منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 173711 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إنَّ يسُوعَ المسيح هُوَ مُخلِّصُ العالم. لقد جاءَ ليفدِيَ العالم
من الخطيَّة، ولكي يخلُقَ حَياةً في أُولئكَ الذين يُؤمِنُونَ بأعظَمِ
التصريحاتِ العقائِديَّة التي صرَّحَ بها يسُوعُ عمَّن كانَ
ولماذا جاءَ إلى هذا العالم. هل تُؤمِنُ بما قالَهُ يسُوعُ عن نفسِه؟
وهل تعتَرِفُ بالقِيَم التي أولاها يسُوعُ لنَفسِهِ؟ إنَّهُ ينتظِرُ جوابَكَ
على تصريحاتِهِ عن نفسِه، لأنَّهُ يتُوقُ لغُفرانِ خطاياك،
وليبدَأَ معَكَ مُعجِزَةَ الولادَةِ الجديدة في حياتِكَ.
 
قديم اليوم, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 173712 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المحبَّة




عندما عرفَ يسُوعُ أنَّ ساعتَهُ جاءَت لِيُحاكمَ من قِبَلِ السُّلطاتِ المدنيَّة الرُّومانِيَّة والسلطات الدينيَّة اليَهُوديَّة، ولِيُصلَبَ، أمضَى ليلتَهُ الأخيرة معَ إثنَي عشرَ رجُلاً كلَّفَهُم بأن يكُونُوا رُسُلَهُ، أو "مُرسَليهِ." قدَّمَ يُوحنَّا لسَردِهِ لما قالَهُ يسُوعُ تِلكَ الليلة لهؤُلاء الرِّجال بالقَول: "أمَّا يسُوعُ قبلَ عِيدِ الفِصح وهُوَ عالِمٌ أنَّ ساعَتَهُ قد جاءَت لِيَنتَقِلَ من هذا العالم إلى الآب إذ كانَ قد أحَبَّ خاصَّتَهُ الذين في العالم أحبَّهُم إلى المُنتَهى." (يُوحنَّا 13: 1). فبما أنَّ يسُوعَ كانَ واعِياً بالتمام أنَّ حياتَهُ في هذا العالم قد أشرَفَت على نِهايَتِها، إلتَقَى يسُوعُ معَ هؤُلاء الرِّجال ليُظهِرَ لهُم مدى محبَّتِهِ لهُم."

لقد عرفَ التلاميذُ أنَّ يسُوعَ أحبَّهُم، حتَّى قبلَ هذه اللحظات النهائيَّة. فيسُوعُ كانَ قد أحبَّ هؤُلاء الرِّجال لمُدَّةِ ثلاثِ سنوات. ويبدُو أنَّ يُوحنَّا لم يكُفَّ عن التعجُّبِ من كونِ يسُوع قد أحبَّهُ. فعبرَ كامِلِ إنجيلِهِ، يُشيرُ إلى نفسِهِ بالتالي، "التلميذ الذي أحبَّهُ يسُوع." بعدَ سِتِّينَ عاماً، أهدَى يُوحنَّا السفرَ الأخير في العهدِ الجديد ليسُوع المسيح بالكلماتِ التالية، "...للَّذِي أحبَّنا."

جَميعُ الذين تمتَّعُوا بذلكَ الإختِبار المُبارَك إذ نظَرُوا وجهَ يسُوع، عرفُوا أنَّهُ أحبَّهُم. فكيفَ إختَلَفَت إذاً تِلكَ اللحظات الأخيرةُ في العُلِّيَّة عن أيِّ وقتٍ آخر قضوهُ معَهُ؟ ففي تِلكَ العُلِّيَّة، قامَ يسُوعُ بما يقُومُ بهِ أيُّ عبدٍ أو خادِمِ منزِلٍ. أخذَ وعاءً مملووءاً بالماء ومِنشَفَةً، وغسلَ أرجُلَهُم. لقد حيَّرَ هذا العملُ المُتواضِعُ التلاميذَ. يُخبِرُنا إنجيلُ لُوقا أنَّهُ على الطريقِ إلى الخُلوَةِ في تِلكَ العُلِّيَّة، كان التلاميذُ يتحاجَجُونَ فيما بينَهُم عمَّن سيكُونُ الأعظَمُ بينَهُم في الملكوتِ الذي كلَّمَهُم عنهُ يسُوع. لا بُدَّ أنَّهُم تأثَّرُوا كَثيراً بالطريقَةِ التي كلَّمَهُم بها يسُوعُ خلالَ الساعاتِ الأخيرة التي قضاها معَهُم (يُوحنَّا 13: 1- 17).

عندما إنتَهَى يسُوعُ من غسلِ أرجُلِهم، سألَهُم، "أتَفْهَمُونَ ما قد صَنَعتُ بِكُم؟" يبدُو وكأنَّ الجوابَ كانَ واضِحاً. لقد غَسلَ أرجُلَهُم. ولكنَّ الجوابَ الذي أرادَهُ يسُوعُ على سُؤالِهِ يُمكِنُ أن نجِدَهُ في العدد الإفتِتاحِيّ من القصَّةِ التي يسرُدُها يُوحنَّا: "إذ كانَ قد أحبَّ خاصَّتَهُ الذين في العالم أحَبَّهُم إلى المُنتَهَى." فعندَما غسلَ يسُوعُ أرجُلَهم، أحبَّهُم.

لقد أحَبَّ يسُوعُ هؤلاء الرِّجال، ولقد تجاوَبُوا معَ محبَّتِهِ لهُم بطُرُقٍ مشُوبَةٍ بالنَّقص. لقد أقامَ يسُوعُ عهداً معهُم: "هَلُمُّوا روائي فأجعَلَكُم صيَّادي ناس." (متَّى 4: 19) كانُوا في عهدٍ معَ يسُوع لمُدَّةِ ثلاثِ سنوات. خِلالَ هذه المرحلة، إكتَشَفُوا أنَّ المحبَّةَ كانت القُوَّةَ الدافِعة وراءَ هذا العهد. فلقد أحبَّهُم يسُوعُ بطُرُقٍ لم يُحِبُّهم بها أحدٌ من قَبل، وجعلَ منهُم أكثَر ممَّا كانُوا يعرِفُون أو يحلُمُونَ بأن يكُونُوا. ولكن، أنا أعتَقِدُ أنَّهُ لم تخطُرُ بِبَالِهم أبداً فكرَةُ أنَّهُ عليهم أن يُقيمُوا عهدَ محبَّةٍ معَ بعضِهم البعض.

