منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 01:09 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,425

فهو عجيب في شخصه وعجيب في عمله الكفاري




ويُدعَى اسمُه عجيبًا



«يُولَدُ لنا ولَدٌ وَنُعطَى ابناً وَتكونُ الرياسةُ على كتفه
ويُدعَى اسمُهُ عجيباً مُشيراً إلهاً قديراً أَباً أَبدياً رئيسَ السلام»
(إش 9: 6)

لقد ظهر الرب لمنوح قديمًا، وعندما سأله: «ما اسمك؟»، كان جوابه «لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب؟» (قض13: 18). وقد عمل عملاً عجيبًا، إذ صعد في لهيب المذبح نحو السماء. فهو عجيب في شخصه وعجيب في عمله الكفاري.
لقد اندهش منه كثيرون عندما كان بالجسد على الأرض وقالوا: «من هو هذا؟!».. «أي إنسان هذا؟!».. «ما رأينا مثل هذا قط!».

وهل بالكثير أن الخالق العظيم، الذي يملأ الكون بعجائب لا تُفحص، يكون هو نفسه عجيبًا؟ لقد قال عنه الرسول بولس «عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد» (1تي3: 16)؛ فالأزلي والقديم الأيام، جاءنا طفلاً في ملء الزمان! وخالق الملائكة وُضع قليلاً عن الملائكة! ومُبدع الكون القدير، الذي ”كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان“، «الكلمة صار جسدًا، وحلَّ بيننا»! والساكن في الأعالي وفى الموضع المرتفع المقدس، رضي أن يسكن مع الإنسان على الأرض! والذي السماوات وسماء السماوات لا تسعه، وُلِدَ في مذود! والحامل كل الأشياء بكلمة قدرته حملته امرأة في بطنها وأُلقي مطمئنًا على ثدييها، وحمله سمعان على ذراعيه! والغني جدًا صار فقيرًا جدًا وكان يُعرَف بابن النجار، وفى خدمته لم يكن معه لا إستار ولا دينار! دخل أورشليم عاصمة المُلْك، وهو المَلِك، راكبًا على حمار؛ وخرج منها مرفوضًا مهانًا حاملاً صليب العار، وفوق الصليب تجرع كأس الموت والمرار! وبعد أن مات دُفن في قبر مُستعار. فما أعجبه!!

إننا بِنِعال مخلوعة نقترب من هذا الشخص الفريد لنعرف شيئًا، ولو يسيرًا، عن مدلول ما قصده الروح القدس بالقول: «ويُدعَى اسمُهُ عجيبًا».

(1) عجيب في شخصه

لأنه الله وإنسان معًا. له طبيعة إلهية وطبيعة إنسانية في شخص واحد. وهذا سر العجب. كان التابوت في العهد القديم رمزًا له، وكان مصنوعًا من خشب السنط (وهو رمز لناسوت المسيح) ومغشّى بذهب نقي (وهو رمز للطبيعة الإلهية) دون امتزاج.

(2) عجيب في ولادته

لقد قال عنه إشعياء: «يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل» (إش7: 14).

(3) عجيب في حياته وإنسانيته

ففي شخصه الفذ الفريد تجسم الكمال. وسنعود بعد قليل لنتوقف عند هذه النقطة بمزيد من التفصيل.

(4) عجيب في محبته

«قال لتلاميذه ليس لأحد حب أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه» (يو15: 13).

لم يتوقف نهر المحبة الدافق، رغم صخور العداوة التي اصطدم بها. أظهر لمسات محبة خاصة نحو يهوذا الإسخريوطي واحتمل غدره وخيانته. أظهر المحبة المترفقة ببطرس العاثر الناكر.

(5) عجيب في موته

من يتصور أن رئيس الحياة، الذي يُعطي الجميع حياة ونفسًا وكل شيء، والذي أقام لعازر بعد أن مات وأنتن، والذي «له وحده عدم الموت»؛ هو نفسه يموت؟! وأن مُحيي الرميم يُدفن في ضريح كالبشر؟!

(6) عجيب في قيامته

إن الموت هو أقصى درجات الضعف، أو الضعف في صورته المطلقة. والقيامة هي القوة في صورتها المطلقة. فكيف يجتمع النقيضان؟ وكيف يمكن لهذا الشخص، وهو يرقد ميتًا في القبر ملفوفًا بالأكفان، أن يقيم نفسه في اليوم الثالث؟ هذا هو العجب الحقيقي. لقد ذهب بطرس إلى القبر وانحنى ونظر الأكفان موضوعة «فمضى متعجِّبًا في نفسه مما كان» (لو24: 12).

(7) عجيب في أمجاده

وعندما نرفع عيون إيماننا الآن سنراه مكلَّلاً بالمجد والكرامة، جالسًا في يمين العظمة في الأعالي، في مكان الإعزاز والكرامة والقوة؛ إذ قد مضى إلى السماء (كإنسان) وملائكة وسلاطين وقوات مُخضَعة له. إنه يجلس في عرش فريد لم يجلس فيه لا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا إنسان كقول الرسول: «لمَن من الملائكة قال قط: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك» (عب1: 13). إنه هناك فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يُسمَّى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا وكل شيء عن قريب سيُخضع له. إنه رأس فوق كل شيء للكنيسة التي هي جسده (أف1: 21-23).

