منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 04:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

كتاب خدمة الشباب - الأنبا بيمن أسقف ملوي




ملامح القيادة من منظار مسغŒحي


من أكثر الموضوعات التي تلقى إهتمامًا كبيرًا لدى علماء الإجتماع موضوع القيادة، لتعقد الحضارة الحديثة، وكثرة المنظمات والمؤسسات والهيئات.
وهذا المقال لا يعالج كل أنماط القيادة بأنواعها الديمقراطية والديكتاتورية والديموجاجية والثيوقراطية، لأن مثل هذا المجال يبحث في معهد الرعاية والتربية الدينية بشيء من الإفاضة.
ولكن المقال يهدف في إتضاع أن يرسم المعالم والملامح الأساسية للقيادة الناجحة، وفقًا لمعطيات علم الإجتماع. ومن خلال ما أوضحه الرسول بولس في ختام رسالته إلى فيلبي عندما قال "أعرف أن أنضع، وأعرف أيضًا أن أستفضل. في كل شيء وفي جميع الأشياء قد تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقص: أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في 4: 13،12).



فارق جذري:

يلزمنا بادىء ذي بدء أن نشير إلى أن هناك إختلافًا جذريًا بين المنهج المسيحي في تكوين القيادات، وبين طرق ومناهج هيئات العالم في إختيار وإعداد الكوادر القيادية وتدرغŒبها...
ذلك الفارق الجذري هو أن العالم يستخدم المواهب البشرية، والقدرات والإمكانيات الإنسانية: ليصقلها ويبرزها ويحصنها وينميها سعيًا وراء أفضل معطيات بشرية في مجال القيادة والتوجيه.
أما المنهج المسيحي فهو وإن كان يقدر كثيرًا القدرات والمواهب البشرية، إلا أنه يؤكد ويستند أساسا على عمل النعمة اخلاق، وقوة الروح المسيحى، ويد الله المعتزة بالقدرة.
هذه النعمة التي خلقت من ثقيل اللسان قائدًا جبارًا قاد شعب الله أربعين سنة في البرية، والتي صنعت من داود الصبي ملكًا جبارًا، ومن أرميا المُرْهَف الحس ومن عاموس راعي الغنم وجاني الجميز أنبياء عمالقة ملهمين.
فلابد أولًا أن يفقد المسيحي إتكاله على ذراعه البشرى، ثم يدع يد الله تعمل في قدراته لتثريها وتطلقها وتخصبها، وتستخدمها في مجالات واسعة خاب مجد الآب السماوي..
ومن أعظم الأمثلة على ذلك بولس الرسول، الذي كان شاول الطاغية الذي عندما سر الله أن يجعله إناء مختارًا له، ألقى به على الطريق وحذره أن يرفس مناخ. ولما أخضع كبرياءه الداخلي، أرسله للكنيسة تعمده، ثم أوفده للبرية تصقله وتصلح مسارات دوافعه وقدراته لتكون الغيرة حسب المعرفة، والعمل كله يصبح لمجد الله وليس لحساب الذات..

قيم قيادية خاطئة:

يتأثر شبابنا بقيم وانماط قيادية تنتشر بين أهل العالم:
فمثلًا يعجبون بالقائد المتسلط الذي يسيطر ويوهب ويرعب. وهذا إتجاه خاطىء يعارض المسيحية، لأن العنف إساءة للآخر، واحتقار لإنسانيته، ودلالة أكيدة على الكبرياء والغطرسة. وهو نمط يعارض الإتجاهات التقدمية التي تؤمن بالديمقراطية والحوار وإحترام إنسانية الإنسان مهما كان..
ومثال آخر وهو النمط الفهلوي الذي أبرزته الدراسة الإجتماعية العميقة للدكتور عمار في بحثه القيم عن الشخصية المصرية.
وقد حذر بلادنا من تيار هذا النوع، الذي يميل إلى الهروب من المسئولية، ويكتفي بالمظاهر، ويتجنب التعب فكريًا وجسديًا، ويسعى بطرق ذكية نحو أخذ أكثر الحقوق، وإعطاء أقل الواجبات، مع التظاهر بالفهم والوعي، بينما الداخل خاوغŒ عدغŒم الخبرة، ميال إلى السطحية في كل شيء..
هذا النمط مرفوض مسيحيًا، لأنه يناقض الحياة الروحية الرصينة الصادقة، القائمة على البذل بكل مجالاته. وهو مرفوض إجتماعيًا، لأنه يمثل القواعد الرخوة الهشة، التي إن وضعت عليها أحمالًا ومسئوليات سرعان ما تتهاوى وتسقط.

النمط القيادي الأصيل:

يشرح الرسول بولس في ختام رسالته إلى فيلبي، أن النعمة قد دربته كيف يحيا قائدًا منتصرًا في كل ظرف من ظروف الحياة وفي مختلف تناقضاتها..
1- تدرب أن يقود نفسه
2 - يحمل أثقال الآخرين وضعفاتهم
3- يولد قيادات جديدة
4 - يغرس المخدومين في الكنيسة


1- تدرب أن يقود نفسه:

+ أن يغتني وأن يفتقر، دون أن يكون للاثنين أثر على الحياة الداخلية.
+ أن يجوع وأن يشبع، دون أن يكون للحالتين أثرهما على الحياة الروحية.
+ أن يناضل ويحتج في المحاكم، وأن يعيش مع الحملان الوديعة، دون أن يؤثر شيء على سلامة الداخلى.
+ أن يسجن، ويمنع من العمل. كما تدرب على الإنطلاق في كرم الرب. وفي كل مرة يدخل أو خرج يجد مرعغŒ.
+ تدرب على أن يوبخ الأخوة الكذبة، وأن يشجع الكنائس الناشئة دون أن يصيبه سجس أو تعب داخلى..
+ تديب على أن يغضب للرب غضبة مقدسة في كلامه أو في رسائله، وتدرب على أن يحنو ويعطف بحب أبوي متدفق، دون أن يكون في الحالتين تناقض أو تمزق داخلى.
• ربي وإلهغŒ دربنغŒ مع كل خدامك أن نحبك بشدة عندما تأخذنا إلى المراعي الخضراء، ودربنا أيضا أن نحبك بأوفر قوة وعمقًا عندما تصعدنا الجبال الوعرة، وتقودنا إلى المواقف الصعبة الأليمة في الشهادة والخدمة..

