|
 |
 |
 |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
يوم أمس, 09:03 PM
|
|||||||||||
|
|||||||||||
 ثمّة صلاة تشعُر وكأنّها مُتّسقة مع ما مشيئة الله في كتابه المُقدّس . صلاةٌ خاضعةٌ ومُنتصرةٌ؛ وهي تلك الصلاة المبنيّة على الكلمة المُقدّسة . دعنا نقرأ سويًا مقطعًا من الكتاب المُقدّس ونرى بعد ذلك استجابة تلك الصلاة: «وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ.» (رسالة كورنثوس الثانية 12: 7-9). إنّه مرض مُزمن أصاب جسد "بولس" الرسول، لكنّه لم يتذمّر، إنّما خضع لمشيئة الله، الذي لم يستجب لتضرُّعه برفع مُعاناته، إنّما استجاب لصلاته بنشر الإنجيل إلى أقصى الأرض. والمثال الأشهر الذي بولس نفسه سار على نهجه هو مثال المسيح في صلاته في بُستان (جثسماني) حينما قال: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ ٱلْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لَا إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ» (إنجيل لوقا 22: 42). إنّها صلاة متوافقة مع المشيئة الإلهيّة، وحقّقت النُّصرة بغلبة المسيح على الموت وتحقيق الفداء وقيامته من الأموات. كما نجد ذلك أيضًا في العهد القديم، صلاة مُتّسقة مع مشيئة الله من ثمّ نُصرة، إذا يقول الوحي المُقدّس: «فَخَرَجَ مُوسَى مِنَ ٱلْمَدِينَةِ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ وَبَسَطَ يَدَيْهِ إِلَى ٱلرَّبِّ، فَٱنْقَطَعَتِ ٱلرُّعُودُ وَٱلْبَرَدُ وَلَمْ يَنْصَبَّ ٱلْمَطَرُ عَلَى ٱلْأَرْضِ» (سفر الخروج 9: 33). هنا نجد صلاةً خاضعةً لمشيئة الله، واستُجيبَ لها في الحال إذ يقول: «فَخَرَجَ مُوسَى مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ وَصَلَّى إِلَى ٱلرَّبِّ. فَرَدَّ ٱلرَّبُّ رِيحًا غَرْبِيَّةً شَدِيدَةً جِدًّا، فَحَمَلَتِ ٱلْجَرَادَ وَطَرَحَتْهُ إِلَى بَحْرِ سُوفَ. لَمْ تَبْقَ جَرَادَةٌ وَاحِدَةٌ فِي كُلِّ تُخُومِ مِصْرَ» (سفر الخروج 10: 18-19). فنتعلّم من الكتاب المُقدّس، أن نُصلّي لله لمعرفة مشيئته الصالحة لنا، وأنّ استجابة الله على الدوام هي لما يتوافق مع مشيئته. وأنت يا عزيزي، لا تترّد في طلب الله أن يجعل صلاتك وتضرُّعاتك مُتكاملة مع مشيئته، خاضعة لقُدرته ولتسير في موكب المُنتصرين في اليوم الأخير. 
|
 |
|
العرض العادي
