رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخرُوفُ الضَّائِع بِحَسَبِ الأناجيل الأربَعة، عرَّفَ يسُوعُ قِيمَةً عندما وافَقَ معَ إشعياء أنَّنا كُلَّنا كَغَنَمٍ ضَلَلنا، وأنَّ اللهَ هُوَ مثلُ راعٍ عظيم ومُحِبّ يُحِبُّ أن يطلُبَ ويُرجِعَ خرافَهُ الضَّالَّة: "أيُّ إنسانٍ منكُم لهُ مِئَةُ خَرُوفٍ وأَضَاعَ واحِداً منها ألا يترُكُ التِّسعَةَ والتِّسعِينَ في البَرِّيَّة ويذهَبَ لأجلِ الضَّالّ حتَّى يَجِدَهُ. وإذا وجدَهُ يضَعُهُ على مَنكِبَيهِ فَرِحاً. ويأتي بهِ إلى بِيتِهِ ويدعُو الأصِدقاءَ والجِيران قائِلاً لهُم افرَحُوا معِي لأنِّي وجدتُ خَرُوفي الضَّال. أقُولُ لكُم إنَّهُ هكذا يكُونُ فَرَحٌ في السماء بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتُوبُ أكثَر من تِسعَةٍ وتِسعِينَ بارَّاً لا يحتاجُونَ إلى تَوبَة." (لُوقا 15: 4- 7) جاءَ يسُوعُ إلى العالم لكَي يُخلِّصَ الهالِكين (لُوقا 19: 10). وجاءَ ليمنَحَ الشِّفاءَ الرُّوحِيَّ للمرضَى، والمُتألِّمين، والذين يحتاجُونَ إلى طَبيب. ولكن، كما رَأَينا في عِدَّةِ مُناسَباتٍ أُخرى، كانَ رجالُ الدِّين ذوي البِرّ الذَّاتِي مُنزَعِجينَ من الخُطاة الذين أحبَّهُم يسُوع. فانتَقَدُوا يسُوعَ لأنَّهُ قضى وقتاً معَ هؤُلاء الخُطاة. ولقد صُدِمَ رجالُ الدِّينَ خاصَّةً عندما دَعاهُم يسُوعُ ليُشارِكُوهُ عطفَهُ على الضَّالِّينَ والمُتألِّمين. يبدُو أنَّهم كانُوا غير قادِرينَ على رُؤيَةِ العُميان، المأسُورين، والمُنكَسِري القُلوب الذين وصفَهُم إشعياءُ في نُبُوَّتِهِ العظيمة التي تبنَّاها يسُوع كَبَيانٍ لهُ. عندما رأَوا هؤُلاء الخُطاة الذين كانُوا غالِباً ما يُحيطُونَ بيسُوع، كُلّ ما إستطاعُوا رُؤيَتَهُ كانَ نجاسَة الخُطاة والعشَّارِين. وتحدَّى يسُوعُ الفَرِّيسيِّين والكَتَبَة بأن يرَوا هؤُلاء الأشخاص كما رآهُمُ الله. إحدَى الطُرُق التي بِها شارَكَ يسُوعُ رُؤياهُ معَ القادَةِ الدِّينيِّين، كانت أن يقُولَ أنَّ اللهَ رأى هؤُلاء الخُطاة كخِرافٍ ضالَّة. ففي النَّهايَة، كتبَ أميرُ الأنبِياءِ إشعياء أنَّ كُلَّ واحِدٍ منَّا هُوَ خروفٌ ضالٌّ، إلى أن يجِدَنا الرَّاعي العَظيم (إشعياء 53: 6). إن كُنتَ تشعُرُ بأنَّكَ عاجِزٌ مثل الخروف الضَّال، إعلَمْ أنَّ قيمتَكَ كبيرَةٌ جدَّاً بِنَظَرِ الله، وأنَّ يسُوعَ المسيح جاءَ إلى هذا العالم من أجلِ أشخاصٍ نظِيرَكَ. جاءَ ليَمُوتَ من أجلِكَ. فلو كانَ يسُوعُ مارَّاً في قَريَتِكَ اليوم، لإختارَ لرُبَّما أن يقضِيَ طِوالَ النَّهارِ معَكَ، مثلما قضى نهاراً بطُولِهِ معَ خاطِئٍ إسمُهُ "زَكَّا." (لُوقا 19: 1- 10) إنَّهُ يَقِفُ على بابِ حياتِكَ اليوم، يقرَعُ بصبرٍ، لأنَّهُ يُريدُكَ أن تفتَحَ بابَ حياتِكَ، وأن تَتَجاوَبَ معَ محبَّتِهِ وغُفرانِهِ، وأن تعتَرِفَ بهِ كراعٍ لكَ (رُؤيا 3: 20). وعندما ستُصبِحُ واحداً من تِلكَ الخراف الضَّالَّة التي جاءَ الرَّاعي الصالِح ليَطلُبَها، هل ستعتَرِفُ بالقِيمَةِ التي أولاها يسُوعُ للخاطِئِ الآخر الذي جاءَ يسُوعُ ليَطلُبَهُ ويُخَلِّصَهُ؟ وكما أعلَنَ يسُوعُ من هُوَ اللهُ ونِظام قِيَم الله، علَّمَ أنَّ اللهَ يُولِي قيمَةً كُبرى للضَّالِّين. فالمسيحُ الحَيُّ المُقامُ يُريدُنا أن نعتَرِفَ بِقِيَمِهِ وأن ننضَمَّ إليهِ في مُهِمَّتِهِ العظيمة بمنحِ الخلاصِ للضَّالِّينَ والمُتألِّمينَ في هذا العالم. |