* لقد كان المسيح عجيبًا في حياته وإنسانيته. قال عنه إشعياء النبي: «نَبَتَ قُدَّامه كفَرخ وكعرق من أرض يابسة» (إش53: 2). وحقًا في شخصه الفذ الفريد تجسم الكمال. ودعنا نتتبع هذا الفكر فيما يلي: على أرض امتلأت بالفساد والنجاسة كان هو القدوس. فبينما تشارك جميع البشر في طبيعة إنسانية ساقطة، تميَّز هو بإنسانية قدوسة. قال عنه الملاك «القدوس المولود منك». إنه الوحيد الذي وُلِدَ بلا خطية، وعاش بلا خطية «لم يعرف خطية»، و«لم يفعل خطية». وقد «أُظهر ليرفع خطايانا وليس فيه خطية». «قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات». عبَرَ في عالم ملوَّث بالخطية ولم تتسخ قدماه. وقف يتحدى كل الأعداء قائلاً: «من منكم يبكتني على خطية؟» (يو8: 46). وفى مشهد الصليب نقرأ عن سبع شهادات أنه بار. وحتى في القبر مكتوب عنه «لن تدع قدوسك يرى فسادًا».

*سلك طريق الكمال الأدبي الرائع والفريد، وكان كل حين يفعل ما يُرضي أباه (يو8: 29). كان كل يوم لذته، فرحة دائمًا قدامه وفرحة في مسكونة أرضه (أم8). لقد انشقت له السماء وشوهد الروح القدس مثل حمامة نازلاً ومستقرًّا عليه، ولم يجد فيه الروح القدس شيئًا يعكِّر أو يكدِّر على الإطلاق. لقد عطّر الأقداس بحياته الرائعة التي كانت في مجموعها «وقود رائحة سرور للرب» (لا2: 2).

*وهو عمره 12 سنة كان في الهيكل جالسًا وسط الشيوخ والمعلمين يسمعهم ويسألهم. أما هم فكانوا يندهشون من فهمه وأجوبته. وعندما بحث عنه أبواه قال لهم: «أ لم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي؟» (لو2: 49). فيا للتكريس العجيب!

* شخص تحدثت إليه السماء ثلاث مرات بصوت مسموع: مرة في المعمودية. ومرة على جبل التجلي حيث أعلن الآب كل سروره به. وقبل الصليب جاء صوت كالرعد إجابة على قوله: «أيها الآب مجِّد اسمك»، فكان الجواب «مجّدت وأمجد أيضًا» (يو12: 28).

*على أرض تميّزت بالعصيان والتمرد كان هو المطيع. لقد نزل من السماء لا ليعمل مشيئته بل مشيئة الذي أرسله. وكان طعامه وسروره أن يعمل مشيئة أبيه ويتمِّم عمله. عاش لا يفكر في نفسه، ولم يعمل شيئًا واحدًا طوال حياته لأجل نفسه. جاع أربعين يومًا، وكان في مقدوره أن يُصيِّر الحجارة خبزًا، لكنه لم يفعل شيئًا بالاستقلال عن أبيه. تقبّل كل ما رتّبته له مشيئة الآب من طريق صعب دون أن يشكو أو يتذمر. وفى بستان جثسيماني أحنى رأسه خاضعًا قائلاً: «لتكن لا إرادتي بل إرادتك»، لقد استطاع أن يرفع نظره نحو السماء ويقول: «أنا مجّدتك على الأرض». فهل ليسوع من مثيل؟!

* كان له دائمًا فكر الاتضاع والنزول. قَطّ لم يرتفع قلبه ولم يمجد نفسه. لقد كان في صورة الله وكان معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب (في2: 5-8).

* افتقر وهو غني. وُلد في مذود حقير. تربّى في أسرة فقيرة. قُدِّمتْ عنه تقدمة الفقير (زوج حمام أو فرخي يمام). ظل يعمل نجارًا في الناصرة لمدة 30 سنة. عاش في خدمته بلا مأوى ولا عنوان. عاش بلا نقود أو ممتلكات. بعد أن مات لم يترك سوى ثيابه التي اقتسمها العسكر مقترعين عليها. وأخيرًا دُفن في قبر مستعار.

* شخص كان متجانسًا في كل صفاته، متوازنًا في كل تصرفاته، يعرف أن يتعامل مع كل النوعيات. حكيم وبصير. مشير وقدير. خبير بالأحزان وطبيب لكل الجراح والآلام.

* عاش حياة الاتكال والصلاة وكان يحيا بكل كلمة من فم الله.

* كان مؤثِّرًا في الآخرين دون أن يرفع صوته أو يرفع سيفًا أو عصا، لكي يُجبر الآخرين على إتباعه أو قبول أفكاره. وعندما رجع كثيرون من ورائه التفت إلى تلاميذه قائلاً: أ لعلكم أنتم أيضًا تريدون أن تمضوا؟

* بُهتتْ الجموع من تعليمه إذ كان يعلّمهم بسلطان وليس كالكتبة (مت7: 28،29). وفى مجمع الناصرة كان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه (لو4: 22). وعندما صعد الخدام لكي يمسكوه رجعوا يقولون: «لم يتكلم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان» (يو7: 46).

*عندما كان يخرج الأرواح النجسة تحيّر الناس وسأل بعضهم بعضًا: ما هذا؟ لأنه بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه (مر1: 27).

* وعندما شُفي المفلوج فقام للوقت وحمل سريره وخرج قدام الكل، بُهت الجميع ومجدوا الله قائلين: ما رأينا هذا قط! (مر2: 12).

إنه الشخص الفريد والإنسان الكامل العجيب الذي ليس له بين الورى أو في السماوات نظير. لهذا قيل عنه «ويُدعى اسمُه عجيبًا».

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عجيب في مهده وعجيب في حياته
لم يكتفِ يسوع أن يقول ما يجب عمله، إنما أعطى المثال في عمله
نعم .. فهو في شخصه عجيب، وكذا هو ”المُشير“
يرتب أمرا عجيب رهيب وعجيب ...🙏
ثق ربنا عمله عجيب


الساعة الآن 08:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024