وفي وسطِ هذه الفترة الأخيرة التي قضاها معهُم، وضعَ يسُوعُ أمامَهُم تحدِّي أن يُقيمُوا عهداً جديداً، عندما أعطاهُم وصيَّةً جديدة: "وَصِيَّةً جَديدَةً أنا أُعطِيكُم أن تُحِبُّوا بعضُكُم بعضاً. كما أحبَبتُكُم أنا تُحِبُّونَ أنتُم أيضاً بعضُكُم بعضاً." (يُوحنَّا 13: 34). عندما أعطَى يسُوعُ هذه الوَصيَّة الجديدة، عرَّفَ نوعَ المحبَّة التي بها ينبَغي أن يُحِبُّوا بعضُهُم بعضاً. كانَ عَلَيهِم أن يُحِبُّوا بعضُهم بعضاً كما أو بنفسِ الطريقة التي أحبَّهُم بها. كانَ عليهم أن يغسِلوا بعضُهم أرجُلَ بعض، كما غَسَلَ هُوَ أرجُلَهُم.

لطالَما تصوَّرتُ الرُّسُلَ ينظُرُونَ بعضُهم إلى البَعضِ الآخر، مُدرِكِينَ ماذا سيعني لهُم أن يُطيعوا هذه الوصيَّة الجديدة. أحدُ الرُّسُل كانَ عشَّاراً يجمَعُ الضرائِبَ لمصلَحَةِ الرُّومان من إخوتِهِ اليَهود. آخَرُ كانَ من الغَيُورين، الذي كانُوا من المُقاتِلينَ المُتَحَمِّسينَ الذين آمنُوا بالمُقاوَمةِ ضِدَّ الإحتِلالِ الرُّوماني لِفِلسطين. أتصوَّرُ أنَّ عُيُونَهُم إلتَقَت بِبَعضِها البعض على المائِدة، وأخذُوا يُفكِّرون، "أيجُوز أن أُحِبَّ أنا هذا الآخر؟" بالطبعِ كانَ الجوابُ، "نعم، عليكَ أن تُحِبَّهُ، وأن تغسِلَ رجلَيه. لأنَّهُ عندما سيسمَعُ العالَمُ أنَّ غَيُوراً يغسِلُ أرجُلَ عشَّار، سيعرِفُ العالَمُ أنَّكُم تلاميذي."

أكثَرُ طريقَةٍ فعَّالَةٍ لتعليمِ أطفالِنا المحبَّة، هي أن نُحِبَّهُم، وأن نُظهِرَ لهُم أنَّ أَباهُم وأُمَّهُم يُحِبَّانِ بعضُهما بعضاً. كانَ يسُوعُ يقُولُ للرُّسُل أنَّهُ كلَّفَهُم ودرَّبَهُم لمُدَّةِ ثلاثِ سنين ليُعلِنُوا إنجيلَ المحبَّةِ للعالَمِ أجمَع. عندما أعطاهُم وصيَّتَهُ الجديدة، كانَ يقُولُ لهُم بطريقَةٍ أو بِأُخرى، أنَّ أفضَلَ طَريقَةٍ لتَعليمِ المحبَّةِ لهذا العالم بأسرِهِ كانت بأن ننظُرَ إلى الطرفِ الآخر من المائِدة. ثُمَّ بأنَّ نلتَزِمَ بأن نُحِبَّ بعضُنا بعضاً كما هُوَ أحبَّنا.

لقد خلقت هذه الوصيَّةُ الجديدةُ مُجتَمَعاً جديداً، كانَ سيُسمَّى فيما بعد الكنيسة. فبِمَحَبَّتِهم لبَعضِهم البعض كما أحبَّهُم يسُوع، قالَ لهُم يسُوعُ أنَّ هذا سيُميِّزُهُم عن العالم: "بهذا يعرفُ الناسُ أنَّكُم تلاميذي، إن كانَ لكُم [هذا النَّوع] من المحبَّة لبَعضِكُم البعض." (يُوحنَّا 13: 35). وهذا ما حدَثَ بالضبط. فبعدَ أن صعِدَ المسيحُ إلى السماء، حلَّ الرُّوحُ القدُسُ على المُؤمنين، فوُلِدَِتِ الكنيسة.
 
قديم اليوم, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 173713 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




هل تعتَرِفُ بهذه القيمة التي أعطاها يسُوع؟
وهل المحبَّةُ هي القوَّةُ التي تُحرِّكُ شَرِكَتَكَ معَ باقِي المُؤمنين؟
وهل تعتَرِفُ بهذه القيمة للمسيح، بمحبَّتِكَ للناس الذين تلتَقي بهم في حياتِكَ يوميَّاً؟
عندما ينظُرُ الناسُ إلى وجهِكَ، هل يشعُرُونَ بمَحبَّةِ المسيح تشُعُّ من خِلالِ وجهِكَ نحوَهم. لقد علَّمَ يسُوعُ أنَّهُ علينا أن نُحِبَّ عندما ننظُرُ إلى فوق، إلى داخِلِنا، وحولَنا (متَّى 22: 36- 40).
علَّمَ يسُوعُ أنَّهُ علينا أن نُحِبَّ اللهَ بشكلٍ كامِل، وأن نُحِبَّ أنفُسَنا بشكلٍ صحيح، وأن نُحِبَّ العالَمَ بدُونِ شُروط. فهل تعتَرِفُ بالقيمةِ التي أولاها يسُوعُ للمحبَّة؟
 
قديم اليوم, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 173714 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




تعليمُهُ

بَينما كُنتَ تقتَفي خُطوات يسُوع عبرَ الأناجيل، هل لاحظتَ القيمة التي أولاها يسُوعُ لكلمةِ الله؟ وهل لاحظتَ كم كانَ لدَيهِ لِيَقولَهُ عن تعليمِهِ الخاصّ؟ لقد أولى يسُوعُ قيمةً كُبرى للأسفارِ المقدَّسة. كانَ أحد أسئِلتِهِ المُفضَّلة لِلقَادَة الدِّينيِّين كالكَتَبَة والفَرِّيسيِّين، "ألم تقرَأُوا ما جاءَ في الكُتُب؟" (متَّى 21: 42) عندما تكلَّمَ يسُوعُ عن تعليمِهِ الخاصّ، كانَ يُخبِرُنا عمَّا هُوَ تعليمُهُ، وما يُمكِنُ أن يكُونَهُ تعليمُهُ، وكيفَ ينبَغي علينا آنذاك أن نقتَرِبَ من تعليمِه. مثلاً، علَّمَ يسُوعُ قائلاً: "ليسَ أحدٌ يجعَلُ رُقعَةً من قِطعَةٍ جديدة على ثَوبٍ عتيق. لأنَّ المِلءَ يأخُذُ من الثَّوبِ فيَصيرُ الخَرقُ أردَأ. ولا يجعَلُونَ خمراً جَديدَةً في زِقاقٍ عتيقة. لِئلا تنشَقَّ الزِّقاقُ فالخَمرُ تنصَبُّ والزِّقاقُ تَتلَفُ. بَل يجعَلُونَ خمراً جَديدَةً في زِقاقٍ جَديدَة. فتُحفَظُ جَميعاً." (متَّى 9: 16- 17).

