يكون فمك نتن الرائحة بسبب شدّة الصوم أفضل من أن تكون رائحته خمر". * كان الرهبان يحتفلون بأحد الأعياد في الإسقيط، وأعطوا أحد الشيوخ كأسًا من الخمر، فرفضها قائلًا: "ابعدوا هذا الموت عني". فلما رأى الآخرون الذين كانوا يأكلون معه ما فعله رفضوا هم أيضًا أن يأخذوا من الخمر. فردوس الآباء القديس باسيليوس الكبير اِسْمَعْ لأَبِيكَ الَّذِي وَلَدَك،َ وَلاَ تَحْتَقِرْ أُمَّكَ إِذَا شَاخَتْ [22]. قيل عن السيد المسيح: "مع كونه ابنًا تعلم الطاعة مما تألم به" (عب 8:5). ونحن كأعضاء جسده، إذ نتحد به، نُحسب بالحق مطيعين، إذ نحمل شركة سماته. من جانب آخر نفهم الطاعة لا كخنوعٍ ومذلةٍ أو تقليلٍ من شأننا بل هي اتحاد مع المسيح الذي أطاع الآب وهو واحد معه في الجوهر، وأطاع القديسة مريم والقديس يوسف وهما من صنع يديه. هكذا نفهم الطاعة الحقيقية اتحادًا مع السيد المسيح ونضوجًا. * يقول الكتاب "كان خاضعًا لهما". فلِمَنْ كان يسوع خاضعًا؟! ألم يكن خاضعًا لأبويه؟! فبكونه ابن الإنسان خضع لكل من أبويه (القديس يوسف أبيه حسب الشريعة، والقديسة مريم والدته)... ليعلم الأبناء وصاياهم: وهي الطاعة والخضوع لآبائهم. فقد كان العالم خاضعًا للمسيح، وكان المسيح خاضعًا لأبويه. القديس أغسطينوس اِقْتَنِ الْحَقَّ وَلاَ تَبِعْهُ، وَالْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ وَالْفَهْمَ [23]. * ليتنا نجوع للبرّ فنشبع (مت 5: 6) من مائدة ملكوته. لنكن ملح الحق، فلا نصير طعامًا للحية. لننقِ زرعنا من الأشواك، فنأتي بثمرٍ مئة ضعف (لو 8: 7-8). لنُقم بنياننا على الصخرة (مت 7: 24)، فلا يتزعزع بسبب الرياح والأمواج. لنكن آنية للكرامة (2 تي 2: 21)، فيطلبنا الرب لاستخدامنا له. لنبع كل ما لَنَا ونشترِ لأنفسنا اللؤلؤة (مت 13: 46)، فنغتني. * لنمنطق أحقاءنا بالحق، فلا نوجد ضعفاء في القتال. القديس أفراهاط أَبُو الصِّدِّيقِ يَبْتَهِجُ ابْتِهَاجًا، وَمَنْ وَلَدَ حَكِيمًا يُسَرُّ بِهِ [24]. يَفْرَحُ أَبُوكَ وَأُمُّكَ، وَتَبْتَهِجُ الَّتِي وَلَدَتْكَ [25]. عندما تغيرت حياة شاول الطرسوسي وتمتع بالحياة الجديدة المقدسة، يقول: "فكانوا يمجدون الله فيَّ" (غل 1: 24). هذا هو موقف الكنيسة التي تهللت بحياة شاول (بولس الرسول) الذي صار ابنًا لها. بنفس الروح تمتلئ قلوب الوالدين بفرحٍ لا يُعبر عنه عندما يرون في أولادهم برّ المسيح وحكمة الله عاملين في حياتهم، وتنتعش نفوسهم، إذ يرون الله قد استمع إلى صلواتهم عن أبنائهم، وقدس حياتهم، ونزع عنهم عادات خاطئة كانوا يمارسونها. 12. تسليم القلب يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَك،َ وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي [26]. أقصى ما يريده الله منا هو القلب، ففي العهد القديم قُدم لنا الناموس منقوشًا على حجارة، لعل قلوبنا الحجرية تلتقط شيئًا من الناموس الإلهي، أو يترك الناموس بصماته على قلوبنا. وإذ لم يحدث هذا قدم لنا إنجيل العهد الجديد ناموسًا منحوتًا بالروح القدس على قلوبنا. "اجعل نواميسي في أذهانهم، واكتبها