آية (1): "فاذكر خالقك في أيام شبابك قبل أن تأتى أيام الشر أو تجيء السنون إذ تقول ليس لي فيها سرور."
سليمان هنا يكمل ما بدأه في الإصحاح السابق عن أهمية أن نعرف الله في شبابنا.
اذكر خالقك في أيام شبابك=remember thy creators .هكذا جاءت الآية في الأصل العبرى. فكلمة خالق وردت بالجمع. كما قيل في (تك26:1) نعمل الإنسان. فالخالق ثالوث في واحد، آب وإبن وروح قدس. وفي (تك1: 1) "في البدء خلق الله السموات والأرض" وجاء لفظ الله بالعبرية إلوهيم = جمع إله. فالثلاثة أقانيم إشتركوا في خلق الإنسان، الآب يريد (تك1: 26)، والابن يخلق والروح يحيى (تك2 : 7).
أذكر= فالإنسان مستعد أن يذكر أي شيء ولكنه ينسى الله. وربما نذكر أي صنيع حسن فعله معنا إنسان ولكننا ننسى أن الله خلقنا، بل هو خلق العالم لأجلنا، وبعد أن سقطنا فدانا، وأعطانا ابنه وروحه القدوس، وهيأ لنا حياة أبدية. لو تذكرنا الله دائماً لن نخطئ، كما حدث مع يوسف لأنه تذكر أنه أمام الله. في أيام شبابك= الله يستحق الباكورات، ويستحق أن نعطيه أفضل شيء وليس أن نعطيه الفضلات، وهل نقدم الأعرج والأعمى ذبيحة لله (ملا1)، ونقدم للشيطان باكوراتنا أي شبابنا. لنعطي الله شبابنا لنفرح فرح حقيقي العمر كله، فالفرح الحقيقي هو مع الله. أما من يترك موضوع التوبة حتى سن الشيخوخة فهو لن يتذوق حب الله، بل نحن في شيخوختنا يصعب أن نترك عاداتنا الشريرة التي تعودنا عليها. وسليمان يوجه هذه النصيحة للشباب لأن قوتهم الجسدية وإمكانياتهم تعطيهم إطمئنان أن الحال سيبقى كما هو عليه وتخدعهم لذات العالم وخطاياه، وتأتي عليهم أيام الشيخوخة والعجز ويجد الإنسان نفسه مضطراً لترك خطايا محببة إليه.. فلنترك خطايانا قبل أن تتركنا خطايانا. وعلينا أن نذكر أن الله هو الذي خلقنا فهو صاحب الأمر ووصايا الله خالقي ملزمة لي فأنا لست حراً تماماً. قبل أن تأتي أيام الشر= أيام المرض والشيخوخة والموت. التي يقول فيها الإنسان ليس لي فيها سرور= في أيام الشيخوخة لا يجد الإنسان لذات سواء جسدية أو عقلية. وهناك شيخوخة روحية لا يجد فيها الإنسان لذة روحية، ولا ينمو فيها نمواً روحياً. وقد تأتي أيام الشر مبكراً (مرض/ موت) فلا تكون هناك فرصة للتوبة.