لقد إستَخدَمَ يسُوعُ هذا المَثَل ليُساعِدَ مُستَمِعيهِ على فهمِ قيمَةِ تعليمِه. إنَّ كلمة مَثَل، أي "Paraballo" في لُغَةِ العهدِ الجديد الأصليَّة، تتألَّفُ من جزئَين، "Para"، والتي تعني "إلى جانِب، و "Ballo"، والتي تعني "إلقاء أو رَمِي." فالمَثلُ هو إيضاحٌ يُلقَى إلى جانِبِ حقيقَةٍ علَّمَها يسُوع.

في هذا المقطع، نجدُ مثلَين لهُما معانٍ مُتشابِهة. المَثَلُ الأوَّلُ هُوَ إيضاحٌ يتعلَّقُ بترقيعِ الثِّيابِ الرَّثَّة. ويقُولُ أنَّ الخَيَّاطَةَ لن تضعَ أبداً رُقعَةً جديدَةً على ثَوبٍ قديم، لأنَّ هذا سيُؤدِّي إلى كارِثَتَين: الرُّقعَةُ الجديدة سوفَ تشُدُّ بقِماشِ الثوب القديم، وسوفَ تُوسِّعُ بذلكَ المزقَ ، كما وأنَّ الرُّقعَةَ الجَديدَة سوفَ تكُونُ فاضِحَةً على الثَّوبِ القَديم.

من خِلالِ هذا المثل، كانَ يسُوعُ يُعلِّمُ أنَّ كَلِماتِهِ لم يكُنِ المقصُودُ منها أن تكُونَ رُقعَةً جديدَةً على ثَوبِ السُّلطاتِ الدينيَّة القَديم. لقد كانت تعاليمُهُ جديدَةً تماماً. هذا يتبَعُ الكَلِمات التي تكلَّمَ بها في المَوعِظَة على الجَبَل، حيثُ بَدَأَ درسَهُ ستَّ مرَّاتٍ بالقول، "قِيلَ لكُم... وأمَّا أنا فأقُولُ لكُم." لقد كانت تعاليمُ يسُوع مُختَلِفَةً عن تِلكَ التعاليم التي كان الناسُ يسمَعُونَها من الكَتَبَةِ والفَرِّيسيِّين. وبما أنَّها كانت تعاليمَ جديدة، لم يكُنْ بالإمكانِ أن تُوضَعَ هذه التعاليمُ كرُقعَةٍ على ثوبِ تعاليم الكتبَة والفَرِّيسيِّين. لقد كانَ التفاوُتُ بينَ كلمات يسُوع وكلمات الكتبَة والفَرِّيسيِّين أوضَحَ من أن يجعلَهُم يمزُجانِهما معاً.

إنَّ التعليمَ الأساسي من هذا المَثَل كانَ أنَّ تعليمَهُ لم يكُنْ مُنسَجِماً معَ تعليمِ رِجالِ الدِّين. كانَ يسُوعُ يفضَحُ رجالَ الدين، وكانَ يُحضِّرُ تلاميذَهُ لنظرَةٍ جديدَةٍ لكلمةِ الله.

أتبعَ يسُوعُ هذا الإيضاح بمَثَلٍ آخر عن الخمر والزِّقاق. ففي تلكَ الأيَّام، كانَ الناسُ يحتَفِظُونَ بالخَمرِ في قِرَبٍ من جُلودِ الماعِز، ويدَعُونَهُ يختَمِر لبضعَةِ أشهُرٍ. فبَينَما كانَ الخمرُ يختَمِرُ، كانَ يتمدَّدُ ويُشكِّلُ ضغطاً على قِربَةِ الجلد. وبسببِ عمليَّةِ التمدُّدِ هذه، لم يكُونُوا يضعُونَ أبداً خمراً جديدَةً (أي عصير كرمة) في قربَةِ جلدٍ قديمة، لأنَّ ضغطَ التمدُّد الناتج عن الخمر المُختَمِر كانَ يُسبِّبُ إنشقاقَ وإنفِجارَ قربة الجلد التي تقسَّى جلدُها وفقد طواعِيَّتَهُ. بدَلَ ذلكَ، كانُوا يضعُونَ الخمرَ الجديدةَ في قربَةِ جلدٍ جديدة، لكَي يتمدَّدَ الخمرُ الجديدُ جنباً إلى جنب معَ الجلدِ الجديد.

لقد كانَ يسُوعُ يُظهِرُ التمييز بينَ تعاليمِهِ وبينَ تعاليمِ القادَة الدينيِّين. لقد كانت تعاليمُهُ مثل الخمر الذي لم يختَمِر بعد، وتعليم القادَةِ الدينيين مثل قربَةِ جلدٍ قديمة. فلو قامَ بِتعليمِهِ في إطارِ المُؤسَّسة الدينيَّة، فإنَّ ضغطَ تعاليم يسوع التي هي بمثابَةِ "خمرٍ جديدة" كانَ ستُؤدِّي إلى تفجُّرِ أوِ إنشقاقِ المُؤسَّسة الدينيَّة. كانت هذه طريقَةٌ أُخرى للقَول أنَّ تعليمَهُ كانَ غيرَ مُنسجِمٍ معَ تعليمِ مُعظَمِ المُجتَمَعِ الدِّيني للكتبة والفرِيسيِّين.

لقد كانَ يسُوعُ أيضاً يُولي قيمَةً لتأثيرِ تعليمِهِ على أولئكَ الذين يقتَرِبُونَ منهُ بشكلٍ سَليم. كانَ يُحذِّرُ تلاميذَهُ أنَّ تعليمَهُ سوفَ يضعُ عليهم ضغطاً. فإن كانُوا مثل قربةِ خمرٍ جِلدِيَّةٍ قديمة، وإن لم يكُونُوا راغِبينَ بالإستسلامِ للتغييرات التي سيُحدِثُها تطبيقُ تعليمِهِ في حياتِهم، فإنَّ تعليمَهُ كانَ سيجعَلُ عقُولَهم تتشقَّقُ إذا صحَّ التعبير، مثل قِرَبِ الخمرِ العتيقة.

