منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 05:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,262,309

الإنسان التافه الذي لا يصلح في عمل شيء لأن معاملاته مع الكلمات الكاذبة


"الرجل اللئيم، الرجل الأثيم،
يسعى باعوجاج الفم،
يغمز بعينيه،
يقول برجله،
يُشير بأصابعه.
في قلبه أكاذيب.
يخترع الشر في كل حين.
يزرع خصومات.
لأجل ذلك بغتة تُفاجئه بليته.
في لحظةٍ ينكسر ولا شفاء" [12-15].
جاءت كلمة" اللئيم" في العبرية لتعني حرفيًا "إنسان بليعال Man of Belial " ، أي الإنسان التافه، الذي لا يصلح في عمل شيء، لأن معاملاته مع الكلمات الكاذبة.
يتسم اللئيم بالصفات التالية:
ا. رجل أثيم: جاءت الكلمة العبرية لتعني إنسانًا مرتدًّا، منفصلًا عن الله ومقاومًا له. يستخدم فمه لكي ينحرف بالحق، سالكًا باعوجاج.
ب. يتحدث ليس فقط بلسانه، لكنه يُسخر إن أمكن كل أعضاء جسمه لتُعبِر عمَّا يحمله في داخله من اعوجاج، أو انحراف عن الحق. فمه ينطق باعوجاج، وعيناه تغمزان في سخرية، ورجلاه تتحركان لتتحدثا بما يتفق مع قلبه الفاسد، وأصابعه تُشير نحو ما يود أن يُحققه.
غالبًا ما تُستخدم الأرجل والأصابع في الشرق كوسيلة للتعبير عن أفكارٍ معينة خاصة في وجود أشخاص يريد الإنسان أن يخفي عنهم ما يحدث به غيره، فعوض الحديث باللسان يتحدث بحركات قدميه وأصابعه دون أن يدرك الحاضرون ما يعنيه الشخص. عُرف عن بعض التجار أيضًا أنهم إذ كانوا يدخلون في عقد صفقات في حضور آخرين يجلسون على الأرض ويضعون قطعة من القماش على الفخذين، ويعبّرون عما يتحدثون به خلال حركات أصابعهم. وبنفس الطريقة ينقل البراهمة الأسرار الدينية إلى تلاميذهم وهم يخفون أياديهم في ثنايا ثيابهم، بهذا يعلمون بأصابعهم. كان هذا الأمر معروفًا عند الرومان القدامى، وصفه الكتّاب الكلاسكيين.
يرى البعض أن سمعان بطرس لم يستطع أن يتحدث مع السيد المسيح متسائلًا عمن يسلمه، لذلك أومأ إليه متحدثًا معه بلغة الإشارات، إذ قيل: "فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذي قال عنه" (يو24:13).
اعتادت الفتيات الفاسدات والراقصات أن يستخدمن أقدامهن للتعبير عما يردن أن ينطقن به. يرى البعض أن سليمان الحكيم غالبًا ما قصد هؤلاء الفاسدات عندما تحدث عن الرجل اللئيم الأثيم.
ج. في قلبه أكاذيب: إن كانت أعضاء جسمه الظاهرة مُكرسة للشر، فإن سرّ ذلك هو القلب الذي يحمل أكاذيب عِوض الحق.
من يحمل السيد المسيح - الحق ذاته - في قلبه تتقدس كل أعضاء جسمه، ومن يحمل إبليس - الكذاب وأبو الكذابين - تُستخدم كل أعضاء الجسد لممارسة أعماله الشريرة وخداعاته.
* نقاوة القلب تعني نقاوة العين التي بها نعاين الله، ولا شك يزداد اهتمامنا بنقاوة القلب قدر ما يكون ما نراه بالقلب عظيمًا.
القديس أغسطينوس
* من أجل نقاوة القلب ينبغي أن نفعل كل شيء، ونصبر على كل شيء، ولا نتعلق بأقربائنا وأرضنا (ممتلكاتنا) وكرامتنا (الأرضية) وجاهنا ومباهج العالم وكل أنواع الملذات...
ينبغي أن نصنع كل شيء أو نبحث عن أي شيء من أجل نقاوة القلب. فمن أجلها نطلب التوحد... ومن أجلها نصوم ونسهر ونحتمل الأتعاب والعري والدراسة ونقتني كل الفضائل الأخرى، لكي ما نهيئ قلوبنا ونحفظها من كل السموم الشريرة، وبهذا نصعد إلى كمال المحبة...
