17 - 06 - 2012, 08:26 PM
|
رقم المشاركة : ( 7 )
|
..::| VIP |::..
|
الأصحاح 22 العدد 1
جاء في تكوين 22: 1 وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم, فقال الله يا إبراهيم فقال, ها أنا ذا , ولكن جاء في يعقوب 1: 13 لا يقُلْ أحدٌ إذا جُرِّب: إني أُجرَّب من قِبَل الله، لأن الله غير مُجرَّب بالشرور وهو لا يجرب أحداً , كيف يجرب، وكيف لا يجرب؟!
وللرد نقول بنعمة الله : (1) يجرب لها معنيان: صالح ورديء, فمعناها الصالح عندما تفيد امتحان الإنسان أو فحصه بحيث تظهر نيَّات قلبه حتى يستدل الناس ببرهان عملي على حقيقة أخلاقه, أما معناها الرديء فعندما تفيد إغواء الإنسان وإسقاطه في الشر لإهلاكه, وعليه فكل الضيقات التي يسمح الله بوقوعها علينا يمكن أن نسمّيها امتحانات وتجارب يُقصد بها خيرنا، فيليق بنا والحال هذه أن نرحب بها ونقبلها, ويعقوب الذي يقول إن الله لا يجرب أحداً، يقول في فاتحة رسالته: احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة، عالمين أن امتحان إيمانكم ينشيء صبراً (يعقوب 1: 2 ، 3), فمن هذا النوع كانت تجربة الله لإبراهيم، فبرهنت صدق وشدة إيمانه, (2) أما المعنى الآخر للتجربة فهو مساعي الشيطان المستترة التي يقصد بها إيقاع الأذى روحياً على الناس فيعقوب بقوله إن الله لا يجرّب أحداً يقصد نوع التجربة السيء، أي جرّ الإنسان إلى الشر لجلب الشقاء عليه, فتجارب كهذه لا يمكن طبعاً أن تصدر من الله، الذي علّمنا أن نتلو الطلبة السادسة من الصلاة الربانية: لا تدخلنا في تجربة , قد أساء البعض فهم هذه الطلبة ظانين أنها تفيد أن الله يأتي بالتجارب على أولاده، بينما هي في الواقع لا تفيد هذا مطلقاً، ومعناها الحقيقي التوسل إلى الله أن يقودنا بحيث يفشل أعداؤنا الروحيون في مساعيهم التي يقصدون بها جذبنا إلى الخطية, فنقول: ارشدنا يا الله وقُدْنا حتى لا يجد الشيطان سبيلًا إلى وضع عثرة في طريقنا , فهذه الطلبة السادسة تشرح قول يعقوب إن الله لا يجرب أحداً
|
|
|
|