رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يجمع شتاتهم وينميهم في حضنه: "أُصفر لهم وأجمعهم لأني قد فديتهم ويكثرون كما كثروا "[8]. إنه كالنحّال الذي يُصفر لنحله المشتت لجمع العسل من المروج والبساتين. إنه يضمهم إليه ويهبهم بالبركة أن ينموا ويكثروا كما سبقوا فأكثروا، بمعنى أنه إن كان قد اهتم بهم وهم تحت التأديب، تحت عبودية فرعون فكانوا ينمون بقدر ما أذلوهم (خر 1: 7) أفليس بالأولى يُنميهم ويكثرهم حين يفديهم من العبودية؟! إنه يُحقق فيهم وعده لإبراهيم أب الآباء: "لأني أجعلك أبًا لجمهور من الأمم، وأثمرك كثيرًا جدًا وأجعلك أممًا" (تك 17: 5-6)، وكما قيل في إشعياء: "الصغير يصير ألفًا والحقير أمة قوية" (إش 60: 22). وكما يقول القديس ديديموس الضرير: [لو أخذت هذه الكلمات بطريقة حرفية لظهرت صعبة فإن كثير من القديسين لم يكن لهم أولاد قط مثل إيليا وأليشع ويوحنا المعمدان الذي لم يبلغ إليه أحد في الفضيلة ومعرفة الأسرار المقدسة (مت 11: 11) ومع ذلك لم يكن له أولاد لذا يجب أن نفهم ذلك روحيًا]. فمن جهة أخرى يكون لهم أولاد في الروح كالذين ولدهم بولس في الإنجيل (1 كو 4: 15)، الذين تمخض بهم حتى يتصور المسيح فيهم (غلا 4: 19)، أو الذين يدعوهم بطرس الرسول: "أولاد الطاعة" (1 بط 1: 14)، ومن جهة أخرى يكون لهم أولاد في القلب أي ثمار الروح القدس المعلنة فينا كأولاد يفرحون قلب الله! |
|