على قلوبهم" (عب 10:8). لهذا إذ يصرخ الكاهن: "ارفعوا قلوبكم"، يترنم الشعب متهللًا: "هي عند الرب". * في داخلكم إما معرفة الحق أو جهل، الابتهاج بالفضيلة أو الرذيلة، بهذا نعد قلوبنا إما لملكوت المسيح أو ملكوت إبليس. الأب موسى القديس أغسطينوس لأَنَّ الزَّانِيَةَ هُوَّةٌ عَمِيقَةٌ، وَالأَجْنَبِيَّةَ حُفْرَةٌ ضَيِّقَةٌ [27]. هِيَ أَيْضًا كَلِصٍّ تَكْمُنُ، وَتَزِيدُ الْغَادِرِينَ بَيْن النَّاسِ [28]. ليس من فضيلة أعظم من الطهارة والنقاوة، فيرى الإنسان في الجنس الآخر إخوة أو أخوات، يحترمهم كأشخاصٍ، وليسوا موضوع إشباع لشهواته الشريرة. لذا يليق بالإنسان أن يهرب من العثرة، حتى لا يسقط في الزنا، ولو بالفكر أو حتى في الأحلام، أو فيما بعد في لحظات ضعفه. عدو الخير يود إن أمكن أن يفسدٍ طهارة كل إنسانٍ، حتى وإن كان ناسكًا متوحدًا. * يقارن سليمان محبة مثل هذه المرأة بهوة عميقة. إنها تدعو من يحبها أعرج عندما تراه قد فقد كل ممتلكاته (أي تسخر به وبالفقر الذي حلّ به بسببها). ولا تقف عند هذا، وإنما تقاومه بكل جهدها دون توقف وتتسبب في انهياره، وتسخر به، وتسبب له متاعب كثيرة، الأمور التي لا يمكن لكلمات أن تصفها. القديس يوحنا الذهبي الفم القديس نيلوس السينائي الأنبا بلاّ فردوس الآباء فإذا ما استطاع أن يدنس النفس، يبتدئ يهيئها لقول بعض الأحاديث (الشريرة) والاستماع إليها حتى يبدو كما لو أن العمل (الشرير) ذاته ماثل أمام أعينهم. * شيطان المجد الباطل يضاد شيطان الزنا. ولا يسوغ للاثنين أن يقاتلا النفس سويًا. لأن أحدهما يعد بالكرامة والشرف، والثاني يجلب العار. لذلك إذا اقترب إليك أحدهما وبدأ يقلقك، استدعِ إلى عقلك ما تعرضت له من أفكار الشيطان المضاد، فإذا نجحت فيما يقوله المثل عن إخراج مسمارٍ بمسارٍ، فأعلم أنك في الطريق لكي تكون بلا هوى (غير شهواني) إذا أثبت عقلك أنه قادر على إبعاد مشورات الشيطان الخاصة بالأفكار البشرية. لكن بطبيعة الحال، لو أنك استطعت أن تطرد فكر المجد الباطل بواسطة التواضع، وفكر الزنا بواسطة العفة، فهذه علامة أنك "غير شهواني". حاول أيضًا أن تفعل هذا مع كل الشياطين وأضدادها، واطلب من الله أن يعينك ويساعدك، لكي تطرد عنك الأعداء بالمنهج الثاني (الالتجاء إلى التواضع والعفة إلخ.) القديس مار أوغريس البنطي 29 لِمَنِ الْوَيْلُ؟ لِمَنِ الشَّقَاوَةُ؟ لِمَنِ الْمُخَاصَمَاتُ؟ لِمَنِ الْكَرْبُ؟ لِمَنِ الْجُرُوحُ بِلاَ سَبَبٍ؟ لِمَنِ ازْمِهْرَارُ الْعَيْنَيْنِ؟ 30 لِلَّذِينَ يُدْمِنُونَ الْخَمْرَ، الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي طَلَبِ الشَّرَابِ الْمَمْزُوجِ. 31 لاَ تَنْظُرْ إِلَى الْخَمْرِ إِذَا احْمَرَّتْ حِينَ تُظْهِرُ حِبَابَهَا فِي الْكَأْسِ وَسَاغَتْ مُرَقْرِقَةً. 32 فِي الآخِرِ تَلْسَعُ كَالْحَيَّةِ وَتَلْدَغُ كَالأُفْعُوانِ. 33 عَيْنَاكَ تَنْظُرَانِ الأَجْنَبِيَّاتِ، وَقَلْبُكَ يَنْطِقُ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ. 