ليس المسيح بالنسبة للكتاب المقدس محور الوحي الإلهي فحسب، بل أنه أيضاً محور الخليقة والتاريخ البشري بأسرهما. هذا ما عبر عنه الرسول يوحنا في قوله: "نعلم أننا نحن من الله والعلم قد وضع في الشرير، ونعلم أن ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق. ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح. هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية". (رسالة يوحنا الأولى 5: 19-20). فالكتاب المقدس يعادل ما بين معرفة المسيح ومعرفة الحق (أي الله)، بالنسبة للإنسان. لم يكن في الإمكان الوصول إلى الله أو التعرف عليه إلا في المسيح. هذا ما يكشف عنه الإنجيل. "الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد، الذي هو في حضن الآب هو خبَّر" الإنجيل حسب (يوحنا 1: 18)، ... الواقع أن الرسول يوحنا يعرفنا بوحي من الله أن هذا هو السبب الذي من أجله وجد الإنجيل نفسه، فيقول: "الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا، من جهة كلمة الله (أي بخصوص وحي الله)، فإن الحياة أُظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا، الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به، لكي يكون لكم شركة معنا ..." (رسالة يوحنا الأولى 1: 1-3).