لقد كانت تعاليمُ يَسُوع ثوريَّةً، وجاءَت معَ تحذيرٍ – بأنَّهُ علَينا أن ندعَ تعاليمَهُ تُغَيِّرُ حياتَنا. إنَّ إستخدامَهُ لإستِعارَةِ قربَةِ الخمر الجلديَّة الجديدة ترتَبِطُ بمُعجِزَةِ الولادَةِ الجديدة. عندما نُولَدُ ثانِيَةً، سوفَ نكُونُ مثل قِرَبِ خمرٍ جِلديَّةٍ جديدَةٍ التي تستطيعُ أن تتحمَّلَ ضغطَ خمر تعاليم يسُوع الجديدة.

هل تعتَرِفُ بتعاليم يسُوع التي قالَها عن تعاليمِهِ؟ وهل ترغَبُ بأن تقتَرِبَ من تعليمِهِ كقِربَةِ خمرٍ جِلديَّةٍ جديدة، وتستسلِمَ لحقيقَةِ أنَّهُ يُريدُ أن يتجسَّدَ في حياتِكَ؟


 
قديم اليوم, 05:23 PM   رقم المشاركة : ( 173715 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كانَ يسُوعُ يُظهِرُ التمييز بينَ تعاليمِهِ وبينَ تعاليمِ القادَة الدينيِّين. لقد كانت تعاليمُهُ مثل الخمر الذي لم يختَمِر بعد، وتعليم القادَةِ الدينيين مثل قربَةِ جلدٍ قديمة. فلو قامَ بِتعليمِهِ في إطارِ المُؤسَّسة الدينيَّة، فإنَّ ضغطَ تعاليم يسوع التي هي بمثابَةِ "خمرٍ جديدة" كانَ ستُؤدِّي إلى تفجُّرِ أوِ إنشقاقِ المُؤسَّسة الدينيَّة. كانت هذه طريقَةٌ أُخرى للقَول أنَّ تعليمَهُ كانَ غيرَ مُنسجِمٍ معَ تعليمِ مُعظَمِ المُجتَمَعِ الدِّيني للكتبة والفرِيسيِّين.

لقد كانَ يسُوعُ أيضاً يُولي قيمَةً لتأثيرِ تعليمِهِ على أولئكَ الذين يقتَرِبُونَ منهُ بشكلٍ سَليم. كانَ يُحذِّرُ تلاميذَهُ أنَّ تعليمَهُ سوفَ يضعُ عليهم ضغطاً. فإن كانُوا مثل قربةِ خمرٍ جِلدِيَّةٍ قديمة، وإن لم يكُونُوا راغِبينَ بالإستسلامِ للتغييرات التي سيُحدِثُها تطبيقُ تعليمِهِ في حياتِهم، فإنَّ تعليمَهُ كانَ سيجعَلُ عقُولَهم تتشقَّقُ إذا صحَّ التعبير، مثل قِرَبِ الخمرِ العتيقة.

لقد كانت تعاليمُ يَسُوع ثوريَّةً، وجاءَت معَ تحذيرٍ – بأنَّهُ علَينا أن ندعَ تعاليمَهُ تُغَيِّرُ حياتَنا. إنَّ إستخدامَهُ لإستِعارَةِ قربَةِ الخمر الجلديَّة الجديدة ترتَبِطُ بمُعجِزَةِ الولادَةِ الجديدة. عندما نُولَدُ ثانِيَةً، سوفَ نكُونُ مثل قِرَبِ خمرٍ جِلديَّةٍ جديدَةٍ التي تستطيعُ أن تتحمَّلَ ضغطَ خمر تعاليم يسُوع الجديدة.
 
قديم اليوم, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 173716 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الدينُونة

ما هُوَ مفهُومُكَ للدَّينُونَة؟ كَثيراً ما نسمَعُ النُّكات المضحِكة عن الدينُونَة، ذلكَ لأنَّ الناسَ لا يأخُذُونَها على محمَلِ الجَدّ. ولكن بِحَسَبِ كلمةِ الله، الدينُونَةُ ليسَت مزحَةً. بعضُ المُؤمنين يُعطُونَ الإنطِباع أنَّ الدينُونَةَ ستَكُونُ بمثابَةِ إمتِحانٍ نِهائِيٍّ في اللاهُوت. تأمَّلْ بالقيمةِ التي وَضَعَها يسُوعُ على الدينُونة، وبنظرتِهِ لما ستكُونُ عليهِ الدينُونة: "ومتى جاءَ إبنُ الإنسانِ في مَجدِهِ، وجميعُ الملائِكَةِ القِدِّيسِينَ معَهُ، فحينئذٍ يجلِسُ على كُرسِيِّ مجدِهِ. ويجتمِعُ أمامَهُ جميعُ الشُّعوب فيُميِّزُ بعضَهُم من بعضٍ كما يُمَيِّزُ الرَّاعي الخرافَ منَ الجِداء. فيُقيمُ الخِرافَ عن يمينِهِ والجداءَ عن يسارِهِ.

ثُمَّ يقُولُ الملكُ للَّذينَ عن يمينهِ تعالَوا يا مُبارَكي أبي رِثُوا الملكوت المُعدَّ لكُم منذُ تأسيسِ العالم. لأنِّي جُعتُ فأطعمتُمُوني. عطِشتُ فسَقَيتُمُوني. كُنتُ غريباً فآوَيتُمُوني. عُرياناً فكَسوتُمُوني. مَريضاً فزُرتُمُوني. مَحبُوساً فأتيتُم إليَّ. فيُجيبُهُ الأبرارُ حينئذٍ قائِلين: يا رَبُّ متى رأيناكَ جائِعاً فأطعمناكَ أو عطشاناً فسَقيناكَ. ومتى رأيناكَ غَريباً فآويناكَ أو عُرياناً فكَسوناكَ. ومتى رأيناكَ مرِيضاً أو محبُوساً فأتينا إليكَ. فيُجيبُ المَلِكُ ويَقُولُ لهُم الحقَّ أقُولُ لكُم بما أنَّكُ فعلتُمُوهُ بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغِر فبِي فعَلتُم." (متى 25: 31- 40)

في هذا الوصف للدَّينُونَة، لا نسمَعُ عن اللاهُوت، بل عن العطفِ على المُتألِّمين. نسمَعُ التَّحدِّي بأن نُولي قيمَةً لأولئكَ الذين أولاهُم يسُوعُ قيمةً خلالَ حياتِهِ – المرضى، المُستوحدين، الجائعين، العطشانين، الفُقراء الذين ليسَ لهم ما يكفي ليلبَسُوا، والمساجين – الأشخاص المُتألِّمينَ في العالم الذين قضى معهُم يسُوعُ الكثيرَ من وقتِهِ على الأرض.