34 وَتَكُونُ كَمُضْطَجعٍ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ، أَوْ كَمُضْطَجعٍ عَلَى رَأْسِ سَارِيَةٍ. 35 يَقُولُ: «ضَرَبُونِي وَلَمْ أَتَوَجَّعْ! لَقَدْ لَكَأُونِي وَلَمْ أَعْرِفْ! مَتَى أَسْتَيْقِظُ؟ أَعُودُ أَطْلُبُهَا بَعْدُ!». لِمَنِ الْوَيْلُ؟ لِمَنِ الشَّقَاوَةُ؟ لِمَنِ الْمُخَاصَمَاتُ؟ لِمَنِ الْكَرْبُ لِمَنِ الْجُرُوحُ بِلاَ سَبَبٍ؟ لِمَنِ ازْمِهْرَارُ الْعَيْنَيْنِ؟ [29] يقدم لنا الحكيم ستة أسئلة مقتضبة، وتأتي الإجابة عليها في الآيات التالية حيث تقدم وصفًا مرعبًا لحياة الإنسان السكير. لِلَّذِينَ يُدْمِنُونَ الْخَمْر،َ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي طَلَبِ الشَّرَابِ الْمَمْزُوجِ [30]. لاَ تَنْظُرْ إِلَى الْخَمْرِ إِذَا احْمَرَّتْ، حِينَ تُظْهِرُ حِبَابَهَا فِي الْكَأْسِ، وَسَاغَتْ مُرَقْرِقَةً [31]. * بالإشارة إلى حمرة العينين -علامة الموت- واضح أن فقاعة الخمر هي بالفعل موت عن الكلمة والعقل. إنها تعلن عن موته عن الرب. إذ ينسي الإنسان الدوافع التي تدفعه لطلب الحياة الحقيقية، يُسحب منحدرًا إلى الفساد. لهذا فإنه بسبب صالح يمنعنا المعلم المهتم بخلاصنا بصرامة: "لا تشربوا الخمر للسُكر". القديس إكليمنضس السكندري * الذين يريدون أن يكونوا هكذا (سكيرين)، يحاولون بطريقة بائسة إن يجدوا لأنفسهم عذرًا. يقولون: الشخص صديقي سيكون متضايقًا إن لم أقدم له ما يريده ليشرب عندما أدعوه في وليمة. [لكنني أقول لك] لا يكن لك صديق يريد أن يجعلك غير مُسر لله، فإنه هو عدو لنفسه كما لك. إن جعلت نفسك كما آخر سكيرين، فإنه يكون لك إنسان كصديقٍ، والله كعدوٍ لك. الأب قيصريوس أسقف آرل وَتَلْدَغُ كَالأُفْعُوانِ [32]. السكر هو أحد الضربات الكبرى التي تصيب البشرية، ويسبب لها شقاءً. ومع إدراك الكل لخطورته إلا أنه يجتذب الكثيرين، ويضللهم. يشبهه الحكيم بحية سامة يحتضنها الإنسان فتهلكه. * قيل عن أنبا بفنوتيوس إنه لم يشرب الخمر حتى ولو كان مريضًا. * سأل إخوة شيخًا: "ما معنى قول أنبا شيشوي إن الكأس الثالثة من الشيطان؟" فقال الشيخ: "ذلك لعلمه أنّ الكثرة هي سبب جميع الخطايا: الشتيمة والضرب والزنى وبقية الأوجاع. ولذلك فعلينا أن نتجنّب شرب الخمر ليس بسبب الأوجاع فحسب، بل وأيضًا لأجل ما يجلبه من الانبساط في قلوبنا، فيجد الشياطين الفرصة ليجذبوننا إلى الخطية، ويحرموننا من الطوبى التي وعد بها ربنا للحزانى. لقد انعزل المتوحدون لينوحوا في كل حين ويتعبوا في كل عمل، لأنهم بحزنٍ كثير يقدرون أن يحفظوا نفوسهم من خداع الشياطين وكثرة القتال، فكيف يشربون خمرًا كثيرًا يفرِّح قلوبهم ويفكّ ختومهم ويسقطون في خطايا العلمانيين السُكارى؟! فردوس الآباء وَقَلْبُكَ يَنْطِقُ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ [33]. السُكر يلهب في الإنسان شهوات جسدية تفقده طهارته واستقامة حياته. كما تبعث في أعماقه حالة اضطراب وعدم توازن، كثيرًا ما تنعكس حتى على سلوكه، فتفقده توازنه. * مَنْ يسمح لنفسه أن يشرب خمرًا لا يمكنه أن يتخلّص من هجوم الأفكار وقباحة الأعمال، لأنّ لوط لما