منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 04:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

تلمذة إليشع




تلمذة إليشع له:

19 فَذَهَبَ مِنْ هُنَاكَ وَوَجَدَ أَلِيشَعَ بْنَ شَافَاطَ يَحْرُثُ، وَاثْنَا عَشَرَ فَدَّانَ بَقَرٍ قُدَّامَهُ، وَهُوَ مَعَ الثَّانِي عَشَرَ. فَمَرَّ إِيلِيَّا بِهِ وَطَرَحَ رِدَاءَهُ عَلَيْهِ. 20 فَتَرَكَ الْبَقَرَ وَرَكَضَ وَرَاءَ إِيلِيَّا وَقَالَ: «دَعْنِي أُقَبِّلْ أَبِي وَأُمِّي وَأَسِيرَ وَرَاءَكَ». فَقَالَ لَهُ: «اذْهَبْ رَاجِعًا، لأَنِّي مَاذَا فَعَلْتُ لَكَ؟» 21 فَرَجَعَ مِنْ وَرَائِهِ وَأَخَذَ فَدَّانَ بَقَرٍ وَذَبَحَهُمَا، وَسَلَقَ اللَّحْمَ بِأَدَوَاتِ الْبَقَرِ وَأَعْطَى الشَّعْبَ فَأَكَلُوا. ثُمَّ قَامَ وَمَضَى وَرَاءَ إِيلِيَّا وَكَانَ يَخْدِمُهُ.

"فذهب من هناك،
ووجد إليشع بن شافاط يحرث واثنا عشر فدَّان بقر قدَّامه وهو مع الثاني عشر،
فمرَّ إيليَّا به وطرح رداءه عليه" [19].


كانت الأرض الزراعية تقاس قديمًا بعدد المحاريث التي تستخدم لحرثها. كان إليشع غنيًا لأنَّه كان يملك اثني عشر محراث، وكان هو يحرث بالمحراث الثاني عشر في أرضه. الحرث بزوج من البقر لكل محراث عادة كانت قائمة في مصر وأشور وفلسطين، ولا تزال تستخدم إلى وقت قريب في قرى مصر، وفي غرب آسيا. فبقبوله الفوري للعمل النبوي يعلن إليشع تركه لغناه وممتلكاته.
فمرَّ إيليَّا به، تعني أنَّه عبر نهر الأردن وجاء إليه. لم يشعر إيليَّا بالغيرة من إليشع أنَّه يحتل مركزه،بل بفرحٍ ذهب ليمسحه. ربَّما كانت له معرفة سابقة به، ويعلم أين يجده، لذلك ذهب للحال لكي يلتقي به.
لم يدخل معه في حوار، ولا قدَّم له برنامج أو خطَّة للخدمة، لكنَّه إذ أعطاه الله سؤل قلبه وتأكَّد أن إليشع مختار من الله دعاه للخدمة الفوريَّة.
طرحْ الرداء عليه يحمل معنى الصداقة القويَّة، فقد حسبه واحدًا معه كجسدٍ واحدٍ يرتدي ذات الرداء. كما أن إلقاء الرداء على الآخر يحمل مفهوم التكريم له كما فعل موسى النبي مع يشوع بن نون (عد 27: 20). إلقاء رداء النبي عليه يشير إلى استلام روح النبوَّة، إذ صار له ثوب النبي، وقوَّته وسلطانه.
طرحْ الرداء عليه يعني أيضًا تقديم الروح الأبوي له، فالأب يقوم عادة بمساعدة أطفاله في ارتداء ملابسهم، وكأن إيليَّا النبي يعلن أبوته الحانيَّة لابنه إليشع.
إلى يومنا هذا يقوم الأسقف القبطي والكهنة القدامى بمساعدة المسام شماسًا أو كاهنًا في ارتداء ملابسه الكهنوتية بعد سيامته مباشرة، ليحمل ذلك معنى قبول الحياة الكهنوتية وأبوَّة الأسقف للكاهن أو الشماس.
يمارس بعض الكهنة الأقباط ذات العمل بعد عماد الطفل ومسحه بالميرون ليعلن عن أبوَّته له، وعن قبول المُعمَّد حديثًا الميلاد الجديد والكهنوت العام والحُلة الملوكيَّة.
"فترك البقر وركض وراء إيليَّا وقال:
دعني أُقبِّل أبي وأمِّي وأسير وراءك.


