الأصحاح 9 العدد 3
قال الله مخاطباً نوح وأولاده في تكوين 9: 3 كل دابة حية تكون لكم طعاماً كالعشب الأخضر , مع أن الشريعة الموسوية حرمت حيوانات كثيرة، منها الخنزير كما في لاويين 11 وتثنية
وللرد نقول بنعمة الله : المراد بقوله: كل دابة حية كل الحيوانات الطاهرة التي أمره أن يُدخل منها إلى الفلك سبعة سبعة ذكراً وأنثى (تكوين 7: 2), ولم يأمره الله بالإكثار من الحيوانات الطاهرة إلا للأكل وتقديم الذبائح، فإنه ورد في تكوين 8: 20 : وبنى نوح مذبحاً للرب، وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح , فكان نوح يعرف البهائم الطاهرة من غير الطاهرة, وحتى إذا صرفنا النظر عن هذه القرائن لقلنا: إن المراد بلفظة كل هنا بعض كما في كليات أبي البقاء, قال: قد يكون كل للتكثير والمبالغة دون الإحاطة وكمال التعميم , كقول القرآن: وجاءهم الموج من كل مكان , ويُقال: فلان يقصد كل شيء أو يعلم كل شيء، فالمراد به البعض , فقوله: وكل دابة حية أي بعض, والمراد بهذا البعض الحيوانات الطاهرة