7. لو لم تكن الكلمة لذتنا ....
على الأغلب أنت تفهم بشكل أفضل أهمية الشيء عندما تدرك ما سيحدث في حال عدم وجود هذا الشيء معك، ورأينا فيما سبق بعض من صفات كلمة الله، فنقدر بسهولة إذاً أن نفهم من خلالها، ما سنفقده لو لم يكن لدينا. فهناك في المزامير توجد فقرة لا تتحدث عن فوائد كلمة الله بل تتحدث بشكل معاكس أي أنها تتحدث عن ما سيحدث لو لم تكن الكلمة هي نورنا. قال داود بالإعلان في مزمور 119: 77
مزمور 119: 77
"لأَنَّ شَرِيعَتَكَ هِيَ لَذَّتِي."
بالنسبة لداود، كانت كلمة الله هي لذته (كان الناموس هو كلمة الله أيام داود). والآن، وحتى نقدر أن نعرف ما كان سيحدث لو لم تكن كلمة الله هي لذته، فليس علينا سوى أن نمضي قدماً إلى ما بعد ذلك بخمس عشر آية، وبالفعل تخبرنا الآية 92:
مزمور 119: 92
"لَوْ لَمْ تَكُنْ شَرِيعَتُكَ لَذَّتِي، لَهَلَكْتُ حِينَئِذٍ فِي مَذَلَّتِي."
أحياناً قد تأتي بعض الفترات الصعبة بالتجارب اليسيرة المؤقتة (كورنثوس الثانية 3: 17، وبطرس الأولى 1: 6)، إلا أن ذلك لا يعني أن كلمة الله تتوقف في هذه الأوقات عن أن تكون هي المصدر الثابت للابتهاج، والسراج لارجلنا والخبز لحياتنا، ليس هناك موقفاً، ولا ظرف يمكن له أن ينقص من بريق الكلمة أو تجعلها تفقد قيمتها. فالله هو نفس ذات الإله القوي المحب في المواقف الصالحة والسيئة، وكلمته هي نفس الكلمة الموثوقة في كل من المواقف السيئة والصالحة، إلا أنه علينا أن نبقي على شعلة الكلمة لتظل حية دائماُ في قلوبنا. قد يأتي أحياناً الحزن والضغط والاضطهاد ولكنها لن تقدر أن تدركنا ما دامت كلمة الله هي لذتنا. فالله إله صادق وسيعظم انتصارنا دائماً بثقتنا فيه (رومية 8: 37)