رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنز البار 6 فِي بَيْتِ الصِّدِّيقِ كَنْزٌ عَظِيمٌ، وَفِي دَخْلِ الأَشْرَارِ كَدَرٌ. 7 شِفَاهُ الْحُكَمَاءِ تَذُرُّ مَعْرِفَةً، أَمَّا قَلْبُ الْجُهَّالِ فَلَيْسَ كَذلِكَ. "في بيت الصدِّيق كنز عظيم، وفي دخل الأشرار كدر" [ع 6] بيت الصدِّيق الذي هو قلبه يضم كنزًا ثمينًا لا يُقدر، هو ثمر الروح من فرح ومحبة وسلام إلخ. (غل 5: 22)، أما دخل الأشرار أو ما يقتنوه من شرورهم، فهو الكراهية والقلق والاضطراب إلخ. هذه هي محصلة شرورهم! سمة البار الفرح الداخلي والسلام الذي يفوق العقل، وسمة الشرير القلق والاضطراب الداخلي. كنز الصدِّيق هو العريس السماوي، عمانوئيل الذي يحل بالإيمان في قلوبنا، وكدر الشرير حرمانه من العريس السماوي. يتمتع الأبرار بقلوبٍ تحولت إلى بيوت عرس للعريس السماوي، وتتحول قلوب الأشرار إلى جحيم يسكنه عدو الخير. * حرف "إيتا" يعني "إيل" باللغة العبرية אֵל التي تعني "الله"، لأنّ النبي إشعياء قال: "عمانوئيل" (إش 7: 14)، والقديس متى الإنجيلي المبشر بالفرح الذي لا يُنطَق به فسّرها بقوله: "عمّانو" تعني "معنا"، و"إيل" تعني "الله" (مت 1: 23). فلنفحص أنفسنا، إذن، لنرى إن كان الله حقًا معنا. فإن كنا بعيدين عن الشرور، وغرباء عن الشيطان مصدرها، يكون الله حقًا معنا. إذا ملكَت علينا شهوة الأعمال الصالحة وسررنا بها مع الاعتياد على اعتبار سيرتنا في السماويات (اُنظر في 3: 20)؛ يكون الله حقًا معنا. إذا اعتبرنا جميع الناس متساوين وجميع الأيام كأنها متشابهة؛ يكون الله حقًا معنا. إذا أحببنا الذين يُبغضوننا والذين يُهينوننا والذين يقسون علينا والذين يحتقروننا والذين يُسيئون معاملتنا والذين يكدِّروننا، مثل الذين يحبوننا والذين يمدحوننا والذين يُحسِنون إلينا ويُريحوننا؛ يكون الله حقًا معنا. والعلامة على أنّ الإنسان قد بلغ إلى هذه الدرجة من الكمال هي إحساسه بأنّ الله دائمًا معه - وهو بالفعل دائمًا معه - وشعوره بأنه حصل على كل ذلك. فليفرح في الرب مَنْ أدرك ذلك ومَنْ سيدركه ومَنْ له رجاء في أن يدركه! "إيتا" تعني "مرشِد"، والمرشِد هو الذي يقود. إنه يقودك إلى النور، فلا تطلب الظلمات. هو يقودك إلى الاستقامة، فلا تطلب الكذب. إنه يقودك إلى الحق، فلا يخدعك الوهم. هو يقودك إلى السلام، فلا تطلب الخصام. إنه يقودك إلى الفرح، فلا تسعَ إلى الحزن. هو يقودك إلى التواضع، فلا تستسلم للكبرياء. إنه يقودك إلى العدل، فلا تبحث عن الظلم. يقودك ليُعينك على احتمال الشتائم والإهانات التي توجَّه ضدّك، فلا تطلب المديح والمجد الباطل. إنه يقودك إلى الإماتة، فلا تطلب الراحة والهناء. يقودك إلى ناحية اليمين، فلا تضع نفسك بين الذين عن اليسار. إنه يقودك إلى الحياة الأبدية، فلا تطلب العقاب الأبدي في جهنم، النار التي لا تُطفَأ. والعلامة في رفض الإنسان لما يجب أن يُرفض هي في اختياره للصالحات، وفي عدم الاستهانة قط بصلوات النهار والليل. فليفرح في الرب مَنْ أدرك ذلك ومَنْ سيدركه ومَنْ له رجاء في أن يدركه! القديس برصنوفيوس |
|