رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"كل طرق الإنسان نقية في عينيّ نفسه، والرب وازن الأرواح" [ع 2] منذ سقوط الإنسان، صار الإنسان يبرر تصرفاته، ويعطي لنفسه الأعذار، ويظن أنه يسلك بما يليق، حتى وإن أدرك أن ما يفعله خطأ أو جريمة يرتكبها، لكنه يحسب الظروف قد دفعته إلى ذلك. لهذا قيل: "تصور قلب الإنسان شرير" (تك 8: 21). القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه (إر 17: 9). أما إذا قبل الإنسان عمل الله فيه، فعندئذ يدرك أن موازين الله وحساباته صادقة، فيُلقي باللوم على نفسه، وليس على الظروف المحيطة به أو على الغير، أو على الله نفسه. فإن الله لا يخطئ في حساباته. يهب الله مؤمنيه أن يتمتعوا بإدراك موازينه، لا ليسحقهم بالحزن والمرارة على تصرفاتهم، وإنما لكي يجتذبهم إليه، فيرفعهم ويقدسهم، بل ويمجدهم. جاءت دعوة الكثير من آباء الكنيسة مثل القديس إكليمنضس السكندري والقديس باسيليوس الكبير أن يعرف الإنسان حقيقة نفسه، أعماقه الداخلية، فيتعرف على الله الذي يطلب خلاصه، وأن يسكن فيه. * "تأمَّل إذن ذاتك" حتى تبلغ إلى معاينة الله. * تنبِّهك الكتب المقدَّسة إلى الاهتمام كثيرًا بنفسك. فلا تهتم بالجسد ولا بما هو مرتبط بالجسد، كالصحَّة والجمال، واللذَّة والعمر المديد. وكذلك لا تعر كبير اهتمام للغنى والمجد والسلطان، وكل ما هو مرتبط بالحياة الأرضيَّة. ولكن اهتم بنفسك فوق كل شيءٍ. فهذه هي الكنز الثمين لك. زيِّنها بالفضائل، نقِّها من الخطيئة، وجمِّلها بزينة الفضيلة التي هي أجمل زينة. تأمَّل جيدا بهذه الفكرة: إن الجسد يزول ويفنى، أما النفس فهي خالدة. القديس باسيليوس الكبير |
|