فالأمور التي تأتي في المرتبة الثانية في أهميتها كالصوم والسهر والزهد في العالم والتأمل في الكتاب المقدس، هذه يلزمنا أن نفعلها ناظرين إلى الهدف الرئيسي وهو "نقاوة القلب" التي هي "المحبة". فعلينا ألا نفقد هذه الفضيلة الرئيسية بسبب تحقيق فضيلة أخرى.
فإذا لم ننفذ إحدى هذه الفضائل الأخرى لسبب قهري لا يصيبنا أذى، طالما وجدت الفضيلة الرئيسية. فلا يسوغ لنا أن ننفذ عملًا يكون من شأنه أن نفقد هذا الهدف موضوع حديثنا، بل نجاهد من أجله مهما كلفنا الأمر.
الأب موسى
د. يخترع الشر بلا انقطاع: فلا ينخدع من إبليس فحسب، وإنما يحمل سمته، فيحث كل من حوله لممارسة أعمال إبليس. ينشغل نهاره وليله، حتى في أحلامه، على ممارسة أعمال أبيه، إبليس.
ه. يزرع خصومات: يقول الأب غريغوريوس (الكبير)عمَّا يجب أن نقدمه من توجيهات لزارعي الخصومات:
[يوجد اختلاف بين ما يُقدم من نصائح لزارعي الخصومات ولصانعي السلام. فيُنصح زارعو الخصومات أن يُدركوا من هو هذا الذي يتبعونه. قيل عن الزوان الذي زُرع وسط الحنطة الصالحة بأن عدوًا فعل هذا (مت28:13)، أي أنه ملاك لئيم... كما يقول سليمان الحكيم، أنه شخص لئيم، إنسان بلا نفع، يسير بفم معوج، ويغمز بعينيه، ويضرب بقدميه، ويتكلم بأصبعه، ويخترع شرورًا بلا انقطاع بقلبٍ فيه أكاذيب، ويزرع خصومات.
نعم ذاك الذي يُريد أن يتحدث عنه هو زارع خصومات. يُدعى أولًا لئيمًا، حيث أنه على منوال الملاك المتكبر، يسقط أولًا في داخله بانحراف فكره عن وجه خالقه، بعد ذلك يزرع الخصومات في الخارج. بحق وصفه أيضًا أنه يغمز بعينيه ويتكلم بأصبعه ويضرب بقدميه. فإن سهر الإنسان الداخلي يحفظ أعضاءه الخارجية مضبوطة في نظامها. فمن يفقد ثبات فكره يسقط أيضًا في الخارج في حركات غير رزينة، وبحركاته الخارجية يظهر أنه لا يحمل جذورًا مستقرة في الداخل. يسمع زارعو الخصومات ما هو مكتوب: "طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون" (مت9:5). ومن الجانب الآخر ليُدرك هؤلاء أنه إن كان صانعوا السلام يُدعون أولاد الله، فإن من يُقاومون ذلك (زارعين خصومات) يُدعون حتمًا أبناء إبليس.]
حقًا إن الإنسان اللئيم أو المُخادع يزرع الخصومات حتى بين الزوجين، ليُحطم روح الحب والوحدة.
أما نهاية الإنسان اللئيم فهي السقوط في بلايا مفاجئة، ينكسر وليس من شفاءٍ لكسره.
لعلَّه يُشير هنا إلى الإنسان المخادع الذي يصير مخدوعًا، خاصة من خطية الزنا، فيتعرض فجأة للرجم - حسب الشريعة الموسوية - وتنكسر عظامه، وليس من يشفي كسرها، أو من يترفق به وهو في الحفرة تنهال على جسده الحجارة من كثيرين.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الإنسان الذي يصلي بقلبٍ طاهرٍ وضميرٍ بلا لوم
الإنسان الذي لا يصلي يعيش كجسد بلا روح
الإنسان الذي لا يصلي لا يوهم نفسه أنه يحب الله
عزيزى:حذار من الكلمات المعسولة..جمال الصورة الخارجية..ومن الوعود الكاذبة...
الرجل الذي يصلي .. بأقل الكلمات


الساعة الآن 07:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024