أكرهته ابنتاه وسكر من الخمر صار من السهل على الشيطان أن يُسقِطه في فعل الزنى القبيح. أنبا إيسيذورس فردوس الآباء أَوْ كَمُضْطَجِعٍ عَلَى رَأْسِ سَارِيَةٍ [34]. السكير يشبه إنسانًا يضطجع في وسط أمواج البحر، أو يسند رأسه على رأس سارية، فلن يجد راحة ولا يشعر بأمان، مع أنه غالبًا ما يبرر التجاءه للسكر بأنه هروب من المشاكل والمتاعب التي تلاحقه. يَقُولُ: "ضَرَبُونِي وَلَمْ أَتَوَجَّعْ. لَقَدْ لَكَأُونِي وَلَمْ أَعْرِفْ. مَتَى أَسْتَيْقِظُ أَعُودُ أَطْلُبُهَا بَعْدُ!" [35] * كان الآباء الأولون يستصعبون شرب الخمر جدًا، لأنه يجعل الشيوخ كالأطفال عديمي المعرفة، ويحرِّك في الشبان الميل إلى الشهوة الرديئة، والنسّاك يكرهون ذلك بسبب حرب الزنى الصعب. * سُئل أنبا إشعياء: "إذا ألزمني أخٌ أن أشرب معه قدحًا من النبيذ في قلايته، فهل جيد لي أن أذهب معه؟" فأجاب: "اِهرب من شرب الخمر، فتسلم كسلامة الغزال من الوحش. إنّ كثيرين بسبب هذا الأمر اندفعوا إلى السقوط بالأفكار". فردوس الآباء القديس أنبا موسى الأسود * إذ نُضرب بالعمى لا نقدر أن نرى في ذواتنا شيئًا سوى الذنوب الكبيرة، ظانين أنه يلزمنا فقط أن نكون أنقياء من تلك الذنوب وحدها التي تستنكرها القوانين الدنيوية. فإذا ما رأينا أنفسنا قد تحررنا منها إلى حين، نظن أننا قد صرنا بلا خطية تمامًا... فلا نبصر البقع الكثيرة التي تتجمع معًا في داخلنا، وبالتالي لا ننزعها بالانسحاق المُنقذ، ولا نحزن عندما تصيبنا أفكار الغرور، ولا نبكي من أجل صلواتنا التي نرفعها في تراخٍ شديدٍ وفتورٍ. ولا نحسب شرود فكرنا أثناء الترنم بالمزامير والصلوات أنه خطأ. ولا نستحي من تصوراتنا لأمورٍ كثيرةٍ نخجل أن ننطق بها أو نمارسها أمام الناس والتي هي مكشوفة أمام البصر الإلهي. ولا نطهر فساد الأحلام الدنسة بالدموع الغزيرة... ولا نعتقد أن هناك أية خسارة تصيبنا عندما ننسى الله، مفكرين في أمور أرضية فاسدة، بهذا تنطبق علينا كلمات سليمان: "ضربوني ولم أتوجع، لقد لكأُوني ولم أعرف". الأب ثيوناس اعترف الرجل بأنه يشترك معهم في ذلك، عندئذ قال له الشيخ: "يلزمك أن تعرف أنك ستُدان في العالم الآتي عن الجماعة التي تعيش معها هكذا مشتركًا معهم في ربحهم وخسارتهم، فرحهم وحزنهم"... وإذ لم يقتنع بهذا أردف الطوباوي أنطونيوس قائلًا: هذا النوع من الحياة وهذه اللامبالاة ليس فقط تدفع بك إلى الخسارة السابق ذكرها، ولو أنك لا تشعر بها الآن، كما جاء فيسفر الأمثال: "ضربوني ولم أتوجع. لقد لكأُوني ولم أعرف" (أم 35:23)، وجاء في النبي: "أكل الغرباءُ ثروتهُ وهو لا يعرف، وقد رُشَّ عليهِ الشيب وهو لا يعرف" (هو 9:7)، وإنما أيضا يسحبون ذهنك بغير انقطاع نحو الأمور الزمنية، ويغيرونه حسب الظروف. كذلك إذ يقدمون ثمار أيديهم لك ويمدونك بالمئونة، بهذا يحرمونك من تنفيذ وصية الرسول المبارك لأنه عندما قدم آخر وصية لرؤساء كنيسة أفسس أكد لهم أنه بالرغم من مشغوليته بواجباته المقدسة الخاصة بالكرازة بالإنجيل إلا أنه كان يعمل من أجل احتياجاته واحتياجات الذين يعملون معه في