منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 09:16 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,262,439

الخدمة في الأبدية






الخدمة في الأبدية


كثيرون من المؤمنين يظنون أنَّ خدمة الله شيء قاصر على الزمان الحاضر، على الرغم من أن الكتاب يعلن لنا بوضوح أنَّ ما ينتظرنا من خدمة له في المستقبل، سواء في المُلك الألفي أو الأبدية، أكثر بكثير مِمَّا نخدم به الله في الزمان الحاضر. فكما سيُفتح لنا في المستقبل باب في السماء لندخل (رؤ4: 1)، سيُفتح أيضًا باب على مصراعيه لخدمة أعمق وأعظم من التي نمارسها الآن على الأرض!

ولكن علينا أن نأخذ في الاعتبار أنَّ الذي كان أمينًا في خدمته القليلة هنا على الأرض، سيُقام على الكثير هناك في السماء. والرب - من بداية سفر الرؤيا، الذي هو إعلان يسوع المسيح عمَّا لا بد أنْ يكون عن قريب (رؤ1: 1) - بعد أنْ أعلن دوره الرئيسي في هذا السفر كمن هو ”رئيس ملوك الأرض“، يُشركنا معه - ككنيسته - فى هذا المركز الذي أخذه لنفسه، إذ جعلنا نحن أيضًا ”ملوكًا وكهنة“ (رؤ1: 6؛ 5: 10).

وسوف نتكلَّم عن ثلاثة أفكار رئيسية، وهي:

أولاً: بعض نقاط الاختلاف في خدمة الزمان الحاضر عن الخدمة التي تنتظرنا في المستقبل

1- تحيِّز الخدمة وزمانها:
فترة الخدمة في الزمان الحاضر محدودة بسنوات قليلة لا تتجاوز عشرات السنين، ولكن في المستقبل ستكون الخدمة ممتدة: أولاً على مدار ألف سنة، وهي فترة التدبير القادم؛ ثم ستمتد خدمتنا ككهنة وملوك طول الأبدية (رؤ22: 5). كما أنَّ الخدمة هنا على الأرض محدودة في نطاقها، فمعظم الخدمات نطاقها الكنيسة، ودورها كشاهدة وعابدة، ولكن في المستقبل ستشمل الخدمة الكون بأسره!

2- حالة الجسد: الخدمة في الزمان الحاضر قاصرة بسبب جسد الضعف، وما يعتريه، سواء من وهن ومرض - فإن كان الروح نشيطًا، لكن الجسد ضعيف (مت26: 41)؛ أو بسبب الحزن والضيق النفسي الذي تنشئه الظروف من حولنا (رو8: 18). أما الخدمة في المستقبل فلن يتخللها نقص أو ضعف، إذ سيكون لنا أجساد ممجدة لها خصائص فائقة.

3- معوقات الخدمة: في خدمتنا هنا على الأرض، ما زالت الطبيعة القديمة بكل رداءتها ساكنة فينا، وبين الحين والآخر عندما نفقد تيقظنا وسهرنا، تطل برأسها البغيض، فتفصلنا عن الشركة مع الله، والتي في معظم الأحيان نحتاج إلى وقت لرد هذه الشركة مرة أخرى. وبالتالي تعاق خدمتنا الكهنوتية. أما في المستقبل فسينتفي كل هذا، فالجسد الممجد الذي سنلبسه لن يكون فيه الطبيعة القديمة، وبالتالي لن يكون هناك معوِّق للخدمة.

4- نوعية الخدمة: خدمتنا للرب في الوقت الحاضر هي خدمة الكهنوت فقط. ومع أننا مُسحنا ملوكًا، فإننا لا نمارس المُلك في الوقت الحاضر، إنَّما سنمارسه في المستقبل.

5- إمكانيات الخدمة: الطبيعة المادية لأجسادنا الحالية لا تصلح للخدمة التي تنتظرنا في المستقبل، وهذا هو أحد الأسباب لتغيير الأجساد، حيث إن سيرتنا ”جنسيتنا“ سماوية (في3: 20)، فمن ثم ينبغي أن نلبس أجسادًا تتفق مع الحالة الجديدة التي سننتقل إليها، وهذه الأجساد الجديدة الممجدة التي سنلبسها لها طبيعة تؤهلنا لهذه الخدمة الجديدة، مثل الانتقال اللحظي من مكان إلى آخر، ودخول الأماكن والأبواب مغلَّقة، وغير ذلك مِمَّا رأيناه في صورة جسد الرب المقام.

