|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصليب هو موضوع افتخارنا وهذا ما يؤكده الرسول إذ يقول «وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح» (6: 14). كانت حياة الرسول بولس بأكملها تدور في مدار واحد، وهو الصليب. لقد ملأ الصليب بصره، وأنار حياته، وأدفأ روحه. كان «يفتخر» به ولم يستحِ به مطلقاً (رو1: 16). كان يعني له أكثر مما يعنيه أي شيء آخر. ويجب أن تكون لدينا تلك النظرة عينها. وإن لم يكن للصليب هذا التأثير المبارك في حياتنا، فإننا نضع أنفسنا في صف «أعداء صليب المسيح» (في3: 18). فأعداء الصليب هم الذين يعملون ضد أغراضه. فالتطلع إلى البر الذاتي (بدلاً من النظر إلى الصليب للتبرير)، وتلبية رغبات الذات (بدلاً من حَمل الصليب لاتّباع المسيح)، والإعلان عن الذات (بدلاً من الكرازة بالمسيح المصلوب)، والافتخار بالذات (بدلاً من الافتخار بالصليب)؛ هذه جميعها تميّز أعداء صليب المسيح. ومن جهة أخرى، كان بولس صديقاً وفيّاً للصليب. لقد دمج نفسه بالصليب بصوره وثيقة جداً، حتى أنه عانى الاضطهاد الجسدي لأجله. كتب يقول: «لأنني حامل في جسدي سِمات الرب يسوع» (غل6: 17)، وعنى بذلك الجروح والندوب التي أصابته من جراء المناداة بالمسيح المصلوب، أي السمات التي دمغته كعبد أصيل للمسيح. إن سمات يسوع في الروح، إن لم تكن في الجسد، تبقى علامة التوثيق لكل تلميذ مسيحي، ولاسيما للشاهد المسيحي. قال أحد الأفاضل: "إن الإنسان المصلوب هو الذي يستطيع أن يبشِّر بالصليب". وقال آخر: "إن ما قاله توما عن المسيح يقوله العالم اليوم عن الكنيسة، ويقوله العالم أيضاً لكل واعظ: ما لم أرَ في يديك آثار المسامير لن أومن". وإنه لقول صحيح من وجهة معينة، فالإنسان الذي مات مع المسيح هو الذي يستطيع أن يبشر بصليب المسيح. كلما رأى الناس الصليب مُعلَناً في حياتنا بوضوح، كلما أدركوا ما هي مسيحيتنا الحقيقية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصليب: موضوع فخر كل المؤمنين |
ربى يسوع سمّر ذاتى معك على الصليب..سمّر كرامتى..سمّر الأنا-تأملات حول الصليب(موضوع متجدد) |
الصليب (موضوع متكامل) |
الصليب (موضوع متكامل) |
موضوع متكامل عن الصليب |