|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْ ثَوَاب،ٍ وَرَجَاؤُكَ لاَ يَخِيبُ [18]. في الوقت الذي فيه يحذرنا الحكيم من حسد الأشرار على ما نالوه من تقدمٍ أو نجاحٍ أو وفرة خيراتٍ، لأنها أمور مؤقتة، يطلب منا أن نركز أنظارنا على الرجاء في نوال الميراث الأبدي والنجاح الحقيقي والنصرة الدائمة. فالمؤمن الحقيقي يفتح له الرجاء أبواب السماء أمام عينيه، فيعيش متهللًا تحت كل ظروف الحياة، مهما بدت قاسية. إنه واثق في غنى نعمة الله، وإمكانية التمتع بحياة النصرة. * لا تجبن أيها الراهب العمّال بالفضائل، وتقول في قلبك: إن أعدائي قد اصطادوني صيدًا مثل العصفور مجانًا. لتعلم أن غلبة يسوع معك كل حين، واصرخ بالفرح، وقل: الرب عوني ممن أخاف؟ اقرع باب تحننه، فيجيبك سريعًا. أطلب منه سؤالك بإيمان، وهو يعطيك مراحمه أضعافًا كثيرة، ولا تقل إني لا أستطيع العمل. * الذي يجفف كل زروع الشيطان هو الصلاة مع الرجاء بالله. * إن حلّ بهم (بالمؤمنين) شيطان الكآبة فليتعزوا بمواعيد ربنا، وينظروا في رجاء غنى الروح، ويسلموا أنفسهم لمواعيد الفرح. بهذا تعبر عنهم أحزان الكآبة بمعونة الله، ويحل فرحه في نفوسهم. * اهربوا من مشورات شيطان الكآبة ومن قطع الرجاء، واسمعوا بحبٍ لهذه الإفرازات التي وضعناها لكم: المسيح رحوم، فاطلبوه من كل قلوبكم، وتقووا، وهو يشفي أوجاع أجسادكم وأمراض نفوسكم. لا تخف أيها العَمَّال، ولا ترتعب من تهديد الشياطين. فإنهم يتشتتون أمام قوة الفضيلة. يا من غُلب من الشياطين، اعمل وعش، ولا تقطع رجاءك. إن كنت قد أخطأت كاللص، فأصرخ إلى سيدنا: "أذكرني"، فتحيا؛ أو سقطت كالزانية، فاخرج في طلب رحمة ربنا فتدركها. لا تخف ولا تهدأ عن طلب الرحمة أهرب من أفكار قطع الرجاء. القديس غريغوريوس القبرصي |
|