هذا في الواقع قليل من كثير، غير أنه يكفي ليرينا مدى التميُّز الذي سيحدث، سواء فينا كأفراد، أو في الظروف المحيطة بنا، مِمَّا يتفق وطبيعة الخدمة الجديدة في المستقبل.

ثانيًا: أنواع وطبيعة الخدمة في المستقبل

1- خدمة الكهنوت المقدس الحالية:
وهي ستستمر معنا في المُلك الألفي، بل ستستمر معنا إلى الأبد، مع فارق كبير أنها ستتَّسم بقوة أعظم بكثير، فنحن سيكون لنا عين الرب نفسها في النظر والحكم على الأمور، وكل تساؤل عندنا الآن يسبِّب لنا حيرة، ومن ثم يعطل خدمتنا، سيُجاب عنه، وحينئذ سندرك النعمة الإلهية التي غمرتنا في الزمان الحاضر، حينما كانت مداركنا قاصرة عن فهم مقاصده. فنحن الآن في كثير من الأمور ينطبق علينا القول: «لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد» (يو13: 7). وعندما يأتي زمان ”فيما بعد“ الذي انتظرناه طويلاً، سنفهم، وبالتالي سنُعظِّم النعمة والحكمة والمراحم الإلهية التي اكتنفتنا وحفظتنا. وهذا يمثل أحد أسباب قوة سجودنا في السماء.

نفهم من سفر الرؤيا أن خدمة السجود ستكون جماعية وبقلوب متحدة، فالأربعة والعشرون شيخًا، والذين يمثلون المؤمنين الساجدين، يتحدون دائمًا في نغمة واحدة، حينما ترتفع قلوبهم بالتسبيح للخروف المذبوح، وفي يديّ كل واحد منهم ليست قيثارة واحدة، أو جامة (مبخرة) واحدة، ولكن قيثارات وجامات، أي أن كل فرد منهم يمثل فرقة تسبيح كاملة! فدعونا نتخيَّل معًا قوة هذه الجوقة العظيمة المترنِّمة، والتي تتكون من ملايين المؤمنين، هم المؤمنون على مرِّ العصور والأجيال، وفي أيديهم هذا العدد الهائل من الآلات الموسيقية والمباخر، فإن كان الكتاب يقول عن أورشليم الأرضية: «ومغنون كعازفين كل السُّكَّان فيكِ» (مز87: 7)، فكم بالحري ستكون أورشليم السماوية!!

2- خدمة الإشباع والتعزية: وهي خدمة ”كهنة لله“ Priests of God and Christ، وعلينا أن نلاحظ الفرق بين الخدمة السابقة في رؤيا 1: 6؛ 5: 10 والمشار إليها ”كهنة الله“، والتي تترجم Priests to His God؛ فمع أنَّ الفرق في لغتنا العربية حرف واحد فقط وهو ”الألف“، ولكن نوع الخدمة يختلف في الجوهر والموضوع، فكوننا ”كهنة لله“ فهذا يختص بالكهنوت المقدس وتقديم الذبائح الروحية من شكر وسجود، أمَّا كوننا ”كهنة الله“ فهذا يعني نشاط الخدمة الكهنوتيه تجاه الناس الذين على الأرض في المُلك الألفي؛ فنقوم بخدمة التعضيد والإنعاش، مشاركين المسيح في خدمته كالكاهن ”الملكي صادقي“ (تك14: 18). فلقد قدم ملكي صادق إلى إبراهيم خبزًا وخمرًا، أي قدم له إنعاشًا ومعونةً وأفراحًا، وهذا ما سيفعله الرب مع الأتقياء من الشعب الأرضي الخارجين من الضيقة العظيمة، وسنشاركه نحن ”المؤمنين السماويين“ في هذه الخدمة.

القيثارات هنا ليس قيثارات حرفية ولكنها تمثل كمال السجود والترنيم.

