رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النصرة للحق لا للقوة الغاشمة هذا الأصحاح هو خاتمة الأمثال التي رتبها سليمان الحكيم مباشرة، فيه يؤكد سليمان الحكيم دور الحكمة الإيجابي في حياة المؤمن. أولًا: الحكيم دائمًا يبني، والأحمق يهدم نفسه ومن هم حوله [1-4]. ثانيًا: الحكيم يحمل قوته في داخله، فيواجه معارك الحياة بشجاعةٍ وينتصر [5-9]. ثالثًا: الحكيم لا يحمل روح الفشل واليأس [10]. رابعًا: يجد الحكيم مسرته في مساندة الغير، خاصة المتضايقين والمظلومين [11-12]. خامسًا: الحكيم يقتات بعسل معرفة الحكمة [13-14]. سادسًا: الحكيم لا يستسلم للسقوط، بل يقوم للحال [15-22]. سابعًا: الحكيم لا يأخذ بالوجوه، ولا يسند الباطل بشهادةٍ كاذبة [23-29]. ثامنًا: الحكيم يحمل روح الاجتهاد، بلا تهاون أو تراخٍ أو عدم مبالاة، مقتديًا بسيده (يو 9: 4) [30-34]. هكذا يدفعنا سليمان الحكيم نحو السلوك بالحق الإلهي البنَّاء، الأعظم من قوة الشر الغاشمة، والذي يهب الإنسان اتساع القلب والحنو، أي انفتاحه على الله السماوي والإخوة على الأرض. الحق الإلهي يسند المؤمن الحقيقي، ويهبه روح البرّ مع الشجاعة دون محاباة لإنسان. إنه يعمل دومًا بلا انقطاع لحساب ملكوت الله. تحذير من حسدنا للأشرار 1 لاَ تَحْسِدْ أَهْلَ الشَّرِّ، وَلاَ تَشْتَهِ أَنْ تَكُونَ مَعَهُمْ، 2 لأَنَّ قَلْبَهُمْ يَلْهَجُ بِالاغْتِصَابِ، وَشِفَاهَهُمْ تَتَكَلَّمُ بِالْمَشَقَّةِ. لاَ تَحْسِدْ أَهْلَ الشَرَّ، وَلاَ تَشْتَهِ أَنْ تَكُونَ مَعَهُمْ [1]. كثيرًا ما أثار نجاح الأشرار وزهوهم تساؤل البعض بخصوص العدالة الإلهية، بل وأحيانًا أثار حسد الناس لهم، وغيرتهم منهم، كأن القوة الغاشمة دومًا فوق الحق، والظلم فوق العدالة، والظلمة أقوى من النور. فلا نعجب إن قيل: "أما أنا فكادت تزل قدماي، لولا قليل لزلقت خطواتي. لأني غرت من المتكبرين إذ رأيت سلامة الأشرار. لأنه ليست في موتهم شدائد، وجسمهم سمين. ليسوا في تعب الناس، ومع البشر لا يُصابون. لذلك تقلدوا الكبرياء، لبسوا كثوب ظلمهم. جحظت عيونهم من الشحم، جاوزوا تصورات القلب. يستهزئون ويتكلمون بالشر ظلمًا، من العلاء يتكلمون. جعلوا أفواههم في السماء، وألسنتهم تتمشى في الأرض" (مز 73: 1-9). لكن اكتشف المرتل أن الأشرار "مثل العشب الأخضر سرعان ما يذبلون" (مز 37: 1). هذا ما يؤكده الكتاب المقدس ويكرره مرة ومرات، نكتفي هنا بالعبارات التالية: "الشرير هو يتلوى كل أيامه، وكل عدد السنين المعدودة للعاتي" (أي 15: 20). "في كبرياء الشرير يحترق المسكين، يؤخذون بالمؤامرة التي فكروا بها" (مز 10: 2). "أحطم ذراع الفاجر والشرير تطلب شره ولا تجده" (مز 10: 15). "كثيرة هي نكبات الشرير أما المتوكل على الرب فالرحمة تحيط به" (مز 32: 10). "الشر يميت الشرير، ومبغضو الصديق يعاقبون" (مز 34: 21). "بعد قليل لا يكون الشرير، تطلع في مكانه فلا يكون" (مز 37: 10). "لعنة الرب في بيت الشرير، لكنه يبارك مسكن الصديقين" (أم 3: 33). "الشرير تأخذه آثامه، وبحبال خطيته يمسك" (أم 5: 22). "كعبور الزوبعة فلا يكون الشرير، أما الصديق فأساس مؤبد" (أم 10: 25). "برّ الكامل يقوم طريقه، أما الشرير فيسقط بشره" (أم 11: 5). "الصديق ينجو من الضيق، ويأتي الشرير مكانه" (أم 11: 8). "الشرير يكسب أجرة غش والزارع البرّ أجرة أمانة" (أم 11: 18). "النفس الشريرة تهلك صاحبها، وتجعله شماتة لأعدائه" (سيراخ 6: 4). "عين البخيل لا تشبع من حظه، وظلم الشرير يضني نفسه" (سيراخ 14: 9). "أفي بيت الشرير بعد كنوز شر، وإيفة ناقصة ملعونة" (مي 6: 10). * ["أما أنا فكادت تزل قدماي، لولا قليل لزلقت خطواتي. لأني غرت من المتكبرين إذ رأيت سلامة الأشرار" (مز 73: 2-3).] إن الذي قرَّبه من الزلل هو غيرته من الأثمة، إذ رأى صانعي الخير والملتزمين بالعدل في ضيق العيش ومشقة وانزعاج، وأما الأشرار الخبثاء، ففي رفاهية العيش وفي راحة ومسرة، حتى موتهم ليس فيه شيء يزعجهم ويكرههم. وإن حلّ بهم مرض يكون ألمهم خفيفًا وليس شديدًا كما يحل بأهل الخير وذوي الفضيلة. الأب أنثيموس الأورشليمي * لاحظت الخطاة، فوجدتهم في سلامٍ (مز 73: 3). أي سلام؟ سلام مؤقت زمني ومنحل وأرضي. رأيت الذين لا يخدمون الله ينالون ما أشتهيه لكي أخدم الله، فزلت قدماي، وكادت خطواتي أن تزل... لاحظوا أن هؤلاء الناس متكبرون وغير منضبطين، لاحظوا أن الثور يُعد للذبح فيُسمح له أن يأثم في حرية، ويحطم ما يريد حتى يحل يوم ذبحه. القديس أغسطينوس |
|