مأساة الخطية بشقيها لم تقف عند حد التوارث فقط، بل هي أيضاً تتكاثر، فالإنسان مولود بالطبيعة وكيانه الداخلي (الجسد) مُدان من الله لأنه مستقل عنه، لكن لكون هذا الكيان المستقل عن الله (الجسد) يسكن في إنسان عاقل ومريد، أي عنده عقل يبتكر وإرادة تنفذ، تحوَّل هذا الإنسان - بفعل الخطية الساكنة فيه - إلى وحدة نشطة مُنتجة، إنتاجها للأسف الشديد هو الخطايا: التعديات والآثام. وهنا ازدادت وتعقدت المشكلة قضائياً، فلم يَعُد الإنسان فقط ذا كيان مُدان بل أيضاً ذا أعمال تستذنبه أمام الله، فصار الإنسان مُداناً بخطيته ومُذنباً بخطاياه.
ومن الناحية الأدبية، تعقدت المشكلة أيضاً، إذ أن الشيطان وقد أدرك جيداً فساد الإنسان الداخلي ورغباته ونزواته التي تقوده بعيداً عن الله، هيّأ للإنسان عالماً كدّسه بكل ما تطلبه رغبات الإنسان الفاسدة؛ وهكذا، صار العالم الحاضر هو البيئة المناسبة جداً لبذور الفساد الأدبي الموجودة داخل الإنسان. وبوجود الإنسان في هذا العالم، تنمو وتترعرع هذه البذور السوداءً وتقذف ثمارها الحسكية، وتملأ الأرض انحطاطاً أدبياً وفساداً أخلاقياً وموتاً روحياً. هذا ما يصفه الكتاب في أفسس2: 1-3؛ 2بطرس1: 4.