الآيات (5، 6): "لأن الأحياء يعلمون أنهم سيموتون أما الموتى فلا يعلمون شيئًا وليس لهم اجر بعد لأن ذكرهم نسي. ومحبتهم وبغضتهم وحسدهم هلكت منذ زمان ولا نصيب لهم بعد إلى الأبد في كل ما عمل تحت الشمس."
لأن الأحياء يعلمون أنهم سيموتون= ومن يعلم أنه سيموت، يعمل للحياة الأبدية التي سيذهب إليها، هذه هي المعرفة الفعالة التي تدفع صاحبها للاستعداد لذلك اليوم. أما الموتى فلا يعلمون= قد تعني أن من مات ليس لديه فرصة للتوبة ولا عودة للحياة مرة أخرى. وقد تعني أن الخاطئ الذي لا يريد أن يقدم توبة هو في حقيقته ميت "لك اسم أنك حي وأنت ميت" فالإصرار على الخطية هو موت، لذلك قال الأب عن الابن الضال حين تاب "إبني هذا كان ميتاً فعاش". وهذا الخاطئ الميت لا يعلم ولا يريد أن يفكر أنه ستأتي ساعة يفارق فيها هذا العالم بالجسد، لذلك هو لا يستعد بالتوبة. ليس لهم أجر بعد= هو لا يقصد أجر على أعمالهم الروحية، إنما يقصد الأجر على الأعمال المادية فمن مات لن يأخذ معه ثروته، بل كل شيء مادي سينتهي بالنسبة له. وهذا ما قاله بولس الرسول "الأطعمة والجوف يبيدان كلاهما" (1كو13:6+ يو27:6). لأن ذكرهم نُسِىَصار هو وأملاكه في حكم النسيان، أين ذهبت محبته للعالم، وبغضه وحسده للآخرين. هذا كله ذهب معه، سيذهب معه فقط أعماله الصالحة أو أعماله السيئة. لا نصيب لهم بعد إلى الأبد= ليس للموتى نصيب في كل ما كنزوه على الأرض= كل ما عمل تحت الشمس.