أشارَ يسُوعُ إلى هؤلاء كإخوتِه. فمن هُم هؤلاء الناس؟ في مُناسَبَةٍ مُعيَّنة، صرَّحَ يسُوعُ أنَّ أولئكَ الذين يعمَلُونَ إرادَةَ الله هُم أبُوهُ وأُمُّهُ وإِخوتُه (متَّى 12: 50). خلالَ الثلاثمائة سنة الأُولى من تاريخِ الكنيسة، كانَ أتباعُ المسيح يُعتَبَرُونَ خَارجِينَ على القانُون. لقد كانَ شعبُ اللهِ دائماً شعباً مُتألِّماً. فهل يُمكِنُ أن نعتَبِرَ هؤلاء هُم المُؤمنون المُضطَّهَدون المُتألِّمُون الذين عانوا بهذه الطريقة لكَونِهم يعمَلُونَ إرادَة الله؟ ولكن، كائنينَ من يكُونُون، فسوفَ نلتَقي بهم في القِيامَةِ، بحسبِ قولِ يسوع.

إيَّاكَ أن تُسيءَ الفهم. فنحنُ نعرِفُ أنَّ الخلاصَ ليسَ مَبنيَّاً على الأعمال الإجتماعيَّة الصالحة. فجوهَرُ ولُبُّ رسائِلِ بُولُس إلى أهلِ رُومية وغلاطية، يُشدِّدُ على إنجيلِ الحَقّ القائِل أنَّ إيمانَنا بما عملَهُ يسُوعُ على الصليب هُوَ أساسُ خلاصِنا. ولكنَّ جميعَ هذه الأسفار الكِتابِيَّة تتَّفِقُ على أنَّ الأعمالَ الصالِحَة والخدمات الإجتماعِيَّة تُعطي قيمَةً ومعنى لإيمانِنا الذي وحدَهُ يُخلِّصُنا.

إنَّ هذا المقطع من متَّى 25 يُحدِّثُنا عن الدَّينُونَة، بمعنى تقييم حياة المُؤمنين. تُعلِّمُ الأمثالُ الثلاثة في هذا الإصحاح أنَّ مجيءَ المسيح ثانِيَةً سيكُونُ دينُونَةً على كُلِّ إناءٍ فارِغ، وكُلِّ يَدٍ فارِغة، وكُلِّ قلبٍ فارِغ. جميعُ هؤُلاء الذين يعتَرفُونَ بالإيمان، ولكنَّ آنِيتَهُم وأيديهم وقُلوبهم فارغة، الأمرُ الذي يُفرِّغُ إيمانَهم من قيمتِهِ ومعناهُ، سوفَ يسمَعُونَ الرَّبَّ يقُولُ لهم: "إذهَبُوا عنِّي يا مَلاعين إلى النَّارِ الأبديَّة المُعدَّة لإبليس وملائكتِهِ... بما أنَّكُم لم تفعلُوهُ بأحدِ إخوتِي هؤلاء الأصاغِر فبِي لم تفعلَوا." (متى 25: 41، 45).

فالسُّؤال الذي يطرَحُ نفسَهُ علينا هُو التالي: ما هي القيمة التي نضعُها على الأشخاصِ المُتألِّمينَ في هذا العالم؟ هل نُغذِّيهِم، ونكسُوهم، ونُعطيهم ليشرَبُوا، ونزورهم، وندعُوهم إلى منازِلِنا، ونُقدِّمُ لهم الضِّيافة، ونُساعِدُهُم ليُصبِحوا أصِحَّاء؟ هل قَلبُنا مَملُووءٌ بالعطفِ على المُحتاجين لمحبَّةِ الله؟ إنَّ الأشخاصَ المُتألِّمينَ في هذا العالم هُم جزءٌ من نظامِ قِيَمِ المسيح، لأنَّهُ جاءَ "ليُبشِّرَ المساكين...ليُنادِيَ للمأسُورينَ بالإطلاق، وللعُميِ بالبَصَر، وليُرسِلَ المُنسَحِقينَ في الحُرِّيَّة، وليكرِزَ بِسَنَةِ الرَّبّ المقبُولَة." (لُوقا 4: 18- 19).

 
قديم اليوم, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 173717 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يبدَأُ العهدُ الجديدُ معَ المجُوسِ الحُكماء وهُم يسألُونَ، "أينَ هُوَ؟"
فإذا أردتَ أن تعرِفَ أينَ هُوَ المسيحُ اليوم،
فتِّشْ عن حيثُ تنسَكِبُ محبَّةُ المسيح المُقام للمُتألِّمينَ في العالم.

هل تعتَرِفُ بالقيمةِ التي أولاها يسُوعُ للأشخاصِ المُتألِّمينَ في هذا العالم؟

وهل ترغَبُ بأن تطلُبَ من المسيحِ الحَيِّ المُقام بأن يضعكَ
ستراتيجيَّاً في موقعٍ مُتوسِّطٍ بينَ محبَّتِهِ وبينَ آلامِ النَّاس؟
وهل تُريدُ أن تكُونَ وسيلَةَ نقلٍ لكُلِّ ما يُريدُ أن يُوصِلَهُ يسُوعُ
للمُتألِّمينَ في هذا العالم؟ إذا صَلَّيتَ صلاةً كهذه التي إقتَرحتُها عليكَ
سوفَ تكتَشِفُ أينَ هُوَ المسيحُ اليوم – وأينَ سترغَبُ بأن تقضِيَ ما تبقَّى من حَياتِكَ.
 
