أما استفانوس ففي معرض دفاعه عن نفسه ضد تهم زعماء اليهود الكاذبة بأنه جدف على كلمة الله قام بعرض سريع في الفصل السابع من أعمال الرسل لتحضير الله التاريخي لتجسد المسيح، وهو يبدأ بوعد الله لإبراهيم وينتهي بدور الملك سليمان التحضيري للمسيح مروراً بالأنبياء إسحق ويعقوب ويوسف وموسى وهارون ويشوع وداود مبرهناً أن الشعب مع كل ذلك تمرد وسعى وراء أهوائه الفاسدة ووراء آلهة الأصنام. في الأعداد (39-42) نقرأ: "لم يشأ آباؤنا أن يكونوا طائعين له (أي لموسى) بل دفعوه ورجعوا بقلوبهم إلى مصر قائلين لهارون إعمل لنا آلهة تتقدم أمامنا ...، فعملوا عجلاً في تلك الأيام وأصعدوا ذبيحة للصنم وفرحوا بأعمال أيديهم، فرجع الله وأسلمهم ليعبدوا جند السماء ...".
أعلن الرسول بولس بدوره لليهود في أكثر من مناسبة عن تحضير الوحي الإلهي التدريجي لقدوم المسيح. هذا ما نراه أيضاً في سفر أعمال الرسل الفصل الثالث عشر. من الواضح إذن أن الرسل كانوا قد فهموا تاريخ معاملات الله مع شعبه اليهودي من منظار التحضير لمجيء المسيح..
والعهد الجديد يكشف لنا سر وجود تلك القوائم المطولة والمكررة للأسماء والتي تبدو مملة للقارئ في أسفار العهد القديم. يكمن ذلك السر أيضاً في التحضير للمسيح لأنه لم يكن هناك داعٍ ولا معنى لتلك اللوائح بالأسماء لو أنها لم تكن بقصد الإشارة إلى صحة هوية المسيح وإثبات أصله البشري ، رجوعاً بإبراهيم وداود وغيرهما من الآباء الأوائل الذين وعد الأنبياء أن يأتي المخلص من نسلهم. هذا أمر مهم للغاية لأن وحي الله للبشر في الكتاب المقدس ذا طبيعة تاريخية واقعية تعتمد على الدلائل المشهود لها من شهود عيان.