رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَا ابْنِي، كُلْ عَسَلًا لأَنَّهُ طَيِّبٌ، وَقَطْرَ العَسَلِ حُلْوٌ فِي حَنَكِكَ [13]. كان عسل النحل من أعذب الأطعمة عند اليهود، وقد استخدمه سليمان ليحذرنا من كلمات الزانية المعسولة (أم 5: 3). مرة أخرى يحسب مديح الآخرين للإنسان عسلًا إن أكلنا منه الكثير يسبب ثقلًا على المعدة (أم 25: 27). كما يدعونا سليمان إلى الاعتدال في كل شيء، فإن من يكثر من أكل العسل تُتخم معدته فيتقيأه (أم 25 16). من تشبع نفسه لا يحتاج، ولا يطيق عسل مديح الناس له (أم 27: 7). المرأة غير المؤمنة شفتاها تقطران عسلًا، لكن من يتحد بها تسير به إلى طرق الموت المرّ. أما السيد المسيح، فيحملنا معه في طريق الصليب، ويسير بنا إلى بهجة قيامته وأمجادها. ليس من عذوبة للنفس أفضل من الحكمة الإلهية، فقد قيل عن السيد المسيح، حكمة الله: "حلقه حلاوة، وكله مشتهيات" (نش 5: 16)، كما قيل عنه "ويأتي مشتهى الأمم" (حج 2: 7). * يعرف الرب يسوع كيف أن نفس الإنسان، أي الذهن العاقل الذي خُلق على صورته، لا تقدر أن تشبع إلاَّ به وحده... يعرف أنه قد أُظهر وأنه مخفي. يعرف أن فيه قد أُعلن ما هو مخفي. يعرف هذا كله. يقول المزمور: "يا لعظم فيض عذوبتك يا رب، التي أخفيتها للذين يخافونك، التي تصنعها للذين يترجونك" (مز 30: 20) LXX. عذوبتك عظيمة ومتعددة أخفيتها للذين يخافونك... فلمن تفتحها؟ للذين يترجونك. سؤال بجانبين قد أُثير، لكن كل جانب يحل الآخر... هل الذين يخافون والذين يترجون مختلفون؟ أليس الذين يخافون الله هم يترجونه...؟ للناموس الخوف، وللنعمة الرجاء... الناموس ينذر من يتكل على ذاته، والنعمة تعين من يثق في الله... نحن نسمع الناموس. فإن لم توجد نعمة، تسمع العقوبة التي تحل بك... لتصرخ: "ويحي أنا الإنسان الشقي!" (رو 7: 24). لتعرف نفسك أنك منهزم، لتكن قوتك في خزي ولتقل: "ويحي أنا الإنسان الشقي! من ينقذني من هذا الجسد المائت؟"... هكذا ينذر الناموس من يعتمد على ذاته. أنظر هوذا إنسان يعتمد على ذاته، يحاول أن يجاهد، إنه منبطح ومُستعبد وأُخذ أسيرًا. من تعلم أن يعتمد على الله، وقد بقي الناموس ينذره ألا يعتمد على ذاته، الآن تسنده النعمة. إذ يعتمد على الله. في هذه الثقة يقول: "من ينقذني من جسد هذا الموت؟ نعمة الله بيسوع المسيح ربنا" (رو 7: 24 - 25 Vulgate). الآن أنظر إلى العذوبة، تذوقها، تلذذ بها. اسمع المزمور: "ذوقوا وانظروا ما أعذب الرب" (مز 34: 8 Vulgate). يصير عذبًا لك، إذ ينقذك. كنت في مرارة ذاتك، عندما اعتمدت عليها. لتشرب العذوبة، ولتتقبل غيرة الفيض العظيم هكذا. القديس أغسطينوس |
|