قديم اليوم, 05:27 PM   رقم المشاركة : ( 173718 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الحُرِّيَّة

خِلالَ حياةِ يسُوع على الأرض، غالِباً ما أثارَ حفيظَةَ رجالِ الدِّين، لكَونِ قِيَمِهِ تتَعارَضُ كُلِّياً معَ قِيَمِهِم. فلقد علَّمَ بشكلٍ يتعارَضُ معَ طريقَةِ تعليمِهم، وأجابَ على الأسئِلةِ بطريقَةٍ تُحَيِّرُهم، وكانَ صديقاً للطَّبقاتِ المُتَدَنِّيَة في المُجتَمَع. كُلُّ ما عَمِلَهُ يبدُو أنَّهُ كانَ ضِدَّ النَّامُوس الذي كانُوا يُرفِّعُونَهُ، وغالِباً ما كانُوا يُفتِّشُونَ عن طُرُقٍ ليُبَرهِنُوا أنَّهُ على خَطأ. في مُناسَبَةٍ ما، إختارَ يسُوعُ أن يشفِيَ رجُلاً يومَ سبت، وقالَ لهذا الرجُل أن يحمِلَ سَريرَهُ ويمشِيَ على الطريقِ التي تمُرُّ أمامَ الهيكَل (يُوحنَّا 5: 2- 17). بما أنَّ رَفْعَ حِملٍ يُعتَبَرُ عملاً، فعندما طلبَ منهُ يسُوعُ أن يحمِلَ سريرَهُ، تناقَضَ هذا مع النَّامُوسِ الذي كانَ يمنَعُ النَّاسَ من العملِ يوم السبت (خُروج 20: 9- 11؛ إرميا 17: 21، 22).

كانَ هذا الشِّفاءُ بِوُضُوح طريقَةً ستراتيجيَّةً ليسُوع، كَي يبدَأَ حواراً عدائيَّاً مُطَوَّلاً أرادَ أن يُقيمَهُ معَ الفَرِّيسيِّينَ والكَتَبَة. نجدُ هذا الحوار مُسجَّلاً في أربَعةِ إصحاحاتٍ من إنجيلِ يُوحنَّا (5- 8). في هذا الحوار العَدَائِيّ، قامَ يسُوعُ بالكَثيرِ من التصريحات عمَّن هُوَ، ولماذا جاءَ إلى العالم. مُعظَمُ اليَهود الذين سمِعُوهُ إحتَقَرُوا إدِّعاءاتِهِ، وتمنُّوا لو يُلقَى القبضُ عليهِ أو يُرجَم حتَّى الموت، ولكن نتيجَةً لهذا الحوار، آمنَ البعضُ منهُم. فقالَ لأولئكَ الذين آمنُوا بهِ، "إنَّكُم إن ثَبَتُّم في كَلامِي فبِالحَقيقَةِ تكُونُونَ تلاميذِي؛ وتَعرِفُونَ الحَقَّ والحَقُّ يُحَرِّرُكُم." (يُوحَنَّا 8: 31- 32) في هذا التصريح، أكَّدَ يسُوعُ إدِّعاءً آخرَ عن قيمَةِ تعليمِهِ – أنَّ أُولئكَ الذين يثبُتُونَ في كلمتِهِ سيجِدُونَ الحُرَّيَّةَ الرُّوحِيَّة.

غالِباً يَظُنُّ الناسُ أنَّ التصديقَ هُوَ أهمُّ شَيءٍ في إيمانِنا، وأنَّنا ساعَةَ نُصدِّقُ، بإمكانِنا أن نُتابِعَ حياتَنا وكأنَّ شَيئاً لم يكُنْ. ولكن ليسَ هذا ما قالَهُ يسُوعُ لأولئكَ الذين آمنُوا في العهدِ الجديد. فعندما كانَ أحدُهُم يُؤمِن، ركَّزَ يسُوعُ أمامَهُ على أهمِّيَّةِ تعاليمِهِ. قالَ أنَّهُم إن آمنُوا، سيثبُتُونَ في كلامِهِ، وسيُصبِحونَ تلاميذَهُ بِحَقّ، وعندها سيجعلُهُم الحقُّ الذي سيكتَشِفُونَهُ من تعليمِهِ أحراراً.

فالتلميذُ أشبَهُ بالمُتَدَرِّب للخدمَةِ البَحريَّة. يقضي المُتَدَرِّبُ أسبُوعَين في غُرفَةِ الصَّفِّ ومن ثَمَّ أُسبُوعَين على متنِ الباخِرة. وهكذا عندما يتعلَّمُ أمراً، يُطبِّقُ ما يتعلَّمُهُ، ومن ثَمَّ يرجِعُ إلى غُرفَةِ الصَّفّ ليتعلَّمَ المَزيد. إنَّ تعريفَ التِّلميذ هُوَ: مُتَعلِّمٌ يعمَلُ بما يتعلَّمُهُ، ويتعلَّمُ ما يعمَلُهُ. لقد كانَ الرُّسُلُ الإثني عشَر نماذِجَ عظيمةً عمَّا يعنيه أن يكونَ الإنسانُ تلميذاً ليسُوع. كانُوا تلاميذَ (مُتَدرِّبين) على يدَي يسُوع لمُدَّةِ ثلاث سنوات، التي خلالَها علَّمَهُم، أظهَرَ لهُم، ودرَّبَهُم.

عِندَما وعدَ يسُوعُ قائِلاً، "وتعرِفُونَ الحقَّ، والحَقُّ يُحَرِّرُكُم" (يُوحنَّا 8: 32)، كانت كلمة "تعرفُونَ" تُشيرُ إلى المعرفة بواسطَةِ العلاقة. فإذا ثبَتنا في كلامِهِ وطبَّقناهُ، سنُصبِحُ على علاقَةٍ معَ ذلكَ الشخص الذي هُوَ الحقّ، وهذه العلاقة ستُحرِّرُنا.

بِحَسَبِ يسُوع، الإيمانُ بهِ وصيرورة الإنسان تلميذاً لهُ، يأتي في ثلاثَةِ أبعاد. أوَّلاً، نُؤمِنُ أنَّ يسُوعَ هُوَ إبن الله الوَحيد، وحلّ الله الوحيد لمُشكِلَةِ خطايانا، والمُخلِّصُ الوحيد المُرسَل من قِبَلِ الله. وعندها سيكُونُ بإمكانِنا أن نتبَعَهُ بالثَّباتِ في كلامِه. وبينما نتبَعُهُ، كتلاميذِهِ الحقيقيِّين، نأتي لمعرِفَتِهِ، ليسَ فقط معرِفَة كلامِهِ، بل هُوَ نفسه المسيح المُقام. عندما يحدُثُ هذا، سوفَ يُحرِّرُنا المسيح. وعندما يُحرِّرُنا، سنكُونُ بالحقيقَةِ أحراراً.