الخدمة، قائلًا: "أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خَدَمَتهْا هاتان اليدَان" (أع 34:20). ولكي ترى كيف أنه فعل هذا كمثالٍ لنا يقول في موضع آخر: "إذ أنتم تعرفون كيف يجب أن يُقتدى بنا، لأننا لم نسلك بلا ترتيبٍ بينكم... ليس أن لا سلطان لنا، بل لكي نعطيكم أنفسنا قدوةً، حتى تتمثَّلوا بنا" (2 تس 7:3، 9). الأب إبراهيم يستريح العقل وينام دون أية هموم تقلقه، ولا يحس بأي ألم، حتى إذا ضُرِبَ. يحدث ذلك عندما لا يستطيع أن يرى أمامه الشرور المحدقة به، ولا يدري بتلك التي قد ارتكبها. إن هذه النفس تتدافع عليها الشرور، ولا تشعر بمغريات الرذائل، ولا تريد حتى أن تنهض للدفاع. في نفس الوقت تود أن تكون يقظة فقط، لكن لتَجِدَ الخمر ثانية. بمعنى أنها وهي مثقلة في نومٍ واهن ومتذبذب لا يسمح لها بأن تراقب ذاتها وتحرسها، تحاول أن تستيقظ فقط لكي تنغمس في هموم هذا العالم وتسكر بملذاته. إنها تنام في الوقت الذي ينبغي فيه أن تصحو في يقظة، وعندما تصحو لا تسعى وراء ما ينبغي، بل وراء أمورٍ أخرى دنيوية. لأجل ذلك جاء بالمكتوب من قبل: "وتكون كمُضْطَجِعٍ في قلب البحر، أو كمُضْطَجِعٍ على رأس سارية" (أم 23: 34). الإنسان الذي يهمل حروب الآثام التي تقوم عليه وكأنها أمواج تلاطم قمم الجبال، يغض نومًا وسط بحرٍ من التجارب العالمية. البابا غريغوريوس (الكبير) هب لي أن أصير على صورتك! * الجلوس مع الحكام يستلزم الوقار والإصغاء، لأجلس عند قدميك يا ملك الملوك، وأنصت إلى صوتك العذب. أتمتع بمائدة حبك، وأشتهي خيراتك الأبدية. يصير العالم بكل ملذاته بلا طعم، لأن عذوبة الأبدية تكتنفني. * تنسحق نفسي في داخلي، إذ أجلس معك على مائدتك. تستضيفني، وتقدم لي جسدك ودمك غذاءً لنفسي! أي حب أعظم من هذا! * لن أجلس مع كتابك المقدس بدونك، فأنت كلمة الله مُشبع النفوس. روحك القدوس واهب الاستنارة. أراك متجليًا في كتابك، أغرف من فيض مجدك، فينجذب كل كياني نحو سماواتك. * إذ تشبع نفسي، يهرب النهم مني. أرى الحياة أفضل من الطعام. آكل لكي أعيش، ولا أعيش لكي آكل! الحياة معك لها لذتها! * هب لي مع دانيال ورفقائه ألا أشتهي أطايب هذا العالم، فتصير حكمتك هي طعامي المُشتهى. هب لي ألا أفسد طاقتي بالجشع وحب الغنى، فلا تصير الثروة لي إلهًا عوضًا عنك. * هب لي جناحي حمامة، فأطير، وأكون معك في السماء. لئلا ينغمس قلبي في حب المقتنيات، فيطير كل مقتنى، وأفقد حياتي! * هب لي أن أحب الجميع، لكن لا أدخل في شركة مع حاسدٍ، ولا أشاركه ولائمه وأطايبه. هب لي صداقات مع أناس روحيين، فألتصق بك بالأكثر، وأتعلم منهم الكثير. أراك متجليًا في صداقتي مع أبنائك. تضمني معهم في أحضانك. * علمني مع من أتكلم, وأقدم لهم نصيحة، ومتى أتكلم، وبماذا أتكلم. فإني أخشى نفسي، لئلا أكون محبًا للتعليم وكثرة الكلام. هب لي روح التمييز، يا حكمة الله السماوي! * لتشرق بنور معرفتك في أعماقي. أعرفك يا خالقي ومخلصي، وأعرف ضعفي، فالتصق بك! أعرف خطيتي، فألجأ إليك يا غافر الخطايا. * لتمتد يدك وتؤدبني، لكن إلى الموت لا تسلمني. ليس من يحبني مثلك، ولا من يهتم بخلاصي وأبديتي مثلك. احسبني كطفلٍ صغيرٍ، محتاج إلى أبوتك وحنوك، ومحتاج إلى تأديباتك. * إن كانت قلوب آبائنا تفرح بحكمتنا، وتبتهج كليتهم باستقامة حياتنا، كم بالأكثر تُسر بنا يا أيها الأب السماوي، العجيب في حبه؟ * ثبت خوفك في لحمي، فأسلك فيما يرضي مسرتك، وأحيد عن كل ما لا تريده. أشتهي ملكوتك الأبدي، ولا أطلب مجدًا زمنيًا! تتهلل نفسي، إذ تترجى الانطلاق إليك. ولا ترتبك بمتاعب الحياة وهمومها. أنعم دومًا بنصرتك، وأتمتع باستجابة طلبتي. * أسلك بروحك بالتزام، وأسكر بروحك لا بخمر العالم. * مخلصي القدوس، في تواضعٍ كنت تطيع القديسة مريم والدتك ويوسف النجار. هب لي أن أشترك في طاعتك. هب لي أن أتمنطق بالحق، وأسلك بالحكمة والأدب والفهم. * لتستلم أيها الرب قلبي، وتنقش عليه ناموسك، وتقيم فيه ملكوتك. فلا تقترب إليه شهوة دنيئة، ولا تجتذبه لذة شريرة. |
||||
اليوم, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 178563 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إِذَا جَلَسْتَ تَأْكُلُ مَعَ مُتَسَلِّط،ٍ فَتَأَمَّلْ مَا هُوَ أَمَامَكَ تَأَمُّلًا [1]. يفرح كثيرون أنهم ينالون نعمة لدى الحاكم، ويدخلون معه في علاقة شبه أسرية، ويشتركون معه على مائدته. لكن جدير بالإنسان مهما توطدت علاقته بالحاكم أن يدرك حدوده، فإن جلس معه على المائدة، يتأمل أنه في حضرة حاكم، فلا يستغل محبته، بل يعطي الكرامة لمن له الكرامة (رو 13: 7). يرى القديس أوغريس أنه إن كان يلزم أن يكون الإنسان مدققًا عندما يجلس مع إنسان حاكم، فبالأولى به أن يدقق عندما يقرأ الكتاب المقدس يكونه المائدة الملوكية، فيتأمله بطريقه روحية عقلية، لأن فهمه بطريقة حرفية لا يُقدم لنا الحق. ويرى كثير من الآباء أن هذه المائدة هي مائدة الإفخارستيا. * "إذا جلست تأكل مع الرئيس، فأفهم بتعقل ما هو أمامك". سبق أن أُعلن عن المسيح بكونه الرئيس، مائدته وطعامه هما كلمات تعليمه عن الخيرات الأبدية. من يفهم بتعقل ما يعلمه يسوع بأعماله وكلماته يمد يده التي تعني أعماله ويبدأ أن يظهر أنه يتمثل بالمسيح، فيصير متواضعًا، مسالمًا، محبًا للجميع، صبورًا في التجارب. من لا يفعل هذا، بل عوض هذا يتطلع بشغفٍ نحو ملذات العالم يلزمه أن يكف عن الرغبة في الخيرات الزمنية سمة الحياة الباطلة، ومن يحبها لن ينعم بالمقتنيات الأبدية. القديس يوحنا الذهبي الفم إن جلست على مائدة هذا الرسول صاحب السلطان لتفهم بتعقل ما هو الموضوع أمامك، أي تفهم روحيًا ما يقوله. العلامة أوريجينوس القديس جيروم * أنتم تقتربون من مائدة الحاكم. أنتم المؤمنون تعرفون أية مائدة تقتربون إليها. أية مائدة ملوكية تقتربون إليها. الموضوع أمامكم ليس مائدة من صنع مهارة الطباخين. المسيح نفسه يضع مائدته، ويشبعكم. كونوا فقراء فتنالوا شبعكم. * بالتأكيد هي مائدة عظيمة، حيث يكون رب المائدة نفسه هو الوليمة. لا يُطعم أحد ضيوفه بنفسه طعامًا. لكن المسيح الرب فعل هذا، بكونه هو نفسه المُضيف، وهو نفسه الطعام والشراب. القديس أغسطينوس |
||||