رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذ يجتمع شعب الله من كل الأمم بقلب واحد تكون له الأيدي المتشددة القوية القادرة بالرب على بناء الهيكل: "لتتشدد أيديكم أيها السامعون في هذه الأيام هذا الكلام من أفواه الأنبياء الذي كان يوم أسس بيت رب الجنود لبناء الهيكل" [9]. يقول القديس ديديموس الضرير: [يوصي الرب ضابط الكل أن تكون الأيدي المكرسة له قوية... وذلك بترجمة التعاليم الروحية إلى عمل حقيقي، فيرتبط العمل بالكلام؛ فلا يكون السامعون للناموس مجرد سامعين وإنما يحولون السماع إلى ثمر في أعمالهم]. إن كنا قد سمعنا من أفواه الأنبياء عن تأسيس بيت رب الجنود أي عن التجسد الإلهي، إذ يدعو الرب نفسه جسده هيكلًا، فإن هذا التجسد يهب قوة لأيدينا للعمل به، فتتحول الوصية الإلهية في حياتنا إلى حياة عملية مُعاشة. لفد أقام الله هذا الجسد، إذ قيل: "الحكمة بنت بيتها" (أم 9: 1)، فصار الله حالًا في وسطنا ويهبنا إمكانياته السماوية للعمل لحساب ملكوته. وكما يقول القديس ديديموس الضرير: [كيف لا تكون أيادي السامعين لكلمات الأنبياء قوية وقد وُلد من العذراء ذاك الذي يليق أن يُدعي "الله معنا" (إش 7: 14)؟! بالحقيقة إذ يكون الله معنا تكون أيادينا قوية ويمكننا التسبيح بصوت مفرح: "رب القوات هو معنا، إله يعقوب هو حامينا" (مز 45: 11-12)... إنه يهبنا قوة فائقة للطبيعة!]. إذن لتتشدد أيدينا للعمل ولتتحول كلمات الله فينا إلى حياة إذ أقام الكلمة لنفسه بيتًا بتجسده، واهبًا إيانا قوة العمل. هذا وقد جعل منا حجارة مقدسة حيَّة لإقامة هيكله المقدس إذ يقول: "إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي (أنا وأبي) وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 23). يجعلنا نحن أنفسنا مسكنًا له أو هيكلًا مقدسًا يقوم عليه حجر الزاوية كقول الرسول: "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية..." (أف 2: 20)]. |
|