رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خارج التفكير نقرأ في رومية 1 «لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ... لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ» . هنا نجد أناسًا لم يستطيعوا أن يهربوا من شهادة الطبيعة خارجهم وإلحاح “شيء ما” بداخلهم يخبرهم؛ فعرفوا أن الله موجود. إلا أن وجود الله بالنسبة لهم غير مُستحب، وتمجيده بإعطائه المكان اللائق في الحياة هو أمر غير مرغوب. ولأنهم لم يستطيعوا أن يهربوا من واقع وجود الله حاولوا “إبداله” بآلهة من صنعهم، تُرضي هذا “الشيء”، أو الإحساس الذي بداخلهم وتحقِّق لهم كل ما يشتهون في الوقت نفسه. في القرينة نراهم «أَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى، وَالطُّيُورِ، وَالدَّوَابِّ، وَالزَّحَّافَاتِ... وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ، الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ». وإلى الآن والوضع على ما هو عليه، وإن اختلفت الصورة والمسمّيات والآلهة، فأصبحوا: المال، الشهرة، السلطة، المتعة، التدين، الأسرة، ... ، والقائمة تطول باستمرار، كما قيل ليهوذا «...آلِهَتُكَ الَّتِي صَنَعْتَ لِنَفْسِكَ... عَلَى عَدَدِ مُدُنِكَ صَارَتْ آلِهَتُكَ» (إر 2: 27، 28). ومرة ثانية السبب عينه: «شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ... مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ ...» (تابع باقي القائمة المؤسفة في رومية 1: 19-32). فهم لم يستحسنوا إبقاء الله الخالق العظيم في حسبانهم، ليس لأن وجوده غير مقنع، ولا لأنهم وجدوا فيه جورًا أو ظلمًا - حاشا - بل لأنهم «سَارُوا فِي مَشُورَاتِ (رغبات وشهوات) وَعِنَادِ قَلْبِهِمِ الشِّرِّيرِ، وَأَعْطَوْا (لله) الْقَفَا لاَ الْوَجْهَ ... وَقَدْ حَوَّلُوا لِي الْقَفَا لاَ الْوَجْهَ... (لأنهم) لَمْ يَسْمَعُوا لِيَقْبَلُوا أَدَبًا (فهم لا يريدوا أن يكونوا على مقاييس الله)» (إر 7: 24؛ 32: 33). |
|