أراد هذا الأب أن يتأكد من حقيقة هذه الرؤيا، فصلى إلى الله ثم قام وشق الطريق متوجها فى شجاعة إلى المكان الذى تقيم فيه هذه الطوباوية إلا أنه لم يبعد مسافة رمية حجر حتى شعر أن ركبتاه قد أرتعشتا وانتابه خوف شديد كاد يقضى على حياته .. وإذا ما حاول التقدم فى المسير فى إتجاه مغارة الطوباوية، سرعان ما يصاب بنفس الأضطراب والخوف. فيأس من تكرار محاولته وأُحبطت عزيمته. وأخيرا أدرك رجل الله أن هناك قصدا وسرا سمائيا يصعب على عقله البشرى معرفته .. وبعد أن صلى هذا الأب إلى الله مرددا اسم مخلص البشر، صاح بصوت عال قائلا :
" أرجوك بإسم الله خالقك – سواء كنت إنسانا أو أى خليقة أخرى ساكنة فى هذه المغارة – أن تجيبنى وتخبرنى بالحقيقة ".
وبعد أن كرر هذا الكلام ثلاث مرات، أجابته القديسة الطوباوية قائلة :
" اقترب وسوف تعرف كل ما تشتاق إليه نفسك ".
وعندما اقترب وهو مرتعد ووصل إلى منتصف الطريق قالت له :
" أتتذكر تلك المرأة الخاطئة المشهورة التى أخرج الرب منها سبعة شياطين وذهبت فجر الأحد حاملة الطيب لتكفن جسد المخلص، فسمعت صوته المحيى يناديها باسمها ؟"