هل تعرِف المسيح الحيّ المُقام بهذه الطريقة؟ وهل إختَبَرتَ معرِفَةً حَميمَةً بِهِ من خلالِ علاقَةٍ، وهل حرَّرتكَ تِلكَ العلاقة من قيُودِ الخطيَّةِ التي كُنتَ تعرِفُها؟ إذا أردتَ أن تعتَرِفَ بهذه القِيمَة ليسُوع المسيح، آمنْ بهِ، أثبُتْ في كلامِهِ، وصِرْ تلميذاً حقيقيَّاً لهُ، وتوصَّلْ لِما هُوَ أبعد من الكَلِمةِ المُدوَّنة نحوَ علاقَةٍ معَ الكلمةِ الحيَّة، لتُصبِحَ بالحقيقةِ حُرَّاً.


 
قديم اليوم, 05:29 PM   رقم المشاركة : ( 173719 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






هل تعرِف المسيح الحيّ المُقام بهذه الطريقة؟
وهل إختَبَرتَ معرِفَةً حَميمَةً بِهِ من خلالِ علاقَةٍ،
وهل حرَّرتكَ تِلكَ العلاقة من قيُودِ الخطيَّةِ التي كُنتَ تعرِفُها؟
إذا أردتَ أن تعتَرِفَ بهذه القِيمَة ليسُوع المسيح، آمنْ بهِ،
أثبُتْ في كلامِهِ، وصِرْ تلميذاً حقيقيَّاً لهُ، وتوصَّلْ لِما هُوَ أبعد
من الكَلِمةِ المُدوَّنة نحوَ علاقَةٍ معَ الكلمةِ الحيَّة، لتُصبِحَ بالحقيقةِ حُرَّاً.
 
قديم اليوم, 05:55 PM   رقم المشاركة : ( 173720 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





الخلاص



بدأت خدمةُ يسُوع العَلَنيَّة في مجمَعٍ في الجَليل، في بَلدَتِهِ النَّاصِرة، حيثُ قرأَ من درجِ سفرِ إشعياء أمامَ الشعب: "رُوحُ الرَّبِّ عليَّ لأنَّهُ مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَساكِين أرسَلَني لأشفِيَ المُنكَسِري القُلوب لأُنادِيَ للمأسُورينَ بالإطلاق ولِلعُميِ بالبَصَر وأُرسِلَ المُنسَحِقينَ في الحُرِّيَّة. وأكرِزَ بسَنَةِ الرَّبِّ المقبُولَة." (لُوقا 4: 18- 19)

بعدَ إعطاءِ الموعِظَة التي بها بدأَ خدمتهُ العَلَنيَّة، بدأَ يسُوعُ بالكِرازَةِ بهذه الرسالة البَسيطة، والتي يُسمِّيها مُفَسِّرُو الكِتابِ المقدَّس "بَيانُ النَّاصِرة،" والمَقصُودُ بهِ بيان رُؤيتِهِ لرِسالتِهِ في هذا العالم. كانَ بَيانُ يسُوع أن يُحقِّقَ الخلاصَ للعُميان والمأسُورين والمُنكَسري القُلوب رُوحيَّاً، الذين إلتَقى بهم في حياتِهِ، مُعبِّراً لهم عن عطفِهِ، ومُحقِّقاً كُلَّ أبعادِ الخلاص هذه في حياتِهم.

ولكن كانَ هُناكَ مجمُوعَةٌ أُخرى من الناس الذي إلتقاهُم في حياتِهِ اليوميَّة. هذه المجموعة من الناس عُرِفُوا بالفَرِّيسيِّين. كانَ الفرِّيسيُّونَ فرقَةً دينيَّةً تتألَّفُ من اليَهودِ الأتقِياء الذين كانُوا مُكرَّسينَ لحفظِ العقائد اليهوديَّة المُستَقيمة. لقد كانُوا أتقياءَ جداً في الكثيرِ من الأوجُه. كانُوا الجناحَ الأُصُولِيّ في الديانَةِ اليهُوديَّة.

لم يَرَ الفَرِّيسيُّونَ أنفُسَهُم كعُميان أو مُحتاجِين، ويبدو أنَّهُم كانُوا دائِماً على أطرافِ خدمةِ يسُوع، مُشِيرِينَ بأصابِعِهم إليهِ ومُتَّهِمِينَ إيَّاهُ بإنتِهاكِ نامُوسِ مُوسى. غالِباً ما كانَ يسُوعُ غاضِباً من الفَرِّيسيِّين بسبب قساوَةِ قُلوبِهم وشُعُورِهم بالتفوُّقِ الرُّوحِيّ. ولكنَّهُ قضى الكثيرَ من الوقت مُحاوِلاً الوُصُول إليهِم لأنَّهُ أرادَهُم أن يعرِفُوا روحَ النَّامُوس الذي كانُوا يُعطُونَهُ قيمةً كبيرة.

لقد خاطَبَ يسُوعُ الأشخاصَ الضَّالِّينَ الذينَ أولاهُم قيمةً وإستَهدَفَهُم في خدمتِهِ، وكذلكَ الفرِّيسيِّينَ في نفسِ الوَقت، عندما علَّمَهُم مثلَهُ العظيم عن الأشياءِ الضَّائِعة (لُوقا 15). بعدَ إلقائِهِ عِظَةً حيويَّةً عن كِلفَةِ التلمذَة للمسيح، أحاطَ بهِ الخُطاةُ، راغِبينَ بالإقتِرابِ منهُ ليسمَعُوا المَزيدَ عن تعاليمِهِ. فإنسحَبَ الفَرِّيسيُّونَ والكَتَبَة من أمامِ يسُوع وشكَّلُوا حلقَةً خارِجيَّةً، مُدَمدِمينَ مُتذمَّرينَ من تقارُبِ يسُوع من مجمُوعَةِ الخُطاة.

