2- اليقين التام على أن الكتاب المقدس هو كلمة الله
هنا يأتي أحدهم ويتساءل: "كيف يمكنني أن أعرف أن الكتاب المقدس هو كلمة الله؟" والجواب هو: "نعرف أن الكتاب المقدس هو كلمة الله بواسطة شهادة الروح القدس في قلوبنا ونحن نقرأ الكتاب" فعندما يقرأ المسيحي الكتاب فإنه يشعر بالفطرة أن الله يتكلم معه. والروح القدس يشهد مع روحه بأن هذه الأمور هي هكذا. فالأسس الأولية والجازمة لإقناعنا ليست خارجية بل داخلية. طبعاً هناك أدلة خارجية عديدة تجبر الإنسان على الإقرار بوجود تأثير إلهي في الكتاب ويمكن استعمالها بنجاح لإقحام بعض المعترضين، ولكنها بالحقيقة ليست إلا ذات قيمة ثانوية. فبدون الإنارة الداخلية من قبل الروح القدس لا يمكن أن يقتنع غير المؤمن مهما عظمت مهارتنا ومهما سطع لمعان منطقنا.
إن محاولة إثبات الأصل الإلهي للكتاب المقدس بواسطة هذه أو تلك من البراهين الخارجية هي كمحاولة إثبات وجود الله تعالى بالاعتماد على دلائل العلم الخارجي المخلوق. فقد نسرد البراهين من علم الوجود وعلم القصد وعلم الكون والبراهين الأخلاقية. كل ذلك يظهر بأنه مقنع وكاف للمؤمن. ولكن ليس هناك بينها برهان واحد ملزم بالقبول من شأنه أن يقنع المتشككين غير المؤمنين. فنحن في قرارة نفوسنا إما متجددون أو غير متجددين. والرسول بولس يخبرنا بأن "الإنسان الطبيعي (غير المتجدد) لا يقبل ما لروح الله، لأنه عنده جهالة، ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يُحكم فيه روحياً" (الرسالة الأولى إلى كورنثوس 2: 14). وكذلك يقول: "إن إنجيل المسيح المصلوب هو لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" فالرجل غير المتجدد لا يمكن إقناعه بأي مقدار من البراهين الخارجية.