فقال له: اذهب راجعًا، لأنِّي ماذا فعلت لك" [20].
انسحب إليشع من عمله اليومي (البقر) كما انسحب حتى من تقبيل والديه ليسير وراء النبي.
كان توديع الوالدين في الشرق يستغرق أحيانًا أيَّامًا وأسابيع. لهذا لم يرد إيليَّا هذا التأجيل إذ قال له: "اذهب راجعًا، ماذا فعلت لك؟" كأنَّه يقول له: [لم أدعك للعمل النبوي، بل الله هو الذي دعاك فلماذا تؤجِّل البدء في العمل؟ لترجع إن أردت لا لتودع والديك فحسب بل وتبقى مع أصدقائك أرضك].
ولعلَّه قال هذا لكي يؤكِّد أن الدعوة ليست إلزاميَّة، فالله لا يُكرِه أحدًا على خدمته. ليرجع ويختار بكامل حرِّيَّة إرادته الطريق الذي يبتغيه.
تركه إيليَّا في الحال لكي يختار إليشع طريقه دون أن يعطِّل عمل أبيه، فإنَّه ليس هناك وقت للحوار.
* ربَّما يشعر البعض بالدفء الآن وتتحرَّك فيهم الرغبة نحو هذه الحياة الصالحة. ولكن ما المنفعة إن كنتم وأنتم هنا فقط تكون لكم هذه النار، ولكن إذ تتركون الموضع تنطفئ النار وتخمد هذه الرغبة. فكيف لا يحدث هذا؟ إذ تلتهب فيكم هذه الرغبة انطلقوا في طريقكم إلى الملائكة يلهبونها بالأكثر. فإن ما نقدِّمه لكم ليس كافيًا ليلهب النار فيكم مثلما ترون بأنفسكم الأمور. لا تقل سأتحدَّث مع زوجتي وأدبِّر أموري أولًا. فإن هذا التأخير هو بداية التهاون. اسمع كيف اِشتهي شخص أن يودِّع بيته فلم يسمح له النبي. ولماذا أقول "يودِّع"؟ لقد طلب التلميذ أن يدفن أباه (مت 6: 21-22) ولم يسمح له المسيح حتى بهذا. أي شيء يبدو لك أكثر أهميَّة من دفن الأب؟ ولكنَّه لم يسمح حتى بهذا. لماذا يحدث هذا؟ لأن الشيطان يقترب بعنفٍ شديدٍ، مشتاقًا أن يجد مدخلًا سرِّيًا. وإن كان هذا الأمر هو عائق بسيط للتأجيل فإنَّه يستخدمه لبثّ إهمال عظيم. لهذا ينصحنا أحدهم: "لا تؤجِّل من يوم إلى يوم" (ابن سيراخ 5: 7).
* هكذا تتطلَّب منَّا الطاعة للمسيح، ألاَّ نؤجِّل لحظة من الزمن، حتى وإن بدا الأمر غاية في الضرورة يضغط علينا بكل قوَّة.
القديس يوحنا ذهبي الفم
"فرجع من ورائه وأخذ فدَّان بقر وذبحهما وسلق اللحم بأدوات البقر،
وأعطى الشعب فأكلوا،
ثم قام ومضى وراء إيليَّا، وكان يخدمه" [21].
رجع إليشع ورائه لا ليفكِّر في قبول الدعوة أو رفضها ولا في اختيار الوقت للبدء في العمل، بل للحال ذبح كل الثيران التي للمحاريث الخشبية واستخدم المحاريث حطبًا وقدَّم طعامًا للشعب.
لنقف هنا عند والدي إليشع الغنيِّين، فإنَّهما لم يقفا عائقًا أمام ابنهما في ترك كل ما لديه ليخدم الرب. لقد ذبح أفضل الثيران وحرق المحاريث، وقدَّم طعامًا للشعب، ولم يحسبا ذلك خسارة.
* لا يريد الرب منَّا أن نترك كل مصالحنا دفعة واحدة بل نسلِّمها قليلًا قليلًا ما لم يكن أمرنا كإليشع الذي ذبح ثوره وأطعم الشعب بما لديه، حتى لا يعود ينشغل بشيءٍ ممَّا لديه، بل يترك كل شيء ويكرِّس نفسه للتعليم النبوي.
القديس أمبروسيوس
يتحدَّث القديس أمبروسيوس عن العمل المشترك بين الخدام الشيوخ والشبان، لكل منهم دوره المكمَِّل للآخر.
* ما أجمل الوحدة بين الشيخ والشاب. واحد يشهد والآخر يعطي راحة، واحد يقود والآخر يعطي سرورًا... ماذا عن إيليَّا وإليشع؟ مع أن الكتاب لم يتكلَّم كثيرًا عن إليشع أنَّه كان شابًا، ألا يمكن أن نفهم منه أنَّه كان الأصغر. في أعمال الرسل أخذ برنابا مرقس معه، وبولس سيلا (أع 15: 39-40) وتيموثاوس (أع 16: 3) وتيطس (تي 1: 5).
نرى أيضًا تقسيم الواجبات بينهم... فالشيوخ يقودون مقدَّمين المشورة، والشبَّان يظهرون حيويَّة عملٍ. غالبًا كلهم متشابهون في الفضيلة، ولكنَّهم ليسوا في السنوات. يبتهجون في وحدتهم، كما كان بطرس ويوحنا. نقرأ في الإنجيل أن يوحنا كان شابًا، بشهادة كلماته نفسها، ومع هذا لم ينقص عن الشيوخ في الاستحقاقات والحكمة. يحمل سمات ناضجة وقورة وتعقُّلًا في ذهنه.
القديس أمبروسيوس
تمَّت هنا ثلاثة لقاءات لإيليَّا مع السمائيِّين.
اللقاء الأول مع ملاك مسَّه وطلب منه أن يقوم ويأكل.
اللقاء الثاني عاد الملاك فمسَّه وطلب منه أن يقوم ويأكل ليسير بقوَّة هذه الأكلة أربعين نهارًا وأربعين ليلة، حتى يبلغ جبل سيناء (حوريب) ويدخل المغارة، ربَّما التي دخل فيها موسى النبي.
اللقاء الثالث مع إله الملائكة نفسه حيث تمَّ الحوار بينهما في وسط صوت خفيف هادئ.
يرى العلامة ترتليان أنَّه في هذا اللقاء رأى إيليَّا أن الله هو طول الأناة، جالسًا على العرش. يقول: [لأن طول الأناة يجلس على عرش الروح الهاديء اللطيف هذا الذي لم يُوجد في وسط أصوات الريح العاصف، ولا في ألوان السحاب الغامقة، وإنَّما في الهدوء الشديد الواضح والبسيط، هذا الذي رآه إيليَّا في اللقاء الثالث... عندما ينزل روح الله يصاحبه الصبر (طول الأناة) بطريقة غير منظورة].
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تلمذة القلب: وهي تلمذة العقيدة
تلمذة الحواس مثل: تلمذة العينين على الأيقونات
النبي إليشع
*** إليشع النبى ***
إليشع النبى


الساعة الآن 11:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024