3- خدمة إدارة شئون الكون: يقول كاتب العبرانيين: «فإنه لملائكة لم يُخضع العالم العتيد الذي نتكلَّم عنه» (عب2: 5). والمقصود بالعالم العتيد - كما هو معروف - تدبير المُلك الألفي. والله في مقاصده لم يُقرِّر أن يسلِّط الملائكة على العالم العتيد، وإن كانوا هم الآن المنوطون في العالم الحالي بخدمة الإدارة الكونية وتنفيذ مقاصد الله. ولكن في المستقبل ستؤول هذه الخدمة لنا. وعلى الرغم من محدودية الإنسان، فهو بحسب سلم الخليقة أُعطيَ مركزًا أقل من الملائكة، إلا أنَّ الله في مقاصده يريد أن يكلّله بالمجد والكرامة. ولقد كانت هذه مقاصد الله للإنسان من البداية (تك1: 28)، ولكنه فقدها بسبب دخول الخطية، وستعود إليه مرة أخرى في المستقبل، وعلى نطاق أوسع، كما يخبرنا المزمور الثامن. فسيُرفَّع الإنسان كما لم يُرفَّع من قبل، وسيمارس أحكامًا وملكًا على كل شيء، وسيُخضَع كل الكون لسيطرة الإنسان، متمثلاً في المؤمنين، والكل سيكون تحت سلطانه، سواء الكائنات الفائقة ”الملائكة“، أو العجماوات ”الحيوانات والطيور والأسماك“، أو الجماد ”الفلك، نظام الكواكب والنجوم“. وهنا سيظهر مُلك الله ”الثيوقراطي“ في أعظم صوره.

4- خدمة الدينونة: وهي خدمة مرتبطة بالمُلك، فسيكون لنا ليس فقط أن ندين الناس، بل حتى الملائكة. وهذا ما أشار إليه الرسول بولس: «أ لستم تعلمون أنَّنا سندين ملائكة؟» (1كو6: 3). فمن المعروف أنَّ الرب سيملك على الأرض، ونظرًا لاتحادنا معه فسنملك نحن أيضًا معه، وسنتولَّى معه الحكم في المسائل الناشئة في تلك الفترة. وكملوك سنُكلَّف عندئذ بإقامة وتنفيذ دينونة الله، ليس فقط على الذين يخطئون في فترة الألف سنه، ولكننا نعلم من رسالة يهوذا 6 ؛ 2بطرس 2: 4، 9 أن الملائكة الذين أخطأوا سيُدانون، وأن المسيح هو ديان الجميع (يو5: 22). ونظرًا لاتحادنا معه فسنشاركة في أحكامه القضائية حتى على الملائكة.

ثالثًا: كيفيَّة ممارسة هذه الخدمات المستقبلية

إن ”أورشليم السماوية“، التي سوف تنزل من السماء، ولن تصل إلى الأرض، ستكون هي مركز الحكم العتيد، وسيكون لها اتصال مباشر مع أورشليم الأرضية. ونستطيع أن نستنتج أننا في المدينة السماوية، وأمام عرش المسيح، سنُمارس خدمتنا الكهنوتية، ونظيرها تمامًا، كما نفهم من سفر حزقيال في أصحاحاته الأخيرة، ستُمارَس الخدمة الكهنوتية من الشعب الأرضي في أورشليم الأرضية. ويرى بعض الشراح الأفاضل، أمثال دينيت وهايكوب وغيرهما، أن المؤمنين سيخرجون من المدينة السماوية، بين الحين والآخر، لممارسة خدمتهم الملوكية، سواء في الأحكام أو خدمة الإنعاش، ثم يعودون من جديد إلى المدينة السماوية. وستستمر هذه الخدمات طوال فترة المُلك الألفي. بل ستكون هناك ثمة زيارات ما بين الكنيسة والأرض حتى في الحالة الأبدية، عندما يتم القول: «هوذا مسكن (خيمة) الله مع الناس» (رؤ21: 3).

وعلى كلٍّ فنحن نعلم أن معرفتنا الآن قاصرة، كما أنَّ خدمتنا قاصرة، ولكن حينئذ سنعرف كما عُرفنا. وحينئذ فقط سنخدمه في ملء القوة، كما سنعرفه في ملء المعرفة، ونعلم مقاصده من نحونا تمام العلم، له كل المجد من الآن وإلى الأبد.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
غاية الخدمة أن يقدم الخادم الحياة الأبدية
وفي الخدمة نراعي أمرين: محبة الخدمة، وروح الخدمة
الخدمة هى طريق مرسوم نحو الأبدية ومدرسة نتعلم منها
مركز مؤتمرات رأس الخيمة الإمارات العربية المتحدة
الفرح بنجاح الخدمة ومكافأتها الأبدية


الساعة الآن 11:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024