ويواصل الوحي الإلهي عبر الكتاب تعقيبه على ما عمله موسى موضحاً: "فكان يلزم أن أمثلة الأشياء التي في السموات تطهر بهذه وأما السموات عينها فبذبائح أفضل من هذه، لأن المسيح لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بيد أشباه الحقيقة (أي كما فعل كهنة العهد القديم)، بل إلى السماء عينها ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا، ولا ليقدم نفسه مراراً كثيرة كما يدخل رئيس الكهنة إلى الأقداس كل سنةٍ بدمٍ آخر. فإذ ذاك كان يجب أن يتألم مراراً كثيرة منذ تأسيس العالم ولكنه الآن قد أظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" (الرسـالة إلى العبرانيين 9: 23-26).
في الوقت الذي يؤكد فيه الوحي الإلهي بطلان الاتكال على تلك الذبائح الرمزية للحصول على مغفرة فعلية للخطية كما رأينا في نبوتي أشعياء وميخا نجد أن الله يقدم رسالة الرجاء عبرهم وعبر غيرهما من الأنبياء بإشارات واضحة وجلية للحل الذي كان سيأتي به المسيح المخلص المنتظر عبر آلامه وموته فيقول: "كلنا كغنمٍ ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه (أي على المسيح) إثم جميعنا" (نبوة أشعياء 53: 6)، ويقول الوحي الإلهي على لسان النبي ميخا: "من هو له مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب ... يعود يرحمنا، يدوس آثامنا وتطرح في أعماق البحر جميع خطاياهم، تصنع الأمانة ليعقوب والرأفة لإبراهيم اللتين حلفت لآبائنا منذ أيام القدم" (نبوة ميخا 7: 18-20).