لم يعتَبِرْ الفَرِّيسيُّونَ أنفُسَهُم ضالِّينَ، ولم يشعُروا بالعَطفِ أبداً على الذين كانُوا ضالِّين. وهكذا علَّمَ يسُوعُ مَثَلَهُ أمامَ هاتَين المَجمُوعَتَين من الناس الذين أحاطُوا بهِ. وبالحقيقةِ لقد وجَّهَ مثلَهُ هذا إلى الحلقَةِ الخارِجيَّة، مُفسِّراً لِلفَرِّيسيِّين ماذا كانَ يحدُثُ في الحلقَةِ الداخِليَّة التي كانَ قوامُها من العشَّارينَ والخُطاة الذين كانُوا يختَبِرونَ الخلاص. كانَ بالحقيقَةِ يدعُو الفَرِّيسيِّين ليدخُلُوا إلى الحلقَةِ الداخِليَّة ويُشارِكُوا معَهُ برسالتِهِ ليطلُبَ ويُخلِّصَ ما قد هلكَ. كانَ تحدِّيهِ لتِلكَ الحلقة الخارِجيَّة هُو: "السماءُ تفرَحُ عندما يُوجدُ هؤلاء الضَّالُّونَ، فلماذا لا تفرَحُونَ أنتُم أيضاً؟"

كانَ جوهَر ما قالَهُ يسُوعُ لتلكَ الحلقة الخارجيَّة هو التالي: "عندما تنظُرُونَ إلى هُؤلاء الناس، تَرَونَهُم كَعشَّارِينَ وخُطاةً. ولكن دَعُوني أُخبِرُكُم كيفَ يراهُمُ اللهُ. اللهُ يراهُم كَخِرافٍ ضالَّة، وكأبناء وبناتٍ ضالِّين. إنَّ جوهَرَ هذا المَثَل عن الأشخاصِ الضَّالِّين كانَ قصَّةً عن والِدٍ كانَ لديهِ إبنان.

في النِّصف الثاني، نرى رَدَّةَ فِعل الإبن الأكبَر على عودَةِ أخيهِ: "وكانَ إبنُه الأكبَر في الحقل. فلمَّا جاءَ وقَرُبَ من البَيت سَمِعَ صوتَ آلاتِ طَرَبٍ ورَقصاً. فدَعا واحِداً من الغِلمان وسألَهُ ما عَسَى أن يكُونَ هذا. فقالَ لهُ. أخوكَ جاءَ فذبَحَ أبُوكَ العجلَ المُسمَّن لأنَّهُ قَبِلَهُ سالِماً. فَغَضِبَ ولم يُرِد أن يدخُلَ. فخرجَ أبُوهُ يطلُبُ إليهِ. فأجابَ وقال لأبيهِ ها أنا أخدُمُكَ سِنين هذا عدَدُها وقَطُّ لم أتَجاوَز وَصِيَّتَكَ وجَدياً لم تُعطِنِي قَطّ لأَفرَحَ معَ أصدِقائي. ولكن لمَّا جاءَ إبنُكَ هذا الذي أكلَ مَعيشَتَكَ مَعَ الزَّواني ذبحتَ لهُ العجلَ المُسمَّن. فقالَ لهُ يا بُنَيَّ أنتَ مَعِي في كُلِّ حِين وكُلُّ ما لي فهُوَ لكَ. ولكن كانَ ينبَغي أن نفرَحَ ونُسَرَّ لأنَّ أخاكَ هذا كانَ مَيِّتاً فعاش وكانَ ضالاً فَوُجِد." (لُوقا 15: 25- 32)

لقد كانَ الأخُ الأكبَرُ، بِطريقَةٍ أو بِأُخرى، أكثَر ضَلالاً من الإبن الضَّال، لأنَّ قِيَمَهُ كانَت بعيدَةً أشَدَّ البُعد عن قِيَمِ أبيه. فالإبنُ الأكبَرُ هُوَ صُورَةٌ عن الفَرِّيسيّ، الذي وقفَ خارِجَ دائِرةِ الخَلاص المُعجِزي الذي كانَ يخلُصُ بهِ هؤلاء الضَّالُّون، ولم يكُن يقبَلْ بدُخُولِ تلكَ الدائِرة ليفرَحَ بتوبَةِ الخُطاة. فَهُم مثل الأخ الأكبَر، كانُوا غاضِبين ولم يدخُلُوا لينضَمُّوا إلى إحتِفالِ المُعجِزَةِ الكُبرى بكونِ هؤلاء الذين كانُوا مائِتينَ يَجدُونَ الحياة، وأنَّ هؤلاء الذين كانُوا ضالِّينَ كانُوا يُوجَدُون.

لقد فَرِحَ الأبُ بعودَةِ إبنِهِ الضَّال، ولكنَّ الإبنَ الأكبَر كانَ غاضِباً بسبب إستِقبالِ أبيهِ للإبنِ الضَّالّ في بيتِهِ. بنفسِ الطريقة التي بها خرجَ الأبُ من الإحتِفال وتوسَّلَ من الأخِ الأكبَر أن يدخُلَ وينضَمَّ إلى الإحتِفال، بنفسِ هذه الطريقة كانَ يسُوعُ يدعُو الفَرِّيسيِّين أن يدخُلُوا إلى الحلَقَةِ الداخِليَّة، وأن يفرَحوا بتوبَةِ الخُطاة. لقد كانَ يسُوعُ يدعُو الفَرِّيسيِّين لمُشارَكَتِهِِ في خدمتِهِ – لِكَي يَصِلَ إلى المَساكين في الرُّوح الذين وصفَهُم في بَيانِهِ، وأولاهُم قيمَةً كُبرَى خِلالَ السنوات الثلاث من خِدمَتِهِ العَلَنِيَّة.

هل تعتَرِفُ بالقِيمَةِ التي وضعها يسُوعُ على الأشخاصِ الضَّالِّينَ في هذا العالم؟ وكيفَ تشعُرُ عندما تَلتَقي بالخُطاةِ في هذا العالَم؟ وهل عزَلَتْكَ حضارَةُ كنيستِكَ عن حقيقَةِ ما تعنيهِ حياةُ الخاطِئ اليَوميَّة؟ وهل أنتَ على إتِّصالٍ بالمحبَّةِ والعطف والحَنان التي يشعُرُ بها المسيحُ الذي يحيا فيكَ تجاهَ الضَّالِّين؟ إن كانَ الأمرُ كذلكَ، قد تكُونُ في خَطَرٍ من أن تُصبِحَ مثلَ الفَرِّيسيِّين، الذين قد لا يفهَمُونَ هكذا محبَّة لهكذا أُناس.

نحنُ الوَسيلَةُ الوَحيدَةُ التي من خِلالِها يُرجِعُ المَسيحُ الحَيُّ الضَّالِّينَ في هذا العالم، ويَرُدُّهم إلى ملكُوتِهِ. في مِثالِ يسُوع عن الأشياءِ الضائِعة، إعتَرِفْ بالقِيمَةِ التي أولاها إيَّاها يسُوعُ. أُدخُلْ إلى تِلكَ الحلقَة الداخِليَّة، وشارِكْ معَهُ في مُهِمَّتِهِِ بإعطاءِ البَصَرِ للعُميان رُوحيَّاً، والحُرِّيَّة للمأسُورين، والشفاءَ للمُنكَسِري القُلُوب والضَّالِّينَ في العالم.


 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024