كنت آخر من ترك القبر المقدس – يوم الجمعة العظيمة – قبل غروب الشمس – وكنت أيضا من جاء القبر – بعد منتصف ليلة الأحد – والظلام باق .....
واترك لك ولخيالك أن تتصور الحالة التى كنت فيها وعشتها طوال هذه الساعات : "والحيرة التى لا يمكن وصفها – التى سيطرت على " .... فكل ما حدث لم يكن يدر بخلد إنسان : "هل يموت الحى المحيى ؟ " .. لذلك صدق يوسف الرامى ونيقوديموس وهما يحنطان الجسد المقدس أن يرددا مع ملائكة السماء القول :
" قدوس الله .. قدوس القوى .. قدوس الحى الذى لا يموت ..... "
هذا رغم أنهما يضعان الجسد المقدس فى القبر !!
ساعات سوداء قاتمة – أنتم الآن تستضيئون بظلال شجرتها الوارفة – أما نحن – فقد انغرست أشواكها فى أعماقنا : "هكذا كان نصيبنا، ونحن لسنا منه فى ضجر أو ندم، "بل إننـــا فخورون "، أننا صرنا شهودا للأحداث العظام أو أعظم الأحداث قاطبة. إنها الأحداث التى مست حاجة كل قلب ...
انها الأحداث – التى لا تكرار لها – "لكفايتها وكمالها، وانفراد الشخص الذى تحملها، : "فلم يطأ أرضنا إلا يسوع واحد، ولم يتألم عنا غير يسوع واحد، وأيضا لم يخذل سلطان الموت والهاوية إلا يسوع واحد ونحن شهود لذلك ".
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