أما عنوان تهمة يسوع التي كتبها بيلاطس على الصليب معطاة باختلافات زهيدة من قبل كتبة البشائر. وتفسير هذه الظاهرة هو أن التهمة كتبت في ثلاث لغات وهي اللاتينية واليونانية والعبرية، وأنه كان يوجد اختلاف زهيد في النص، وهذا ما دفع كل كاتب إلى التصرف في ترجمته. وبالحقيقة أن الفرق هو غير جوهري بين بيان مرقس وهو "ملك اليهود" وبيان لوقا "هذا هو ملك اليهود".
ثم في صباح القيامة أكان الحجر قد دُحرج عن القبر بأيد بشرية، كما يمكن الاستنتاج من الأخبار التي يعطيها مرقس ولوقا ويوحنا - مع انهم بالحقيقة لا يذكرون أنها قد دُحرجت بأيدٍ بشرية، بل إنما كان الحجر قد دُحرج – أو أن الزلزلة قد استخدمت للقيام بهذا العمل كما يخبرنا بأكثر تفصيل متى البشير (متى 28: 2) فإن ذلك لا يسبب أي فرق من الناحية الجوهرية في القصة وهي أن السيد المسيح قام وخرج من القبر في ذلك الصباح. سرد متى البيان بشكل مفصل مخبراً إيانا أن الرب استخدم قوى الطبيعة لإنجاز قصده، بينما اكتفى الكتبة الآخرون بنقل الحقيقة الهامة وهي أن القبر قد فُتح والمسيح قد قام. وكثيراً ما يحدث أن الكتبة القديسين كالكتبة العلمانيين، يصفون الحوادث من وجهات نظر متباينة أو بنقاط مختلفة من حيث التشديد أو التأكيد. ففي هكذا حالات ليس هناك تناقض بين القصص أكثر مما يكون مثلاً بين أربع صور لبيت واحد، التقطت إحداها من الغرب، والأخرى من الشمال، وغيرها من الجنوب، وغيرها من الشرق، فهي كلها تعطي مناظر مختلفة نوعاً ما للبيت الواحد!