2 - يحمل أثقال الآخرين وضعفاتهم:

إذا كان القائد الناجح عند علماء الإجتماع هو من يشدد ويشجع ويرشد ويعطى خبراته لتابعيه، فإنه في المسيحية - على مستوى روحي أعمق - القائد الأمين هو من يحمل ضعفات الآخرين دون تشهير أو توبيخ بل يحمل،
كسغŒده، الضعيف على منكبيه ويمسك بيد المتعثر وينذر المندفع والمتهاون والمتكاسل ويقوى المتجاوب والمخلص.. إنه يحمل أتعاب الجميع كما حملها المخلص لأجل السرور الموضوع أمامه إذ إحتمل عار الصليب حتى الموت.. ومن يطالع الإصحاح العشرين من سفر أعمال الرسل يجد نموذجًا رائعًا وإمتدادًا حقيقيًا لنمط الرعاية الإلهية الصالحة التي تحمل الأثقال وترفض أن تستريح على تعب الآخرين في حياة بولس رسول الجهاد.

3- يولد قيادات جديدة:

عند علماء الإجتماع القائد الناجح هو من يولد قيادات كثيرة حوله ويبنى الكوادر ويعد الكثيرين لحمل المسئوليات حتى إذا ما ترك العمل لا يفشل بل يزداد نجاحًا، بينما المتسلط يبطش بكل عنصر قيادي ويبقغŒ حوله ضعاف النفوس والمرائين المتزلفين.. وفي المنهج المسيحي القائد المخلص الذي يعرف أنه يعيش ليس لذاته أو لمنصبه تؤرقه الرغبة العارمة في أن يحمل المشعل معه ومن بعده أمناء كثيرون. يود كالأب أن يكون أبناؤه أفضل منه. لأجل هذا يلد نفوسًا مخلصة للرب ويتعهدها بإخلاص القلب ويسلمها مسئوليات كثيرة كما كان يفعل بولس الذي تلمذ تيطس وتيموثاوس وأكيلا وبريسكلا وأنسغŒمس ومئات كثيرين بنيت كنائس العصر الرسولى على أكتافهم.

4 - يغرس المخدومين في الكنيسة:

وما يميز المسئول الأرثوذكسي أنه لا يهتم فقط بخلاص الرعية كل واحد على حدة ولكنه أيضا تهمه روح الشركة والحب والوحدة والألفة التي تربط الأعضاء جميعها برباط الكمال (الكينونيا)، ويهمه كثيرًا أن يتشبع الجميع بروح العبادة الجماعية (الليتورجيا) لأنه من خلال وحدة الجميع في الجسد الواحد تصبح الكنيسة بقيادتها أيقونة للسماء في إنسجام عبادتها وتسابيحها.. ويركز أيضا على أن تعنغŒ القيادات الناشئة بخدمة الفقير واليتيم والغريب والضعيف والسعي نحو الخراف الضالة والمشتتة (الدياكونيا).

ولكي تتحقق هذه الإنجازات في القيادة المسيحية:

• يلزم أن يكون لكل مسئول حياته الخاصة وشركته المتعمقة مع الثالوث القدوس وعبادته وتقواه وتوبته وإعترافاته المستمره.
• يلزم أيضا أن يكون ناميًا في الفضيلة واستثمار الوزنات والمواهب لكي يعرف كيف يقود أصحاب المواهب المختلفة.
• يلزمه أيضأ صلب الجسد والأهواء والميول الجسدية وعدم الإعتماد على مواهب الذات مع إتكال حقيقي على نعمة الله العنية.
• ويفيده للغاية الطاعة المستنيرة للمرشد وأب الإعتراف والنمو في المعرفة لأنه معروف عند علماء الإجتماع أن من تدرب على أن يطيع حسنًا يقدر أن يقود حسنا.
+ أيها الراعي الحقيقي أسقف نفوسنا وقائد خلاصنا اسكب بغزارةعلى كل مسئول في كنيستك يا رب فيضًا من عمل روحك لكغŒ يلد قيادات أمينة مخلصة نامية تفرح قلبك وقلب أبيك الصالح..
+وأما الذين تعرف صلاحية نفوسهم وتقاوة قلوبهم وإخلاص نواياهم فإجذبهم بربط حبك وحملهم غير المسئولية ودربهم على القيادة المثمرة كما عملت مع شاول وأغسطينوس وذهبي الفم، وكما تعمل مع الكثير في كل عصر وجيل.
فليتمجد وليتبارك ويرتفع إسمك العظيم القدوس آمين.
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الحالة الصحية لـ الأنبا بيمن أسقف قوص ونقادة
قداس للمتنيح الأنبا بيمن أسقف ملوى
حوار القمص سوريال المحرقي قبل رهبنته مع أنبا بيمن أسقف ملوي المتنيح
كتاب الشباب وحياة الطهارة الأنبا موسى أسقف الشباب
كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب


الساعة الآن 07:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024